لن ينجح الحجر، ولن تفلح السكين في تحرير كامل التراب الفلسطيني، الآن وفي التو وباللحظة، فما الطائل من ورائها!.. ذلك ما تسمعونه من المرتعشين خصوم القضية. لكننا في المقابل نصر على تلك الأعمال المقاومة (البسيطة في صورتها العميقة في جوهرها)، ونشد على أيادي فاعليها، ونؤكد أنها مشروعة ومطلوبة وضرورية، فلماذا ؟: 1- لأنها ترهب العدو الصهيوني (على الأقل تشاغله)، فتمنعه من التمادي في ارتكاب مزيد من الجرائم. تحثه على التردد قبل الإقدام، وتُعلمه أن لكل شيء ثمن، وأن الأرض لها أهل يذودون عنها. 2- توقف سيل المهاجرين إلى الكيان، والذي ارتفع هذا العام بنسبة معتبرة مقارنة بالعام السابق، بسبب توظيف الدعايا الصهيونية لأحداث مثل شارلي إيبدو وغيرها. فأعمال المقاومة تبعث برسالة لكل يهودي ينتوي الهجرة، مفادها: أن "الكيان" ليس آمنًأ والحياة فيه ليست رغدة، كم تصور لك الدعايات، وستدفع ضريبة قاسية لسرقة الأرض. وبالتالي فهي تساهم في تعزيز انحياز الديمغرافيا لصالح الفلسطينين. 3- تبقي القضية الفلسطينية حاضرة تحت المجهر، مسلطة عليها الأضواء، وفي بؤرة الوعي العربي والعالمي. 4- تحاول أعمال المقاومة أن تتسلسل إلى العقل العربي، حتى: - تمحو منه كل هراء السلام (الاستسلام)، وتعلمه أن المقاومة هي الحل، ولا سبيل سواها. - تعيد تعريف معني العدو لديه بعد أن أفسدته الدعايا الغربية طوال الأعوام الماضية، بالشكل الذي صور له أن عدوه هو رفيقه وجاره وابن عمومته.. بمعنى آخر: تعيد تصويب البوصلة، وتقلل من حجم الاحتراب والاقتتال الداخلي"العربي العربي"، لصالح تعزيز فرص القتال العربي الصهيوني... والقتال شرف، بينما الاقتتال، ولا شك، جريمة. 5 - تسعى (وتنجح) أعمال المقاومة في إحراج النظم العربية التي اختارت الانبطاح والتطبيع، وتعلمهم أن القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة، وأن التخلي عنها لن يمر بسهولة. 6- يقاتل المقاوم حتى لا تذوب فكرة تحرير فلسطين من الأذهان، وحتى يعزز فرص تحرير كامل التراب من النهر إلى البحر مستقبلًا، وليؤكد على أن الكيان حتمًا إلى زوال.