أغرب وأعجب ما قرأته هذا الأسبوع هو ما كتبه الكاتب " د. حامد الخليفة " ، إذ جاء في ختام مقاله ما يلي " واضح للعيان أن هجمة إيران على العالم العربي اعتراها الضعف وأن إيران رغم الشعارات الطنانة أصبحت معراه أمام أعين الناس ، ويعرف القاصي والداني في عالمنا العربي زيف الادعاءات والتلفيق الإيرانيين ، وأن لا خيار سوى المنازلة وصناعة الانتصار " . إنها عبارات استفزازية تلخص عنصرية الكاتب ونظرته نحو الشيعة ؟ ! إن أي كاتب – منذ زمان بعيد – لم يتخذ من الإيرانيين الموقف الذي اتخذه حامد الخليفة حيث أنه ذهب به الكبرياء الى حد الدعوة للحرب بين السنة والشيعة . يعلم الله مدى تأثيري بما جاء به هذا الكاتب ، ولا اعتقد أن هناك كاتب عربي يوافق على ما قاله الكاتب ، وليس هناك من يجهل أن العالم الإسلامي يجمع بينهم القرآن الكريم . لا نعرف بالضبط أهداف الكاتب من هذا الكلام السخيف ، ولكن يبدو أنه يهدف الى اشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة . وبعبارة أخرى إن كلام الكاتب لا ترضي هذا و لا ترضي ذاك لأنها تدعو الى الفتنة . إن أي مسلم يقرأ مقال حامد الخليفة يخرج بنتيجة وهو مقتنع أن هذا الأخير يكن كرهيه لإيران ويحمل افكار عنصرية ضد الشيعة ! إنه ولا شك توجد عناصر عربية تتشبث رغم كل شيء بأفكار حامد ، وكم من كاتب عربي الف كتبا في هذا المجال . ولكن هذه المعارك الخيالية بين ايران والدول العربية لا توجد في الواقع سوى عند بعض حكام الخليج ، وأما الشبيبة العربية فإنها متحررة من هذه الادعاءات الغير موضوعية ، ذلك أن الشاب العربي متشبع بالشعرات التي تدعو الى الوحدة بين الشعوب الإسلامية ويعتقدون أن إيران ليست ولن تكون إلا دولة إسلامية ولا شك أن هؤلاء الشباب يحملون أفكار ترجع جدورها الى شعور مكبوت بالأمة الإسلامية ، ولذلك فإنهم على استعداد للتضحية بأهم مصالحهم من أجل التخلص من أي شيء يذكرهم بالفتنة بين السنة والشيعة .