2024-11-27 05:33 م

الدور القطري في صياغة الرد الفلسطيني على مخطط الضم الاسرائيلي

2020-07-09
القدس/المنـار/ بهدوء تعمل مشيخة قطر على التحرك داخل الساحة الفلسطينية بجناحيها غزة والضفة، وبرضى ومباركة من نظامي الحكم فيهما، وللمشيخة أجنداتها الخاصة، وهي في تنافس مع دول اخرى في المنطقة هي الاخرى لم توقف العبث في هذه الساحة، كالسعودية ومشيخة الامارات وكذلك تركيا التي تربطها علاقة وثيقة مع الدوحة، في حين تراجع التحرك المصري باتجاه الساحة الفلسطينية، فالقاهرة لها موقف خاص بهذا الشأن تاركة دول اخرى لتحقيق الأهداف المرجوة، التي تتلاقى عليها جميع الدول المتنافسة، وهي أهداف تخدم المصالح الامريكية الاسرائيلية، تقدمها الدول المذكورة ثمنا لدعم أنظمتها ومنعها من السقوط والانهيار، ودخولها الحلف الشرير الذي يستهدف ايران شعبا وقيادة ومؤسسة عسكرية.
وعودة الى التحرك القطري في الساحة الفلسطينية، فان الدوحة تربطها علاقات وثيقة مع قيادة حركة حماس وهناك قياديون يقيمون فيها ولها رجالاتها ووكلاؤها داخل دوائر صنع القرار في رام الله، وبصمت تلعب دورا نشطا في التعاطي مع المسائل الداخلية الفلسطينية، وتعاملها مع الخارطة السياسية في القطاع والضفة، وتساهم بفعل هذه العلاقات الحسنة في صياغة مواقف اتجاه قضايا اقليمية، ولها باع طويل في جهود الوساطة والاتصالات مع اسرائيل طرفا مقبولا من كل ادارتي الحكم في غزة ورام الله.
الدوحة، تعاطت مع ملف الانقسام في الساحة الفلسطينية، واستضافت الجانبين المتخاصمين فتح وحماس، لكن، هذا التعاطي كان مستندا وما يزال على تحقيق المصالح القطرية، وخدمة كل من واشنطن وتل أبيب، وبالتالي، لم تكن المشيخة معنية بتحقيق المصالحة، وقدمت لحركة حماس وبموافقة واشنطن خدمات تبقيها متمسكة بمشروعها والتمسك بالقطاع وعدم عودة وحدة جناحي الوطن، في حين رعت وساطة لتهدئة وهدنة طويلة الأمد بين غزة وتل أبيب، وبقيت رام الله متمسكة بمشروعها، ورفض الجانبان المتخاصمان التلاقي في منتصف الطريق، وحسب مراقبين محايدين فان مشيخة قطر، غير معنية، بتحقيق مصالحة في الساحة الفلسطينية تجذيرا وتعميقا للانقسام تمهيدا لتسويات سياسية تسعى امريكا واسرائيل لتمريرها.
في الدوحة تقيم العديد من قيادات حركة حماس، وتدعم ذلك تركيا، وباتت الجهات الثلاث في تحالف حقيقي غير معلن وللدوحة وأنقرة تأثير كبير على مواقف وخطوات حركة حماس في اتجاهات عدة، وهذا التحالف يواجهه صمت عميق في رام الله، يعود سببه للعلاقات القوية بين صانع القرار في الساحة الفلسطينية ونظام المشيخة، ويشير المراقبون هنا، أن هذه المعادلة تلقى قبولا في غزة ورام الله، حيث تبقي كل جانب متمسكا بمشروعه، ولا تلاقي على طريق تحقيق المصالحة مع تواقف ملزم فرضته التحديات والظروف على بعض الخطوات والقضايا، بما لا يقلق أو يقلق واشنطن، وتبعد في الوقت ذاته القيادة في غزة والقيادة في رام الله عن دائرة الحرج، ويستند المراقبون الحياديون في ذلك، الى ما أفرزته تدخلات الدوحة من تلاق حول الرد "المؤتمراتي" بين حماس وفتح، وهو تلاق آني لحظي، قد ينتهي في أية لحطة، أو عندما ترى المشيخة القطرية ضرورة فكاكه، والعودة الى "الردح الاعلامي"، وبهذا تثبت الدوحة لواشنطن قدرتها على التحكم في حدود الرد، ومستواه.
ويلاحظ القبول السريع بين حماس وفتح، للرد المطروح على عملية الضم، وهو رد غير مزعج لاسرائيل، توصلت اليه الدوحة بفعل علاقاتها الجيدة مع رام الله وغزة، وقد يقود تدخلها هذا الى امكانية عودة الجانب الفلسطيني الى طاولة التفاوض مع اسرائيل على اساس بنود ايجابية تضمنتها صفقة القرن، وهذا ما تسعى اليه وتتمناه دول اخرى في المنطقة، قد تكون متنافسة ومتخاربة أحيانا، لكنها تلتقي على هدف تقديم الخدمات لواشنطن.
والتساؤل الذي يطرح نفسه، هنا، هو:
لماذا لا تقترب مشيخة قطر مجددا من جهود ومساعي انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين فتح وحماس؟! 
الجواب، هو أن المشيخة المذكورة، وحسب التعليمات الواردة اليها، ليس في صالحها، أن تنجز المصالحة، وهذا خدمة كبيرة تقدمها الدوحة وعواصم اخرى لاسرائيل والولايات المتحدة، فالتحرك القطري في حدود وضمن هامش محدد مرسوم بدقة، السيطرة على رد فعل الفلسطينببن على مخطط الضم وعدم الاقتراب من انهاء الانقسام.