2024-11-27 11:37 م

حراك حزبي متصاعد في اسرائيل نحو انتخابات نيابية مبكرة

2020-11-22
القدس/المنـار/ اشتعال متصاعد داخل الحلبة الحزبية في اسرائيل ينذر بمعركة انتخابية قادمة، عنوانها التنافس بين اليمين واليمين المتطرف، ومن المتوقع اجراؤها خلال النصف الاول من العام القادم، ويتردد حدوثها في شهر اذار أو ايار 2021.
والانتخابات المبكرة القادمة الاكثر سخونة من الانتخابات السابقة، ومليئة بالمفاجآت ومزدحمة بـ "مد الجسور" و "بناء التحالفات" وتنافسية داخل المعسكر الواحد، وبصورة ادق وأوضح تصارع يميني يميني. فقد نجح نفتالي بينت في تسويق نفسه جيدا في المرحلة السابقة، وبالتحديد منذ أن حصل على حقيبة الدفاع في الحكومة الانتقالية التي سبقت الانتخابات الاخيرة والتي شكلها نتنياهو، حيث طرح نفسه على الساحة الشعبية بانه المخلص القادر على محاربة فيروس كورونا.
ورئيس الوزراء الحتالي يرى أن مصلحته تقوية بيني غانتس وحزبه كحول لوقف الوتيرة التي تشير اليها استطلاعات الرأي بشأن تصاعد قوة نفتالي بينت وحزبه، حيث يرى نتنياهو أن المراتب المتقدمة التي يحصل عليها بينت في استطلاعات الرأي سببها بالاساس "تسرب" مقاعد كحول لفان.
ويرغب بينت في المحافظة على وتيرة صعوده في استطلاعات الرأي ومواصلة "استهداف" الجمهور الوسطي لضمان توسيع قاعدة حزبه، ولهذا السبب يحرص بينت على طرح الشعارات الجامعة وليس الشعارات التي يمكن أن تتسبب بتراجعه في استطلاعات الرأي، ولهذا السبب يحاول ان يطرح موضوع الحرب ضد كورونا والابتعاد عن موضوع تدعيم الاستيطان ولجم السلطة القضائية.
وصعود بينت الذي يجري الحديث عنه هو صعود في استطلاعات الرأي وليس على أرض الواقع، خاصة وأن موعد الانتخابات المبكرة لم يحدد، وهذا يعني وجود فرصة كبيرة لتراجع بينت في استطلاعات الرأي مع مرور الوقت وعدم اجراء الانتخابات وتغير الظروف القائمة.
ويدرك بينت أن امله الوحيد هو الركوب على موجة الغضب الشعبي جراء سياسة الحكومة وتعاملها مع ازمة كورونا، وهذا يعني أن انتهاء هذه الازمة الصحية وتأثيراتها الكارثية على قطاعات مختلفة سيؤثر سلبا على بينت ويضعف موقعه في المعركة الانتخابية المقبلة، لهذا السبب الحديث المتصاعد عن امكانية حصول اسرائيل على اللقاح ضد وباء كورونا هو امر سيء لبينت على الصعيد السياسي، وسيعيده الى حجمه الحقيقي ويحطم احلامه واماله بمنافسة نتنياهو على رئاسة معسكر اليمين.
إن نجاح نتنياهو في اخضاع بيني غانتس واجباره على القبول بتسوية مؤقتة في موضوع المصادقة على موازنة الدولة سيسمح لنتنياهو باختيار التوقيت الذي يرغب به لخوض الانتخابات المبكرة، وهو يأمل بأن يحدث ذلك في شهر ايار القادم، ولكن في حال لم ينجح في اخضاع غانتس، فان نتنياهو سيضطر الى الذهاب الى انتخابات مبكرة في ظل كورونا ولن يعلم أحد ماذا ستكون النتائج.
وستتركز الاتهامات ضد بينت في المعركة الانتخابية المقبلة ستتركز على توجيه الانتقادات له واتهامه بالتحالف مع اليسار في سبيل جمع المزيد من الاصوات والمقاعد.  
أما غانتس فقد أثبت طوال الفترة الماضية عدم اجادته اللعب في الملعب الحزبي، ولم يتمكن من طرح نفسه بديلا حقيقيا لنتنياهو، ولم يستطيع بناء تحالفات مع المتزمتين.