أبلغ المبعوث الدائم لمفاوضات المصالحة الفلسطينية بإسم السلطة وحركة فتح مؤخرا بأنه سيحضر معه بعد الأن لمبادرات وحوارات المصالحة طاقمه الخاص من السكرتاريا المختص بالطباعة حتى يتم توثيق ما يتفق عليه بدون إضافات.
ونقل مصدر في رام ألله عن المستشار والقيادي عزام الأحمد قوله في إطار المداعبة السياسية انه سيحرص بعد الآن على إحضار سكرتاريا رسمية معه تجنبا لطباعة عبارات أو نصوص خلال الحوار لم يتفق عليها.
ويبدو ان تلك الدعابة القصد منها التشكيك اللاحق بما يتفق عليه مع فصائل المقاومة الفلسطينية عندما يلزم الأمر.
وشدد المصدر ان السلطة الفلسطينية لجأت لحيلة الطابع والسكرتاريا بعد “خلاف” على طبيعة النصوص التي إتفق عليها ضمن ما سمي بمبادرة الصين للمصالحة الفلسطينية إثر لقاء عقد في بكين لكنه لم يكتمل لاحقا.
وأبلغ المبعوث الصيني المختص أطرافا في الفصائل الفلسطينية بأن الرئاسة الفلسطينية طلبت منه قبل أسبوعين تأجيل لقاء ثان للفصائل تم الإتفاق عليه في لقاء بكين الأول وسط ما يمكن وصفه بضغوط أمريكية وإسرائيلية.
وخلصت كواليس حوارات المبادرة الصينية إلى ان الرئيس عباس يأمر بتأجيل الإستحقاقات والسلطة تتهرب من نتائج أي إتفاق ،الأمر الذي عرقل الخطوة التالية من بكين وخارجيتها بعد “قطع شوط” معقول في الحوار الوطني الفلسطيني.
ويبدو أن ممثلين لحركتي حماس وفتح إتفقا مع المسئولين الصينيين على عقد “لقاء حوار أوسع” لاحقا بحضور ممثلين ل12 فصيلا فلسطينيا إضافيا.
وقبل الإستحقاق الزمني وسط الإهتمام الصيني تراجعت السلطة وأبلغ الأحمد ممثلين لبعض الفصائل ومساعدين له بأنه مستعد لحضور الإجتماع الثاني بضيافة بكين لكن على أساس ثنائي وبدون ممثلي بقية الفصائل.
وإعتبرت حركة حماس شرط الأحمد الجديد مخالف ل”الورقة الصينية” التي تم التوقع عليها فعلا برعاية صينية وتتألف من 8 بنود وعند الإستفسار تحدث الأحمد فعلا عن “أخطاء طباعة” وألمح لحاجته لإحضار سكرتاريا وإعتبرت أوساط المقاومة تلك مجرد “ذريعة” للتهرب من إستحقاق “حوار الصين الثاني” المتفق عليه بحضور ممثلين ل14 فصيلا.
وأبلغ المسئول الصيني بأن بلاده لا تستطيع عقد اي مشاورات بدون موافقة وحضور وحماس السلطة الفلسطينية.
ولاحقا فهمت حركة حماس بان حديث الأحمد عن الطباعة رغم أنه وقع الوثيقة الصينية الأولى مجرد محاولة للمراوغة فيما طلب القيادي الفتحاوي عقد لقاء ثنائي برعاية صينية بين فتح وحماس فقررت حماس بدورها ان لا توافق على ذلك وأصرت على الإلتزام الحرفي بما تقرر مع بكين بخصوص عقد الإجتماع بحضور ممثلي جميع الفصائل.
ويعني ذلك ان حركة حماس ليست هي التي رفضت حضور “جلسات بكين 2” كما إتهمت أوساط بحركة فتح بل العكس هو الصحيح فقد قررت الحركة عدم الموافقة على “لقاء ثنائي” إلتزاما منها بالورقة الصينية التي وقعها بإسم فتح عزام الأحمد قبل ان تتغير بوضوح “نوايا المقاطعة والرئاسة الفلسطينية”.
المصدر: رأي اليوم
إطلبوا “سكرتاريا فتح” ولو في الصين.. كواليس وأسرار “حوارات بكين”
2024-07-03