2024-11-26 11:21 ص

بعد أكاذيب نتنياهو ووقاحاته.. ماذا يعني كل هذا التصفيق له في “الكونجرس” الأمريكي؟

2024-07-24

أجواء مثيرة كاشفة شهدها الكونجرس الأمريكي اليوم أثناء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
نتنياهو هاجم المتظاهرين خارج الكونجرس المنددين بالعدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة والداعين لوقف إطلاق النار، قائلا إن كثيرًا من المتظاهرين ضد إسرائيل اختاروا أن يقفوا مع الشر ومع حماس ويجب أن يشعروا بالعار، معتبرا أن المتظاهرين المعادين لإسرائيل يريدون تدمير الولايات المتحدة أيضا.
الإثارة بلغت ذروتها عندما شبه نفسه بتشرشل بوصفه الخط الأمامي في الدفاع عن الحضارة البشرية وعلى الأمريكيين تقديم كل ما يحتاجه لإنهاء المهمة في هذه الحرب.
الأكاذيب الفاضحة
نتنياهو قال إنه قام بزيارة إلى رفح الأسبوع الماضي، وسأل أحد العسكريين هناك: “كم قتلتم من حماس؟ قال 12 ألفا، وكم عدد المدنيين الذين قتلتوهم قال لا أحد لم نقتل مدنيين.. لهذا نحن نقوم باستهداف الإرهابيين وفعليا لم نقتل مدنيين، هل تعلمون لماذا؟ لأن إسرائيل تخرج الملايين بعيدا عن أماكن الخطر”.
كذب نتنياهو الصريح يذكّر بالمثل الشهير: إذا لم تستح فقل ما شئت.
فهل عمي بصره بعد أن عماء بصيرته ؟ ولا يدري أن العالم كله يرى ما يرتكبه من إبادة رأي العين؟!
وفي الوقت الذي علا فيه صوت التصفيق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، رفعت رشيدة طليب لافتة باللونين الأبيض والأسود خلال خطاب نتنياهو، مكتوب على أحد جانبيها: «مجرم حرب»، والجانب الآخر: «مذنب بارتكاب جرائم إبادة جماعية».
كيف كانت ردود الأفعال على خطاب نتنياهو؟
د. ممدوح حمزة وصف خطاب نتنياهو بأنه كذب ونفاق ومحاولة مستميتة لحجب خسارته في غزة.
وأضاف أن نحو 50٠٪ من النواب الديمقراطين قاطعوا خطابه، وسادت مظاهرات رافضة لخطابه.
وتوقع حمزة ردا بقذف تل أبيب، لافتا إلى أن الأزهر سبق وأن رفض الإبراهيمية التي دعا إلى تحالفها معه.
من جهته قال السفير فرغلي طه إن ما قاله نيتناهو أمام الكونجرس وكمية التصفيق والترحيب به ، تعنى شيئا واحدا وهو أن إسرائيل لم تعد فقط كما كان يقال ولاية أمريكية،ولكنها والصهيونية من خلفها ( منظمة الإيباك والمال اليهودى ورجال الأعمال والإعلام ) هى من تحكم أمريكا وسياساتها الخارجية والداخلية وهى من تختار الرؤساء والمسئولين فى أمريكا وكل شيء.
معنى استقباله
وعن دلالة استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول الناقد السوري منذر عياشي إن أمريكا ممثلة بالكونغرس ومن فيه ، حين تستقبل الإرهابي القاتل نتن .. يا .. هو تبرهن أنها الراعي الأكبر للإرهاب في العالم.
ويضيف: “كيف لا؟ وهي في تاريخ قيامها قتلت من الهنود الحمر مئة مليون ( سكان البلاد الأصليين ) ما يعادل ربع سكان العالم آنذاك”.
واختتم قائلا: “صفقوا له.. صفقوا لقاتل أطفال غزة بالأسلحة التي زودوه بها”.
في ذات السياق يرى الكاتب الصحفي كارم يحيى أن خلاصة خطاب نتنياهو في الكونجرس أنه كارت أخضر من أغلبية الكونجرس بمواصلة الحرب.
الحقيقة ناصعة
البعض لم ير في الاحتفاء بنتنياهو في الكونجرس الأمريكي جديدا، مؤكدا أن الحقيقة التى يعرفها الجميع أن اللوبى الصهيونى المتواجد فى امريكا هو المتحكم فى السياسات الأمريكية وخصوصا السياسة الخارجية.
هل تصل الرسالة للعرب؟
السؤال الذي فرض نفسه: هل يعي العرب الرسالة؟ أم على قلوب أقفالها؟!
أحد النشطاء تساءل في نبرة ملؤها الحسرة: هل يملك أي برلمان عربي أو مسلم الجرأة لاستقبال قيادة المقاومة الفلسطينية( السنوار أو هنية) إن كانوا صادقين في دعمهم للشعب الفلسطيني كما يزعمون؟
وأضاف: “لو كان في الأمة رجال من زعمائها، ما شاهدنا الليلة هذه المشاهد في الكونغرس الأمريكي، لكن الأمريكيين مطمئنون أن مصالحهم في بلاد العرب لن تتضرر”.

المصدر: رأي اليوم