ما الذي يحدث داخل فرع تنظيم القاعدة في سوريا والذي يسمي نفسه جبهة فتح الشام؟ في الآونة الأخيرة، فقدت جبهة فتح الشام ما يقارب العشرين من أفراده. حدث هذا في وقت كان التوتر فيه عال ضمن جبهة فتح الشام بسبب قيادتها في المستقبل والاتجاه الذي ستسلكه.
الخسائر التي تعرضت لها القاعدة تمثل جزءاً كبيراً من كادر العضوية الأساسي الخاصة بهم. خسارة هؤلاء المقاتلين في هذا الوقت سوف يشل هجمات القاعدة ويتلف معنويات القادة المتبقين والمقاتلين في سوريا. إلى حد كبير، فإن خسارة هؤلاءالمقاتلين تثبت أن القاعدة غير قادرة على إبقاء أفرادها آمنين. على العكس من ذلك، فإن تطورات القاعدة في سوريا تثبت أنها في طريقها إلى دمار لا مفر منه.
هذه الخسائر جائت في الوقت الأسوأ على الاطلاق بالنسبة لتنظيم القاعدة في سوريا، فالتنظيم كان قد بدأ محاولة الاندماج مع فصائل المعارضة السورية الأخرى، حتى أنهم قاموا بتغيير إسم جبهة النصرة لجبهة فتح الشام ادعاءاً منهم بأنهم ليسوا إرهابيين.
تغيير التسميات لا يمكن أن يحول تنظيماً إرهابياً إلى تنظيم غير إرهابي. وبالتالي، بغض النظر عن التسميات التي تختبئ وراءها هذه التنظيمات، فإن الواقع أن كل القادة الإرهابيين غير آمنين في سوريا.
هي مجموعة لا تستطيع حتى حماية نفسها، وهي المجموعة التي يتم اصطياد قادتها على مدار الساعة، بالتأكيد هي لا تشكل شريكاً جيداً للمعارضة السورية. بالطبع هذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل انضمام القاعدة للمعارضة السورية أمراً سيئاً: جبهة فتح الشام هي جماعة من الإرهابيين الذين يملكون أجندات خاصة، فهم لا يقاتلون من أجل الشعب السوري.
كل هذه الإخفاقات تحدث تحت قيادة ومسؤولية زعيم القاعدة أبو محمد الجولاني. ناهيك عن كونه غير قادر على حماية كادر القيادة الخاص به، فإن الجولاني يخشى الآن حتى إظهار وجهه ليمدح أو ينعى الذين لقوا حتفهم. إخفاقات الجولاني وجبهة فتح الشام هي في النهاية اخفاقات للقاعدة بشكل عام. سوريا هي الجبهة الأنشط للقاعدة، إلا أن الأمور تسير بشكل سيء جداً للتنظيم الارهابي. القاعدة تسير بنفس مسار جبهة فتح الشام: إنها تتراجع.
المصدر: الان
