2024-11-30 05:43 ص

ما مغزى زيارة ملك المغرب لجنوب السودان؟

2017-02-04
مثيانق شريلو-جوبا
لقيت زيارة ملك المغرب محمد السادس لدولة جنوب السودان اهتماما واسعا، باعتبارها الزيارة الأولى لزعيم عربي بارز للدولة الوليدة التي تعاني من عدم الاستقرار الأمني بسبب الحرب، وشهدت الأوساط العامة نقاشا وآراء متعددة بشأنها.
وأنهى ملك المغرب محمد السادس زيارته للعاصمة جوبا ، التي كان قد حدد منتصف الشهر الماضي موعدا لها قبل تأجيلها إلى فبراير.
وهذه الزيارة هي الأولى عقب عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي بعد أكثر من ثلاثة عقود لخروجه من هذا التنظيم القاري احتجاجا على اعتماد جبهة البوليساريو عضوا فيه.
وشهدت الزيارة التوقيع على تسع من مذكرات التفاهم بين جوبا والرباط، شملت مجالات البنية التحتية لعاصمة جنوب السودان المستقبلية "رامشيل"، بالإضافة إلى مجالات الزراعة والصناعة والاستثمار والصحة وغيرها.
تعزيز العلاقات
واعتبر أتينج ويك أتينج السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان أن زيارة محمد السادس ساهمت كثيرا في تحسين وجه جنوب السودان أمام العالم كدولة بدأت تتعافى من آثار الحرب الأهلية.
واستبعد أتينج ويك الحديث المتداول عن أن الزيارة قد هدفت إلى جعل جنوب السودان تنضم إلى قائمة الدول التي ستقف ضد قضية الصحراء الغربية المتنازع بشأنها مع جبهة البوليساريو.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن "الزيارة لم تتناول هذه المسائل، لكنها ركزت بشكل دقيق على بناء علاقات ثنائية بين البلدين على كل المستويات".
بدوره أشار القائم بأعمال سفارة المغرب بدولة جنوب السودان إلى أن المملكة تنظر إلى جنوب السودان بوصفها دولة مهمة في القارة الأفريقية.
وأكد في تصريحات صحفية أن الزيارة تأتي فقط ضمن إطار جهود المغرب للعودة إلى واجهة الحراك العام في القارة الأفريقية عقب رجوعه إلى الاتحاد الأفريقي.
ورغم الترحيب الواسع بزيارة محمد السادس للبلاد، ظهرت أصوات أخرى تهدف للضغط على الحكومة في جوبا بعدم التراجع عن "موقفها الأخلاقي" بشأن تقرير المصير لشعب الصحراء.
مطالب
وطالب عضو برلمان جنوب السودان دينق قوج ملك المغرب بضرورة القبول بمنح شعب الصحراء الغربية الحق في ممارسة الاستفتاء لتقرير مصيره والقبول بنتائج الاستفتاء، وفق تعبيره.
وقال دينق قوج للجزيرة نت إن هذه المطالب لا تعني أنهم يرفضون هذه الزيارة التي وصفها بأنها مهمة جدا لتعزيز العلاقات بين جوبا والرباط، لكنه عاد ليؤكد أن هذه الدعوة أتت لأن "شعب جنوب السودان قد ذاق الصبر والظلم وانتهى بأن صوتت غالبيته لصالح الانفصال" عن السودان عقب الاستفتاء الشهير الذي جرى في يناير/كانون الثاني 2011.
وكانت حكومة جنوب السودان قد استقبلت في العام 2011 مسؤولين من جبهة البوليساريو، وأعلنت عن اعترافها بها وقبولها بأن تفتتح الحركة مقرا لها في جوبا، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وقالت حكومة جوبا في ذلك الوقت إنها ملتزمة أخلاقيا تجاه قضية تقرير المصير لشعب الصحراء.
وبنظرة مختلفة رأى أتيم سايمون الصحفي والمحلل السياسي المقيم في جوبا، أن زيارة محمد السادس هدفت في الأساس إلى ابتدار عمل دبلوماسي يهدف إلى إبعاد قضية جبهة البوليساريو عن الأضواء على مستوى القارة عقب عودة المغرب لعضوية الاتحاد الأفريقي.
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن الملك تفهم الظروف والأوضاع الحالية التي تمر بها دولة جنوب السودان من عزلة وأزمات اقتصادية وضرورة تقديم المساعدة لها بهدف التأثير على "العلاقة التاريخية" بين الحزب الحاكم في جنوب السودان وجبهة البوليساريو.
المصدر : الجزيرة