2024-11-27 04:42 ص

الحرب في اليمن تنشط صفقات السلاح

2017-05-09
تسعى المملكة العربية السعودية وهي حليفة الولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة طويلة إلى تنويع مصادر موردي أسلحتها، وهو ‏الأمر الذي سيجعل روسيا سعيدة جدا لأن تكون إحدى هؤلاء الموردين.
 
كانت وما زالت شركات الدفاع الأمريكية حتى الآن ‏أكبر المستفيدين من مبيعات الأسلحة الأجنبية إلى المملكة العربية السعودية، وهي تستعد أيضاً لجني مليارات الدولارات مع ‏الزيارة القادمة للرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية.
 
 ومع ذلك تكثف موسكو جهودها من أجل جذب رجال الأعمال ‏السعوديين، حتى مع استمرار بيع أسلحتها لكلاً من الهند والصين. ‏
 
وقالت "ميليسا دالتون" وهي عضو بارز ونائب مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، بأن سوق ‏الأسلحة العالمية قد تغير مع عقد المملكة العربية السعودية لصفقات أسلحة أخرى مع منافسي الولايات المتحدة الأمريكية مثل ‏روسيا والصين وأوروبا.
 
وكانت وكالة الأنباء الروسية "تاس-‏TASS‏" ذكرت الأسبوع الماضي بأن نائب وزير الدفاع الروسي أجرى اجتماعا مع ‏مسؤول عسكري سعودي كبير في موسكو، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية بأن السعودية عازمة على شراء أسلحة روسية ‏حديثة. ‏
 
وقال"دالتون" وهو مسؤول سابق في البنتاغون بأنه غالباً ما يتم نقل رسالة سياسية قوية جداً عندما يتم الإعلان عن أي إجتماع ‏معين، وأضاف بأن الكشف عن مقابلات سعودية-روسية فيما يتعلق ببيع الأسلحة هي إستراتيجية تستخدمها الرياض أحياناً من ‏شأنها تسليط الضوء على الموردين البديلين للأسلحة كوسيلة للحصول على صفقة أمريكية أفضل أو حتى موافقة أمريكية على ‏أشياء معينه. ‏
 
ويعتزم السعوديون زيادة الإنفاق العسكري بنحو 7% هذا العام، وهو ما يعكس جزئياً الحرب في اليمن، والتهديد العسكري المتزايد ‏من إيران.
 
ومن خلال المتابعة فقد شكلت المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكية للمملكة العربية السعودية من عام 2012 إلى 2017 أكثر بقليل من ‏نصف مبيعات الأسلحة لمنطقة الشرق الأدنى وجنوب آسيا، وكانت المملكة في عام 2015 هي ثاني أكبر دولة أجنبية تقوم بشراء ‏الأسلحة الأمريكية بعد كوريا الجنوبية. ‏
 
وقال "جوناثان روت" وهو المحلل في شركة "موديز" ويعرف تماماً كبار مقاولي شركات الدفاع الأمريكية الخمس التي لها علاقة ‏تجارية مع المملكة العربية السعودية، بأنه يؤمن تماماً بأن هذه الشركات سوف تطالب بإنشاء مكاتب تحصيل في الرياض لضمان ‏عدم فقدان أعمالهم مع السعوديين. ‏
 
وأصبحت علاقة واشنطن مع الرياض متوترة عندما قررت إدارة أوباما وقف مبيعات الأسلحة وبعض الدعم العسكري للمملكة ‏العربية السعودية بسبب المخاوف من احتمال وقوع جرائم حرب في اليمن، وهو الأمر الذي أدى إلى تحرك السعوديين للبدء في ‏البحث عن مكان آخر للحصول على تكنولوجيا الأسلحة بما في ذلك روسيا. ‏
 
وللتأكيد على دعم ترامب للسعوديين فإن زيارته الخارجية الأولى كرئيس للبلاد ستكون إلى المملكة العربية السعودية في وقت ‏لاحق من هذا الشهر، ومن المتوقع أن يزور إسرائيل والفاتيكان أيضاً. ‏
 
ومن الواضح أنه من غير المتوقع أن تحل موسكو محل واشنطن كمزود رئيسي للأسلحة للمملكة العربية السعودية، حيث لاتزال ‏شركات الدفاع الأمريكية تهيمن بشكل كبير على مبيعات الأسلحة للمملكة.
 
ومع ذلك يبدو أن الروس على استعداد لبيع أنظمة ‏أسلحة متقدمة للمملكة، وهي الأسلحة التي ربما لن تحصل على موافقة الولايات المتحدة الأمريكية بسبب معارضة إسرائيل ‏وأعضاء في الكونغرس. ‏
 
وقال دالتون أن السبب وراء ذهاب المملكة العربية السعودية في الثمانينات لعقد صفقة أسلحة مع الصين هو أن الولايات المتحدة ‏الأمريكية لم تكن تميل في ذلك الوقت لتوفير الأسلحة من ذلك النوع للمملكة. ‏
 
من الممكن أيضاً في الوقت نفسه أن يتمكن الروس يوماً ما من مساعدة السعوديين في تطوير قدرة صواريخ باليستية محلية، ‏وهو ما أثبتته إيران في العام الماضي عند اختبارها لصاروخ "ذو الفقار"، وساعدت روسيا إيران في بناء أول محطة للطاقة ‏النووية المدنية في عام 2011، وتعاونت معهم أيضاً في بناء محطة أخرى، وعرضت روسيا المساعدة للسعوديين حين شرعت ‏بخطة بقيمة 80 مليار دولار لبناء أكثر من 12 محطة للطاقة النووية. ‏
 
ولايزال السعوديون بعد ذلك ينظرون إلى الروس مرة أخرى بشكوك كبيرة، نظراً لأن موسكو تحتفظ بعلاقة كبيرة جداً، ليس فقط ‏مع خصمها الإقليمي" إيران" وإنما مع بشار الأسد، حيث قطعت المملكة علاقتها معه في عام 2012 ولاتزال الممول الرئيسي ‏لمناهضي بشار الأسد. ‏
 
يعلم السعوديون دائماً بأنه لا يمكن الوثوق بروسيا خاصة عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا الدفاع العسكرية، حيث ذكرت الصحافة ‏الكويتية في وقت سابق من هذا العام بأن صواريخ الجيش الإيراني قد رُميت في الهاوية عندما باع الروس أحد أنظمة الدفاع ‏الجوي.
 
‏ وأشار التقرير أيضاً بأن الروس قد زودوا الإسرائيليين بما يسمى "الشفرات" التي تسمح لطائراتهم بالظهور كطائرات صديقة ‏على نظام الدفاع الذي يعرف بإسم سي-300، حيث تم بيع هذا النظام لسوريا، وهو ما يفسر السبب وراء تمكن الطائرات ‏الإسرائيلية من التحليق في الأجواء السورية لعدة سنوات مع فشل المضادات الجوية.
 
بالنسبة للسعوديين فليس لديهم الحاجة لأنظمة دفاع جوي روسية، وذلك لأن لديهم بعض المعدات الأمريكية المتقدمة بما فيها على ‏الأقل نوعين من أنظمة الدفاع الصاروخي "باتريوت"، والتي استخدمتها المملكة في شهر مارس لاعتراض الصواريخ التي يطلقها ‏المتمردون الحوثيون من اليمن. ‏