2025-05-14 04:29 ص

القدس ستبقى عربية

2017-12-21
بقلم: محمود الشاعر
على طبق من ذهب ، وعلى مرأى ومسمع عربان الخليج وجامعة النعاج يعلن ترامب القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني دون وخز من ضمير، ضارباً بعرض الحائط مشاعر الفلسطينيين متجاوزاً بذلك قرارات الشرعية الدولية ، وإذا كان القرار الأمريكي الأخير ليس مفاجئاً لأن ترامب أشار إلى نيته في دعمه اللامحدود للكيان الغاصب في خطاباته السابقة فإن ما يحصل اليوم من أحداث دموية على امتداد الساحة العربية يفسر إصدار الرئيس الأمريكي لهذا القرار وفي هذا التوقيت بالذات ويمهد الطريق لتغييب القضية الفلسطينية وتصفيتها وإلغاء حقوق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه ,فقد عملت أمريكا خلال السنوات الماضية على إشعال الحرائق في البلدان العربية التي تحمل فكراً مقاوماً وأرادت بذلك إشغالها بحروب داخلية ضد عصابات إرهابية مجرمة وحرف بوصلة المقاومة الحقيقية عن القضية العربية الأم وهي القضية الفلسطينية ، وقد اتخذت أمريكا من بعض الأنظمة العربية المتخاذلة معيناً لها على تنفيذ مخططاتها بترسيخ الاحتلال الإسرائيلي في قلب الوطن العربي ، ولأن التاريخ يعيد نفسه ، فإن بني سعود اليوم يكررون ما فعله أجدادهم منذ وعد بلفور المشؤوم ويعقدون صفقات التآمر والخيانة مع الكيان الصهيوني عبر التطبيع مع إسرائيل والتحريض ضد محور المقاومة وقيام حملة إعلامية كبيرة تستهدف إيران التي حملت لواء القضية الفلسطينية ودافعت عنها مراراً وذلك لإظهارها بمظهر العدو بدلاً من العدو الحقيقي المتمثل بالمحتل الصهيوني , وفي الوقت الذي تشهد فيه الساحات العربية تظاهرات حاشدة وتتواصل الاحتجاجات في عدد من المدن العربية ضد القرار الأمريكي مطالبة بمقاطعة البضائع الأمريكية ووقف التطبيع مع العدو وإغلاق السفارات الأمريكية ، فإن الجامعة العربية تكتفي بإصدار بيان هزيل تندد وتشجب فيه القرار المشؤوم في محاولة لرفع العتب عنها ، كما وتقوم وفود خليجية بزيارة للعدو الصهيوني في عقر كيانه وهذا دليل آخر على تخاذل عربان الخليج في وقت تحتاج فيه الأمة العربية لصوت عربي موحد للحفاظ على الهوية الفلسطينية ومنع تهويد القدس وتشكيل سند عربي قوي لنضال الشعب الفلسطيني وتكثيف الجهود لتأييد انتفاضة جديدة نصرة للقدس العربية وحفاظاً على القضية الفلسطينية من الضياع والتهميش ، وإن على العرب أن يدركوا أن كل تهاون في هذا الجانب سيشجع الصهاينة والأمريكيين على اتخاذ المزيد من القرارات التي تنتهك الحقوق وتخالف قواعد وأسس الشرعية الدولية وتغتصب حريات الشعوب . 
 *أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص