ها نحن ومن جديد نتابع فشل نسخ مؤتمرات ما يسمى بـ“جنيف السوري“، فالواضح أنّ هذا المؤتمر لن يتمكن من تحقيق أي إنجازات فهناك العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة بـ”المعارضة” وداعميها وتمسكهم بالشروط نفسها التي أفشلت النسخ والمؤتمرات السابقة، حيث يتضح أنّ المطلوب، من وجهة نظر المعارضة الخارجية هو تسليمها السلطة،ومن هنا يبدو واضحاً ان استعراض مجموع اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت، في هذا الإطار الخاص بانهاء الحرب على سورية ، نجد أنّ كلّ ما قامت به هو إشباع الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات الدول الوسيطة في التفاوض وعن فرص للتقدم المأمول، مع أنّ تلك الدول جميعها تدرك أنّ الوصول إلى نتائج فعلية ليس ممكناً في هذه المرحلة، وفي حال التوصل إلى حلّ ما فإنه سيكون مرحلياً، أو خطوة في طريق طويل صعب ومعقد، ستبقي سورية في معمودية النار حتى وقت غير محدّد.
وهنا وليس بعيداً عن جنيف السوري ، فمن قرأ دروس التاريخ جيداً سيصل لنتيجة واحدة ومضمونها الرئيسي أنّ أزمات دولية – إقليمية – محلية مركبة الأهداف، كالحرب التي تدار حالياً ضدّ سورية، لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بسهولة، لأنها كرة نار متدحرجة قد تتحول في أي وقت إلى انفجار إقليمي، وحينها لا يمكن ضبط تدحرجها أو على الأقلّ التحكم بمسارها، فالحلول والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والردّ قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بضرورة وقف الحرب، وفي هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى حلّ في المدى المنظور، ما لم تنضج ظروف التسويات الإقليمية والدولية.
واليوم وكما يعلم كل متابع ومراقب لملفات وأزمات المنطقة وبالاخص منها الملف السوري ، فمسار الحلول “السياسية”للملف السوري ما زال مغلقاً حتى الآن، وخصوصاً أنّ استراتيجية الحرب التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها تجاه سورية بدأت تفرض واقعاً جديداً، فلم يعد هناك مجال للحديث عن الحلول السياسية، فما يجري الآن ما هو إلا حرب مستمرة وباشكال مختلفة على الدولة السورية، فاليوم من يقرأ طبيعة وتشكيلة وفد ما يسمى بالمعارضة السورية ،الذي كان من المقرر أن يفاوض الدولة السورية كما هو مرسوم له سيدرك جيدآ أن واشنطن وحلفاؤها مازالوا ولليوم يمارسون نفس المنهجية والاستراتيجية بحربهم على سورية، ومن هنا سيلاحظ معظم المتابعين وبوضوح أنّ التعويل على الحلّ السياسي في سورية، في هذه المرحلة تحديداً، فاشل بكلّ المقاييس، لأنّ الرهان اليوم هو على الميدان فقط.
واليوم عندما نتحدث أن لارهان الا على الميدان ، لا ننا ندرك أن الدولة السورية مازالت قادرة على أن تبرهن للجميع أنها قادرة على الصمود، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش العربي السوري بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة، والتي انعكست مؤخراً بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يسمى بميليشيات المنظمات المسلحة العابرة للقارات، إنّ حالة التشرذم داخل هذه المجاميع المسلحة، يقابلها حالة صمود وصعود لقوة الجيش العربي السوري في الميدان، واستمرارّ هذا الصعود من شأنه أن يضعف الجبهة الدولية الساعية إلى إسقاط سورية بكلّ الوسائل والسبل.
وبالعودة إلى مسارات الحلول السياسية ، سنقرأ من دروس التاريخ تجربة مؤتمر “جنيف
"لهذه الأسباب لن ينجح جنيف السوري ...فما البديل !؟"
2017-12-21
بقلم :هشام الهبيشان
آراء ومقالات
-
اسيا العتروس
2025-04-24غزة بين المبشرين بهدنة لا تأتي..
-
هيام وهبي
2025-04-24غزّة تُباد..غزّة أبيدت..
-
محمد اليمني
2025-04-24الكوميديا الاستخباراتية لتقويض المفاوضات
-
فؤاد البطاينة
2025-04-24رسالة تذكير للفلسطيني.. وعصر القوميات..
-
فيصل جلول
2025-04-24"طوفان الأقصى".. بيرل هاربر الفلسطينية التي فجّرت شرق المتوسط
-
مصطفى الفقي
2025-04-24غزة مسئولية من؟
-
هاني الروسان
2025-04-24الحل وطبيعة السلطة الفلسطينية القادمة