يخرج علينا بين فينة وأخرى من بين ظهرانينا من المرجفين والمغرضين الإدعاء زوراً وزيفاً وبهتاناً بأن لليهود حق في فلسطين وفي إقامة دولتهم فيها وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ، وهناك من يُحَمِّل مسؤولية ما جرى في فلسطين لشعبها مدافعاً بذلك عن الدول الإمبريالية خاصة بريطانيا والولايات المتحدة اللتين ما زالتا دولتين معاديتين لطموحات الأمتين العربية والإسلامية عامة وشعب فلسطين خاصة ، رغم التضحيات الجسام التي قدمها وما زال يقدمها منذ ما يزيد على القرن في مقاومة الشروع الصهيوني، حتى أن من بيدهم الصول والطول في عدد من البلدان العربية هم من كانوا يناشدون شعب فلسطين للركون لحسن نوايا هاتين الدولتين المارقتين بحق شعب فلسطين مثلما يفعل البعض منهم مع إعلان ترامب والإيحاء بأن فيه المصلحة لشعب فلسطين والأمة .. ولم يغير من رأيهم هذا توجه إدارة ترامب لمنح اليهود بعد الإعلان عن أن القدس عاصمة الدولة الصهيونية ، سند تمليك للحائط الغربي للمسجد الأقصى " البراق " وما يطلق عليه صهيونياً "حائط المبكى" والذي معظم الثورات الفلسطينية المتعاقبة حتى العام 1948وبعد العام 2000 انطلقت دفاعاً عنه وقدم الشعب الفلسطيني من فلذات أكباده الكثير في سبيله ، فشعب فلسطين لم يستكن منذ ظهور الخطر الصهيوني الذي يتهدد الأمة من خلال زرعه في فلسطين ، وقدم وما يزال يقدم التضحيات دفاعاً عن حقه في أرضه ومقدساته ، لكن النظرة السطحية لما يجري ارتباطاً بالأجندات الغربية الصهيونية هي من تدفع أمثال هؤلاء لدق الأسافين من خلال الترويج الذي تتبناه بعض الدوائر العربية المرتبطة بالماسونية الصهيونية لأنهم يسايرون في ذلك ادعاءات ما يطلق عليهم البنائون المنتمون للحركة الماسونية العالمية ، حركة هدم الأديان ، الملقى على عاتق أتباعها هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم مكانه ، وهذا الهيكل لا يتواجد إلا في مخيلات أمثال هؤلاء المدعين والمرجفين من الماسونيين والمرتبطين بالدوائر الغربية الاستعمارية خاصة الانجلو أمريكية الصهيونية وبتوجيه من زعاماتها التي أخذت تروج لدولة "إسرائيل" في فلسطين منذ بدايات القرن التاسع عشر..
* فلسطين عربية الجذور والتاريخ : وعودة إلى بدء فقد عرفت فلسطين بأرض (كنعان) منذ حوالي العام (2500 ق. م) ، وفي عام 2100 ق. م تعرضت لغزو القبائل القادمة من جزيرة كريت الكائنة في عرض البحر الأبيض المتوسط التي سكنت شواطئها بين يافا وغزة، فسميت تلك المنطقة باسم (فلسطين) ثم أطلق هذا الاسم على كل أرض كنعان التاريخية فيما بعد ، وبحكم موقعها فقد تعرضت للغزو ولهجرات متوالية وحروب طاحنة على مدى العصور ، لكن معظم الغزاة كانوا عابرين إلا من استقر منهم واندمج مع السكان وصار منهم. .. وفي عام 1000 ق. م أخضع النبي داود (عليه السلام) الكنعانيين في منطقة أورسالم (القدس) عاصمة الكنعانيين مطلقاً عليها اسم " أورشليم " متخذاً منهاً عاصمة للمملكة التي أنشأها . . وبعد وفاة ابنه النبي سليمان (عليه السلام) عام 935 ق. م انقسمت المملكة إلى مملكتين الأولى يهوذا والثانية مملكة إسرائيل أي أن المملكة التي أنشأها داوود لم تعمر سوى 65 سنة " من 1000 ق. م إلى 935 ق.م "
وفي القرن السادس قبل الميلاد تعرضت فلسطين لغزوات الآشوريين والكلدانيين من العراق وتبعثر اليهود على أثرها وفي عام 529 ق. م غزا الفرس فلسطين وألحقوها بدولتهم ، وفي عهدهم عاد من سباهم نبوخذ نصر البابلي إلى القدس ، وفي عام 332 ق. م غزا الاسكندر اليوناني فلسطين ، وفي عام 90 ق. م قدم العرب "الأنباط " وألحقوا فلسطين بعاصمتهم البتراء إلى أن احتلها الرومان في عام 70 م حيث طردهم تيطس الروماني منها وظلت منذ ذلك التاريخ تتبع روما أولاً وبيزنطة بعدها إلى أن جاء الإسلام وحررها من أيديهم ، وحول ما يطلق عليهم " بنو إسرائيل " فقد عرف عنهم أنهم يعودون في نسبهم إلى نبي الله يعقوب عليه السلام بن اسحق بن سيدنا ابراهيم عليهما السلام القادم من العراق بعد طرده منها من قبل النمرود حاكم العراق حينذاك حيث رافقته زوجته سارة واستقر به الحال في الخليل بتملكه مزرعة فيها ، ومعروف لدى الجميع كيف تواجدوا في مصر من خلال محنة يوسف عليه السلام التي تعرض لها من كيد إخوته له حيث كانوا أسرة وليسوا قوماً ، عاشوا في مصر بعدها وتكاثروا فيها وتعرضوا فيها للمهانة والمذلة فخرجت جموعهم منها متجهة إلى الشرق بقيادة النبي موسى (عليه السلام) في عام1290 ق. م هرباً من ظلم فرعون وجنوده ، وتوقفوا في صحراء التيه (40 عاماً) بعد أن عصوا أمر موسى بالتوجه لفلسطين. و نظراً لأهمية فلسطين دينياً كونها أولى القبلتين عند المسلمين ومحج المسيحيين ولكونها وسط الحضارات والإمبراطوريات القديمة ومعبراً بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا وملتقى لها فقد جعل من أرضها مسرحاً تتجابه عليه مختلف القوى العالمية قديماً وحديثاً وتنجذب إليها أمواج الهجرات المتتالية والمتصاعدة باستمرار من مختلف معتنقي الديانات السماوية والقوميات، وبانتصار الإسلام في جزيرة العرب، انطلقت القوة الإسلامية الجديدة إلى جميع الاتجاهات لتحمل رسالة الإسلام والحضارة الإسلامية ، وتوجهت قوات المسلمين شمالاً إلى فلسطين لتقضي على الجيوش الرومانية في معركتين حاسمتين معركة اجنادين بالقرب من القدس ودخلت القدس سنة 638 م.
ثمّ معركة اليرموك التي أنهت الوجود الروماني في بلاد الشام بما فيها فلسطين وتم استيلاء المسلمين على كل فلسطين وصارت جزءاً لا يتجزأ من البلاد الإسلامية لتنتهي الإمبراطورية الرومانية ويبدأ بعدها فصل جديد وصراع بين حضارتين الإسلامية و(الصليبية). في الوقت الذي كان فيه المسلمون يعاملونهم بتسامح حيث تمكنوا من العيش بحرية في ظل الحكم الإسلامي. في عهد الدولـــة العثمانية أي منـــذ بداية القرن الســـابع عشر تدفق يهود قادمون من أوروبا (الشرقية) ويعــــرفون باسم (خاص) يميزهم عن بقية اليهود في العالم وزادت الهجرة مع ضعف الدولة العثمانية وازداد نفوذ الدول الكبرى وتصاعد الاضطهاد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ومع امتداد ونمو الحركة الصهيونية توجهت هذه الهجرة إلى (فلسطين) واستمرت بالازدياد المطرد إلى يومنا هذا. حيث بدأت هذه الحركة منذ القرن السابع عشر تقريباً الترويج لنواياها وأطماعها في فلسطين إلا أن الاجتماع الأول لها كان في عام 1897 م في مدينة (بال) في سويسرا بزعامة (مؤسس الصهيونية) ثيودور هرتسل ، ويمكن تلخيص ما صدر عن ذلك المؤتمر بما يلي:
(إن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بضمن القانون العام) وحدد عدة خطوات لتحقيق هذا الهدف يمكن حصرها فيما يلي:
1 ـ تشجيع استيطان العمال الزراعيين والصناعيين اليهود في فلسطين.
2 ـ تنظيم اليهود والربط بينهم من خلال مؤسسات تتفق مع القوانين الدولية والمحلية لكل بلد.
3 ـ تقوية الشعور والوعي القومي لدى اليهود وتعزيزهما.
4 ـ اتخاذ خطوات تمهيدية للحصول على موافقة الدول حيث يكون ضرورياً لتحقيق هدف الصهيونية.
وزاد الأمور تعقيداً اضطراب الأمور في أوروبا ونمو الصراعات من أجل هيمنة كل دولة منها على مفاصل الأمور في مناطق آسيا وأفريقيا خاصة المنطقة العربية والإسلامية توجهت الحركة الصهيونية لكسب ود الدول الأقوى في المجتمع الأوروبي خاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا آنذاك ، والضغط عليها لتحقيق مآربها في توطين اليهود في فلسطين ، حيث نجحت عائلة روتشيلد في بريطانيا الحصول على وعد من بلفور وزير خارجية بريطانيا في الحرب العالمية الأولى عام 1917حيث كانت تلوح بالأفق انهيار الدولة العثمانية التي عبثت في نهاية حكمها الماسونية العالمية معول هدم الدولة العثمانية ، خدمة لتوجهات الحركة الصهيونية وتمكنت من نخر مفاصلها إلى درجة أنها هيمنت على مراكز القرار فيها وتمكنت من إلهاب مشاعر العرب المنضوين تحت لوائها " الدولة العثمانية " جراء تبني قادتها الذين تتحكم بهم الماسونية العالمية بقيادة الاتحاد والترقي ، جمال باشا السفاح أحد قادتها ، مشروع التتريك للمنطقة العربية فوضعوا أول مسمار في انهيارها وأفول نجمها..
وأسهمت الحركة الصهيونية بعد ذلك بالهيمنة على مفاصل الأمور في المنطقة العربية بتجزئتها من خلال بريطانيا وفرنسا التي ورثت الدولة العثمانية في إدارة شؤون المنطقة العربية حيث جزأتها أمام الضغط الصهيوني باتفاقية سايكس بيكو وبعد أن رضي العرب بهذه التجزئة وترسخت في وجدانهم وأفعالهم أقيمت الدولة العبرية في فلسطين ، ولمنع عودة الحلم العربي بالتقارب على الأقل اقتصادياً بدأت عملية نخر الأقطار التي تشكلت بموجب اتفاقية سايكس بيكو بفعل الجهد الصهيوني المبذول في هذا الشأن وقامت برعاية الدعوة لتجييش الجيوش لغزو الأقطار العربية التي تمثل خطراً على الوجود الصهيوني وإعادة تقسيم المقسم منها وخلق صراعات طائفية في كل قطر عربي وإيجاد أبواق لها في جسد الأمة من بين ظهرانينا يرددون ما يملى عليهم في سبيل نشر الوهن والضعف والفوضى في جسد الأمة لتنفيذ أجندات أعدائها حتى لا تقوم لها قائمة وإلى الأبد .. فكان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والعدوان الصهيوني عام 1967 على مصر والأردن وسوريا والدعم المطلق الأمريكي للكيان الصهيوني في حروبه ضد العرب وتجييش الجيوش لاحتلال العراق وتدمير ليبيا وسوريا ومحاولة تدمير تونس بتبني نظرية الفوضى الخلاقة التي جرى نشرها أمريكياً وصهيونياً في مختلف الأقطار العربية كانتشار النار في الهشيم والتغزل بالعدو الصهيوني من قبل بعض العرب لإكساب وجوده مرحلياً الشرعية على أرض فلسطين والبقية تأتي ، فهناك مطالب صهيونية بتعويض اليهود عن أملاكهم في يثرب وخيبر وبقية البلدان العربية ليكسبوا بعد التعويض شرعية مطالبهم بالعودة إليها بعد هدم المسجد الأقصى الذي لم يعد يعيره بالاً سوى القليل من العرب والمسلمين تمثل المقاومة إلى جانب الأردن وأصحاب القضية في فلسطين الذين وقع عليهم ظلم ذوي القربى والدول الغربية خاصة أمريكا وبريطانيا راعية مصالح الدولة العبرية وأعوانها في المنطقة " . ففلسطين عربية النشأة والهوى والوجود اليهودي فيها عابراً.
* اتهامات زائفة : بعد هذا التوضيح المقتضب والذي يظهر مساهمة بريطانيا في تقديم أراضٍ مجانية لليهود لا حكم لهم عليها ، يخرج من بين ظهرانينا من يحمل الفلسطينيين ظلماً وجوراً مسؤولية تملك اليهود للأراضي في فلسطين ، فالأراضي التي ملكها اليهود حتى نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين نهاية عام 1947 بلغت مساحتها نحو 1.82 مليون دونماً معظمها جرى شراؤها من ملاك أراضي عرب وأراضي ميرية ملكتها الدولة المنتدبة بريطانيا على فلسطين لليهود كونها أراضي حكومية ، وهو ما يعادل 6% من مساحة فلسطين الكلية والبالغة 27 مليون دونماً، في حين كان مجموع الأراضي التي كان يتملكها اليهود عند بداية الانتداب لا تزيد عن 2% فقط" ، حيث حصلوا عليها من خلال رشاوى كانت تقدم لمن بيدهم الأمر من رجالات الدولة العثمانية التي كان ينخرها الفساد في نهاية عهدها. . بعد إنشاء الدولة العبرية في العام 1948م، اتجهت الحكومات الصهيونية المتعاقبة إلى ترسيخ القاعدة البشرية والاقتصادية والعسكرية للدولة الجديدة، وبما يخدم أغراضها التوسعية المستقبلية، لذلك وتماشياً مع ذلك فقد كان أول عمل قامت به الحكومة الصهيونية في 5/7/1950م ، سن قانون العودة من خلال الكنيست الصهيوني " البرلمان "، والذي بموجبه أصبح يحق لكل يهودي الاستيطان في فلسطين، وتكللت جهود الصهيونية ومن ورائها القوى الامبريالية أورو أمريكية بالنجاح، عندما تم الإعلان عن قيام إسرائيل عام 1948م على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، وتمكنت العصابات الصهيونية من طرد معظم السكان الفلسطينيين، بعد أن ارتكبت المذابح والمجازر بحقهم ، ودمرت القرى والمدن الفلسطينية، وتحول الفلسطينيون إلى لاجئين في البلدان العربية المجاورة ليعيشوا في مخيمات اللجوء البائسة رغم صدور العديد من القرارات الدولية التي تقضي بضرورة عودتهم إلى أراضيهم ؛ ليستمر فتح أبواب الهجرة اليهودية إلى الدولة الناشئة من مختلف أنحاء العالم، واستمر هذا الوضع حتى حرب الخامس من حزيران عام1967م، والتي كانت من أهم نتائجها استكمال سيطرة الدولة العبرية على الأراضي الفلسطينية، بعد احتلالها للضفة الغربية بما فيها القدس التي كانت من ضمن المملكة الأردنية الهاشمية وقطاع غزة الذي كان يتبع إدارياً لمصر ، وهذا فتح الباب على مصراعيه لمتابعة مخططات الصهيونية لتهويد فلسطين، حيث تبنت الحكومات الصهيونية المتعاقبة على اختلافها منذ عام 1948م سياسات استيطانية بهدف تغيير الوضع الديمغرافي وخلق وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية والعمل على تثبيتها، إلا أن الممارسات الاستيطانية بعد توقيع اتفاق التسوية " أوسلو " بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة الصهيونية كانت من الشراسة بمكان حققت تلك الدولة المعتدية من خلاله وقائع على الأرض، تفوق ما قامت به الحكومات السابقة، متجاهلة ما نص عليه ذلك الاتفاق الداعي إلى عدم تغيير الوضع القائم، حيث تنامى النشاط الاستيطاني بوتيرة عالية، وتوجهت بالتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي؛ في سبيل تقوية التواجد اليهودي في محيط القدس ومناطق ما يسمى بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربية والتي أحاطت بالتجمعات السكانية الفلسطينية فيها محولة إياها إلى كنتونات محاطة بتلك الكتل الاستيطانية من كل جانب كما تحيط الإسوارة بالمعصم وبجدر الفصل العنصري وطرق التفافية لخدمة المغتصبين الصهاينة في تحركاتهم وخنق التجمعات السكانية الفلسطينية والتي أعلن صراحة عنها ومطلوب أمريكياً تحقيق الرغبة اليهودية بتنازل السلطة الفلسطينية عنها لصالح اليهود في مفاوضات التسوية الجارية بوجوب ضمها إلى دولة اليهود القائمة في ظل تقاعس عربي وعدم القدرة على مجابهة الخطر الصهيوني والضغط الأورو أمريكي في هذا الاتجاه ، جراء الوهن الذي يصيب جسد الأمة التي لم تعد قادرة على ذب أذى الأعداء والتدخل في الشؤون العربية بفعل الانضواء تحت لواء العباءة الأمريكية حاضنة الصهيونية وهادرة الحق الفلسطيني وراعية الإرهاب خدمة للكيان العبري الذي تغذيه بكل أسباب القوة وتمنحه فرمان الحق في صنع ما يريد في فلسطين بل وفي المنطقة العربية قاطبة..
والأن وأمام هذا الزمن العربي الرديء تتلاحق الأحداث والضغوط على مختلف العرب والمسلمين بالترغيب والترهيب لتنفيذ الأجندات الصهيو أمريكية بالتنازل عن فلسطين والإنضواء تحت راية الدولة العبرية لتكمل مشوارها في فرض إرادتها وهيمنها عليهم جميعاً .. فإلى أين تسوقنا الأقدار ؟؟ وكيف لأمة أن تنهض تُسلِّم إدارة شؤونها لجلاديها وتعطيهم صك امتلاك زمام تسيير الأمور في المنطقة؟؟ّ!!
Abuzaher_2006@yahoo.com
فلسطين عربية النسأة والجذور
2017-12-22
بقلم: عبدالحميد الهمشري *