2024-11-28 01:42 م

الصقور الإيرانية تكشف للغرب عن مخالبها القوية

2019-06-22
طهران - اسقطت الدفاعات الجوية التابعة لقوات الحرس الثوري فجر يوم الخميس الماضي طائرة تجسس امريكية مسيرة بعد اختراقها اجواء الجمهورية الاسلامية الايرانية في سواحل محافظة هرمزكان جنوب البلاد

وحول هذا السياق، افادت مصادر محلية ايرانية إن الطائرة من طراز "غلوبال هوك" أُسقطت حين دخلت المجال الجوي الإيراني قرب منطقة كوه مبارك بالجنوب ولفتت تلك المصادر بأن هذه الحادثة سرعان ما انتشرت في العديد من وسائل الاعلام الاقليمية والعالمية. يذكر إن طائرة التجسس الامريكية هذه قادرة على التحليق لأكثر من 24 ساعة في الرحلة الواحدة على ارتفاع يزيد على 16 كيلومتراً في نطاق 8200 ميل بحري. 

وفي سياق متصل، كشفت القيادة المركزية الأمريكية في بيان، أن طائرة المراقبة البحرية واسعة النطاق التابعة للبحرية الأمريكية قد أسقطت بصاروخ إيراني "أرض – جو"، زاعما انها كانت تعمل بالأجواء الدولية فوق مضيق هرمز. وزعم ان التقارير حول دخول الطائرة للمجال الجوي الإيراني بـ"الزائفة"، واصفا الواقعة بأنه هجوم غير مبرر.

وجاء في بيان صادر عن حرس الثورة الاسلامية، ان طائرة تجسس من طراز "غلوبال هوك" اقلعت في الساعة الثانية عشرة و 14 دقيقة من بعد منتصف الليل من احدى القواعد الامريكية في جنوب الخليج الفارسي وخلافا لقوانين الملاحة الجوية فقد كانت قد اطفأت جميع الاجهزة المتعلقة بتعريفها وفي منتهى السرية، واصلت مسارها من مضيق هرمز نحو محافظة "جابهار" الايرانية. وفي الساعة 04:05 فجراً وبينما كانت هذه الطائرة المسيرة قد اخترقت الأجواء الإيرانية، استهدفت واسقطت من قبل الدفاعات الجوية التابعة لقوات الحرس الثوري.

سقاط طائرة "غلوبال هوك"؛ الرد الايراني يرعب الغرب

إن الطائرة التي أسقطتها إيران، فهي من طراز "غلوبال هوك تريتون " (MQ-4C Triton)، بحسب تصريحات مسؤول بالبنتاغون والطائرة هي جزء من أسطول طائرات مسيرة حل مكان طائرات U-2 الأمريكية للتجسس. وتستطيع "غلوبال هوك" التحليق على ارتفاع 56 ألف قدم، وتصل تكلفتها إلى نحو 121 مليون دولار أمريكي. 

ويصعب إسقاط الطائرة الأمريكية إلا من خلال نظام S-300 الروسي للدفاع الجوي، والذي تمتلكه إيران بالفعل. وتشمل مهام "غلوبال هوك" الطلعات الاستطلاعية، وأنشطة الاستخبارات والتجسس فوق المحيطات والمناطق الساحلية، وتستطيع التحليق لأكثر من 24 ساعة متواصلة. كما يمكن تزويد الطائرة بصواريخ "جو-أرض"، وهي قادرة على استهداف وحدات بحرية، كما يمكنها الكشف عن الأهداف وتصنيفها من مدى بعيد باستخدام الأشعة فوق الحمراء والمسح الكهربائي الضوئي. 

وجهزت هذه الطائرة بمستشعرات تستطيع مسح محيط الطائرة بدرجة 360، في دائرة نصف قطرها أكثر من 2000 ميل بحري. ويبلغ طول الطائرة نحو 14.5 مترا، فيما يصل طول الجانحين نحو 40 مترا، أما ارتفاعها فيبلغ 4.7 مترا، وتزن الطائرة نحو 6 آلاف و779 كيلوغراما، وتصل سرعتها إلى 357 ميلا في الساعة. وهذه الطائرة كشف عنها لأول مرة في عام 2012، وحلقت لأول مرة في عام 2013، ونفذت عمليات للمرة الأولى في عام 2018، وتخطط الإدارة الأمريكية لإدخالها الخدمة بشكل كامل في عام 2023.

في وقتنا الحالي ومع اسقاط هذه الطائرة الأمريكية المتطورة للغاية، أصبح العالم يعلم جيداً مدى تطور القدرة العسكرية والدفاعية الإيرانية، ولا سيما مسؤولي وقادة البيت الأبيض وهنا تجدر الاشارة إلى أنه خلال العقود الماضية، تمكن الجيش الإيراني من تحقيق تقدم واسع النطاق والاكتفاء الذاتي من خلال اكتسابه للكثير من تجارب الحرب التي استمرت ثماني سنوات مع العراق، على الرغم من الحظر الغربي على إيران فيما يتعلق بأجزاء مختلفة من الصناعات الدفاعية والعسكرية وكان واحدا من هذه التطورات العسكرية الايرانية يتمثل في بناء أنظمة الدفاع الصاروخيةالمختلفة

 ووفقًا لمصادر فقد تم استهداف طائرة التجسس الامريكية عن طريق نظام الدفاع الصاروخي "سوم خرداد"، وهو سلاح جوي تابع لفيلق الحرس الثوري الإسلامي.

وصواريخ "سوم خرداد" هي منظومة دفاع جوي صنعتها إيران محليا، وتم الكشف عنها عام 2014، وهي منظومة محمولة ومزودة برادار متطور يمكنها اعتراض 4 أهداف في آن واحد. كما يمكن للمنظومة استهداف الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل وصواريخ كروز على ارتفاع يصل إلى 25 كيلومترا، ومدى يصل إلى 50 كيلومترا وفي وقتنا الحالي يجري تطوير هذه المنظومة الصاروخية ليصل مداها إلى 200 كيلومتر.
لرد القوي؛ رسالة إيران الواضحة للولايات المتحدة

لقد تم اسقاط طائرة التجسس الأمريكية بالتزامن مع حدوث سلسلة من الأحداث المشبوهة التي وقعت لناقلات النفط في منطقة الخليج الفارسي، وإعلان قادة البيت الابيض عن ارسال الكثير من المعدات العسكرية إلى المنطقة، واطلاق العديد من التهديدات بالقيام بعمل عسكري ضد إيران. ولكن اسقاط القوات الايرانية لطائرة التجسس الامريكية هذه، جاءت بمثابة رسالة واضحة من القادة الايرانيين للمسؤولين في البيت الابيض، بأن التعدي على الاراضي الايرانية سوف يقابل بالمثل وأن طهران لن تظل مكتوفة الايادي تجاه اي عدوان امريكي

وفي هذا الصدد، صرح قائد الحرس الثوري الإسلامي اللواء "حسين سلامي"، قائلا: " إن قواتنا الجوية أسقطت طائرة تجسس امريكية عندما انتهكت أجواء بلادنا. ان العدو لن يتمكن ابدا من التجاوز على التراب الوطن وسنلاحق أعداءنا في أي مكان يختبئون وسندمر أية طائرة تنتهك أجواء ايران ولن تعود الى قواعدها ونحذر اصدقاءنا في دول الجوار لأن لا تكون اراضيهم ساحة للفتن مؤكدا ان كل مقومات الصمود في مواجهة الحرب الاقتصادية متوفرة في المجتمع الايراني. لقد صمدنا في مواجهة الكيان الصهيوني فانتصرنا وقادتنا علمونا اننا بالصمود سننتصر مؤكدا اننا لا نستطيع ان نثق بامريكا مع كل تاريخها من العداء. 

إن الاعداء ارادوا ان يجبروا الشعب الايراني على التفاوض ولكنهم واجهوا صموده ففشلوا والطريقة الوحيدة للأعداء تتمثل في احترام السلامة الإقليمية والمصالح الوطنية لإيران".
اسلام تايمز