تواترت الآراء ، وكثرت التحليلات ، ولشدة مازج عبر وسائل التواصل الاجتماعي من نظريات ،ودلائل، وبين الصدق ،والكذب ،لجأ المواطن إلى التأويل، ومشاهدة العرافين، عل وعسى يجد تحليلاً يقنعه عن هذا الوباء الكوروني ولكن الغموض مازال عنواناً أساسياً في ظل هذا التواتر في المعلومات ليتخذ بعدها المتلقي سبيلاً آخر عن طريق محركات البحث في إحصائيات موجودة على google trend ففي 14/3/2020وفي سوريا وصل البحث عن فيروس كورونا إلى 100%ولان المتلقي ضائع بين أعراض هذا المرض حيث تم البحث عن أعراض وباء الكورونا على نفس الموقع 15/3/2020الى 100% أتحدث هنا عن سوريا فقط حيث كان لمدينة حمص نسبة89%من البحث عن ذات الموضوع وبين دوامة الدواء وصناعة اللقاح من 29اذار وحتى 4نيسان كان البحث عن العلاج ايضا100% ، لينتقل المواطن السوري إلى عالم الأعشاب بعملية إسقاط لكل ما فرضته عليه مما شجع البعض امتلاك الدواء فكلمة يانسون بالشهر الرابع نالت بحث قدر ب 58% ، ولكن ؟هل هذه الكورونا فيروس كغيره من الفيروسات أم انها وباء خلقته أيادي الشر .
برامج تلفزيونية وأخبار عاجلة مقابلات وتقارير كلها جعلت المواطن يعيش في دوامة دائرية لا زاوية يرتكز عليها ولا قاعدة يتثبت بها يتخبط عقله فتارة يأخذه الإعلام إلى متاهات التهويل ويتذاكى إعلام أخر ويأخذ بالمتلقي إلى عالم الإيجابيات حيث الخيال المرفوض واقعيا خاصة أن هذا الواقع فرض حجراً منزليا على كامل الكرة الأرضية كان في بادئ الأمر ثقيلاً فلم نعتد على هذا الواقع المقيت ولم نتخيل يوماً أن نسجن في بيوتنا برغبة منا .
ولأن الإعلام هو الملجأ الوحيد في هذا الحجر كان لابد من منهج جديد ضمن هندسة رأي تدير الحدث الإعلامي ضمن منهجية علمية متكاملة دون اجتهادات شخصية تقود الرأي العام لان يستخدم العقل ويطرح أفكاره ولا لأن يكون آلة تتلقى الأوامر كان هذا ما أوضحه الإعلامي حسين الإبراهيم المتخصص في الإعلام الرقمي والذي قاد في 8/نيسان/2020 وعلى منصةVLT ورقة عمل وندوة افتراضية شارك فيها عشرون اعلاميا بطرح افكارهم عبر الانترنت وبمداخلات صوتية ضمن منازلهم بعنوان هندسة الرأي العام في مواجهة الكورونا تسعون دقيقة كان فيها التوجه الإعلامي ووجهة الخطاب محور هام في هذه الندوة ومع انقسام شرائح المجتمع إلى قسمين الأول اقتنع بالحجر المنزلي ونفذ تعاليمه وقسم رفض الالتزام لعدم قناعته أولا وربما إثبات وجود لهذا شدد الأستاذ حسين على التعامل مع هذه الشرائح بطريقة هندسية نضمن من خلالها حق الفئة الملتزمة من خلال محاكاتها وخلق برامج لها تستطيع من خلاله كسر روتين التعايش في الحجر المنزلي والالتفات إلى الفئة الثانية غير الملتزمة ومحاكاتها هندسياً بنفس الطريقة وتابع قائلاً: إن هندسة الرأي العام هي هندسة إقناع وليست إجبار وضمن هذا المنهج الحديث شدد على معرفة نتائج هذا الواقع ودراسة كيفية الخروج منه وشكل التعامل الجديد المفروض علينا ما بعد الحجر وهل هو متجه نحو الجفاء او متجه نحو توكيد العلاقات وإعادة هندستها من جديد .
أفكار كثيرة طرحت خلال الندوة تحدثت عن مهارات الأداء والتوجه الإعلامي من خلال إدارة الأفكار ودور الإعلام في تسويق ونقل أفكار العالم وتوضيحها وبهذا تكون هندسة الرأي العام هي الطريقة الأسلم لصناعة الخبر يكون فيها المتلقي البند الأهم في صناعة الخبر.
الكورونا في ظل هندسة الرأي العام
2020-04-11
بقلم: مها الشعار