2024-11-26 09:43 م

السفارة الأمريكية تنسق لمؤتمر تطبيعي في القدس

2020-06-08
بالرغم من إغلاق الأجواء وتوقف حركة الطيران والسفر، وتوقف الاجتماعات، إلا أن ذلك كله لم يمنع الادارة الأمريكية، التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لخطتها السياسية التي تنتهك الحقوق الفلسطينية والمعروفة باسم “صفقة القرن”، واصلت تحركاتها المشبوهة في هذا السياق، ودعت لعقد “مؤتمر تطبيعي” باستخدام الوسائل الالكترونية، عن بعد، تهدف من خلاله لجمع فلسطينيين وإسرائيليين على طاولة واحدة.

المؤتمر هذه المرة يناقش ملفات لها علاقة بالتكنولوجيا وعالم الاتصالات، ويأتي بدعوة من السفارة الأمريكية لدى الاحتلال، التي أعتادت في سنوات سابقة على تنسيق مثل هذه اللقاءات لتعقد في واشنطن، وعواصم عالمية أخرى، غير أن إجراءات الوقاية الاحترازية من فيروس “كورونا”، وتوقف حركة السفر والطيران حول العالم، دفع بالقائمين عليه لعقده الكترونيا، عبر تطبيقات بث مباشر بالصوت والصورة.

ويتردد أن السفارة الأمريكية لدى تل أبيب، وجهت دعوات لهذا المؤتمر، الذي يعقد بالتعاون مع “مركز بيرس” شملت شخصيات فلسطينية وإسرائيلية، وعدد من الشركات العاملة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا.

وتريد السفارة الأمريكية من وراء هذا المؤتمر، أن تقفز عن قرار المقاطعة الفلسطينية الرسمية للإدارة الأمريكية، ولإظهار ضعف الموقف الرسمي، في حال نجاح المؤتمر الإلكتروني التطبيعي.

غير أن السفارة الأمريكية لم تجد حتى اللحظة، أي استجابة من أي طرف فلسطيني، للمشاركة في هذا المؤتمر، المقرر عقده الأسبوع الجاري، وذلك التزاما بقرار القيادة الفلسطينية السابق، الذي يشمل وقف جميع الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، والذي اتخذ عام 2018، عقب قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة، وما تبعه من قرارات بإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وإجراءات انتقامية أخرى ضد الفلسطينيين، شملت وقف المساعدات، وإلغاء الدعم المقدم لـ”الأونروا”، للضغط عليهم للقبول بخطة “صفقة القرن”.

كما جاء الالتزام بمقاطعة المؤتمر، تماشيا مع قرار القيادة المتخذ الشهر الماضي، والقاضي بالتحلل من جميع الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وأمريكا، رفضا لخطة ضم مستوطنات الضفة ومنطقة الأغوار وشمال البحر الميت، المقرر أن تنفذها سلطات الاحتلال مطلع الشهر القادم.

وفي هذا السباق، وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية، حذرت من “الإنزلاق في وحل التطبيع الالكتروني” مع الاحتلال، من خلال “المؤتمر التطبيعي” الذي دعت إليه السفارة الأمريكية في مدينة القدس المحتلة، و”مركز بيرس” التطبيعي.

وحثت الوزارة في بيان لها، الفلسطينيين إلى نشر مزيد من التوعية حول آلية محاربة هذا المؤتمر، مؤكدة أن محاولاتهم كافة قد قوبلت بالرفض من قبل الشركات الفلسطينية “في دليل واضح على الانتماء الوطني، والالتزام بسياسة القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة العصيبة”.

جدير ذكره أن المشاركين في المؤتمر يخشون من ملاحقة فلسطينية رسمية وشعبية، في ظل حالة الغضب الشعبي الكبيرة من المستوى الرسمي والشعبي والتنظيمي للمخطط الإسرائيلي للمدعوم أمريكيا، لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
(القدس العربي)