القدس/المنــار/ يُدرك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأجواء الراهنة في اسرائيل غير ملائمة لأية مغامرات سياسية داخلية وأن أزمة كورونا وتأثيراتها الخطيرة على الاقتصاد الاسرائيلي وما تسببت به من انهيار للمئات من المصالح التجارية تحول دون اقدامه على بعثرة اوراق الائتلاف وفض الشراكة مع بيني غانتس والذهاب الى انتخابات مبكرة. غير أن قراءة نتنياهو الصحيحة للواقع الراهن لا يعني أنه تخلى عن رغبته في فض الشراكة مع غانتس ودحرجة الحلبة السياسية في اسرائيل الى جولة انتخابات جديدة، لكن السؤال الذي يجول في خاطر نتنياهو هو التوقيت المناسب لمثل هذه الخطوة. وتتوقع دوائر اسرائيلية تصاعد التوتر بين نتنياهو وغانتس سواء على خلفية العراقيل المقصودة التي يضعها نتنياهو امام تمرير قانون الموازنة واصراره ان على تمرير قانون موازنة لعام واحد وهو ما يرفضه غانتس وحزبه لادراكهم بأن نتنياهو لن يحترم الاتفاق الموقع معهم وسيعمل في اية لحظة على جر اسرائيل نحو انتخابات جديدة. وتقول الدوائر ان نتنياهو سينتظر حتى الدقيقة 90 في محاولة لاجبار بيني غانتس على التجاوب معه وتمرير قانون يغطي الموازنة حتى نهاية العام الجاري، على أن يتم فتح باب النقاش بشأن موازنة 2021 وعندها ستكون لديه العديد من الفرص لافتعال ازمة ائتلافية وجر اسرائيل نحو انتخابات مبكرة. وحسب الدوائر فان نتنياهو يدرك حقيقة تراجع شعبيته في الشارع الاسرائيلي الا انه يرى أن هناك فرصة لاعادة بعثرة اوراق الائتلاف واعادة ترتيبها بشكل يسمح له بالبقاء في رئاسة الحكومة لاربع سنوات كاملة ويعتقد ان الذهاب الى انتخابات مبكرة قد يساهم في تحسين وضع الشركاء الطبيعيين بما يسمح بتشكيل ائتلاف مريح، كما انه يدرك ايضا أن ليس هناك اي منافس في الحلبة الحزبية يمكن أن يهدد مكانته داخل المجتمع الاسرائيلي على الاقل في الوقت الراهن!!