2024-11-28 10:03 م

"طلاق بالثلاثة"!!

2020-09-05
بقلم: اسلام الرواشدة

صدر البيان الختامي عن اجتماع الامناء العامين للفصائل الفلسطينية، أيا كان تعداد منتسبي هذا الفصيل أو ذاك، ديباجة جميلة، وبنود البيان عال العال، واهتمام كبير بالمصالحة والبرامج المشتركة، وانفض المولد، وكل عاد الى قاعدته.
لكن، السؤال الذي يطرح نفسه، هو: واجهت القضية الفلسطينية تحديات كبيرة، حصار وتطبيع وتآمر وتهديد، وعقدت اللقاءات على كل المستويات وتشكلت اللجان، وخرجت بيانات ختامية مليئة بالبنود النارية... غير أنها لم تنفذ، واستؤنف الردح وتبادل الاتهامات والادعاءات.
انها مجرد هبات من حين الى اخر، لخفض مستوى غليان الشارع لا أكثر.. وتعميق التمترس في المواقع، كل يخشى الاخر، وقلبه على امتيازاته ومنافعه، وجميع هذه الفصائل صامتة على العبث الخارجي، وتحركات المقاولين والوكلاء والمخادعين.
هذه الفصائل اقحمت جناحي الوطن في آتون معركة وحرب المحاور، كل فصيل له حاضنته، ولها أجندتها، ومشروعه لا اعتراض مع هذه الاجندات، وعند خلافاتها، تنطلق ماكنات التشهير والاتهام والردح، وتعود لنقل الملفات المختلف عليها الى العواصم. وخير دليل على ذلك، ملف المصالحة الذي تنقل بين عواصم الشرق والغرب، وجميعها لا ترغب في انهاء الانقسام، ومن بلاط الأنظمة تصدر وتخرج البيانات "المفرحة" و "الوعود" بقرب الانفراج والفرج، لساعات ثم تنطلق، معارك العجز والكذب والتخوين.
حركة حماس مندرجة تحت لواء محور وفتح "أي السلطة" ليست في هذا المحور وان كانت في هذه الايام "ميالة" له، لكنها تخشى المحور الاخر الذي بات ينصب لها العداء، وخشيتها من المحور المسمى بمحور الاعتدال وتديره واشنطن، حافظت على معادلة عدم اغضابه، بل ألقت بأوراقها وبيضها في سلته، وهو الاخر لا يريد مصالحة في الساحة الفلسطينية، وبالتالي، لن يكون هناك التقاء على مصالحة جادة حقيقية بين الحركتين فتح وحماس.
لدى فتح من الاعتبارات والمصالح والبرامج، لن تكون قادرة على التفريط بها والتخلي عنها، وكذلك الأمر بالنسبة لحركة حماس، وما لم يقل الشعب كلمته الفصل، وما لم ينتفض في وجه هاتين الحركتين، فان الوضع سيبقى على حالة من التشرذم والاحباط والانهيار، وانتفاضة الشعب الله أعلم متى سيكون اندلاعها، لتطيح بالقريب والغريب فهو صامت، صمت شعوب الامة على أنظمتها التي باعت كل شيء حتى شرفها!!
بيان الأمناء العامين الذي دعا الى تشكيل اللجان، والخروج بحلول واستراتيجيات مشتركة، لن تجري ترجمته، وسيلحق الى رف الاهمال كغيره من البيانات والقرارات التي سبقته ويبقى الانقسام متجذرا والعبث بالساحة يتعمق، وماكنات الردح مستعدة وجاهزة، حتى يغير الله الحال الى أحسن منه.
لذلك، قلنا، ليس المهم في عقد اللقاءات وانما العبرة فيما سيصدر عنها من مواقف وقرارات تتم ترجمتها، لا تحويلها الى لجان، قد لا يتفق على تشكيلها وان تم ذلك، فلن تجتمع وستحل نفسها بنفسها.
لقاء الامناء العامين، ردة فعل زائلة، وتلويح بالشعارات مجرد هبة، ستنتهي مع تسارع التطورات في المنطقة، هبة لكسر الحرج أمام الشارع الذي سئم أقوالهم غير القابلة للترجمة، فلن تتخلى الفصائل عن مصالحها الضيقة، وارتباطاتها، والى أن تخرج من دائرة المحاور والابتعاد عنها والتخلي عن منافعها الى الحضن الحقيقي حضن الشعب، عندها يمكن تصديق هذه القيادات والزعامات ونستبشر خيرا من لقاءاتهم.. فالحل والربط ليس في أيديهم.
لذلك، طلاق بالثلاثة اذا تصالحوا في المدى المنظور، وعندها يكون الخراب قد أتى على كل شيء!!