الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس استراتيجيات التصريحات المتناقضة لأرباك الجميع للوصول الى العميق من أهدافها، فهي تفعل عكس ما تقوله دائماً وأبدأ، ولسانها ينطق بخلاف فعلها، فلا خروج أمريكي من المنطقة بمعنى الخروج كما يروّج بعض السذّج والمراهقين في السياسة، بل اعادة تموضع وانتشارات هنا وهناك وخاصةً في العراق المحتل من جديد، مع اعادة بناء وتفعيل لشبكات العمليات الأستخباراتية العنكبوتية القذرة، لتعويض تموضعها وانتشارها، للبدء باستراتيجيات الأستدارة نحو أسيا وروسيا، والصين وايران، ودول أمريكا اللاتينية، ان في البرازيل، وان في فنزويلا، وان في باقي الساحات والحدائق الخلفيه لها هناك، وأي ادارة قادمة(ان جمهورية، وان ديمقراطية وحضوض الثانية أكبر وأقوى)في واشنطن دي سي، هي بمثابة ناطق رسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي لا أكثر ولا أقل.
من المعلوم، أنّ الفدرالية الروسية وكارتلات الحكم في مفاصلها، شريك اقتصادي وطاقوي وسياسي ومخابراتي وعسكري ودبلوماسي للعراق، وبالتنسيق مع مفاصل ومنحنيات مؤسسات الحكم في ايران الى حد ما وباطار التنافس لا الصراع على الأقل، ولمواجهة النفوذ الامريكي العائد بقوّة وهندسة جديدة، كون العراق عاد أولوية أمن قومي أمريكي ازاء ايران، لغايات العبث بالعمليات القذرة في دواخل ايران والمنطقة ككل، وفي مساحات النفوذ الروسي ومنحنياته.
وحيث الامريكي بكل سفور وصفاقة سياسية ينسّق وبعمق، مع الكيان الصهيوني والذي يتمدد ولا يتبدد بفعل الدعم العربي له، لفتح مسارات التطبيع بين الكيان والعراق، الحاقاً بالاماراتي والبحريني والعماني والسوداني ولاحقاً بالسعودي. وهنا في هذه النقطة المفصلية، على القوى السياسية العراقية في جلّها أن تنسّق مع موسكو، في كيفية وضع استراتيجيات في مواجهة استخدامات ناعمة للقوّة الامريكية، والتي تحاول الحد من النفوذ الروسي والايراني في العراق، لصالح مصالحها العليا لأمريكا، وليس في وارد مصالح الدولة العراقية والشعب العراقي.
وعلى القوى العراقية المختلفة أن تعيد حساباتها جيداً، في من يقف مع الشعب العراقي ومصالحه، من القوى الاقليمية والدولية، وفمن يقف ضده، والعراقيين لا يحتاجون الى حجج اقناع، فهم يعرفون جيداً سوء السياسات الامريكية ليس في العراق وحده، بل في جلّ المنطقة الشرق الاوسطية والشواهد ماثلة أمامهم، لذا على مفاصل ومسارات القوى السياسية العراقية ان تعيد بوصلتها باتجاه دعم مسارات النفوذ الروسي وفقاً للمصالح المشتركة، على طول خطوط العلاقات الروسية العراقية، والعلاقات الايرانية العراقية، دون نسيان العمق الاستراتيجي العربي للعراق وفقاً للمعادلة التالية: لا افراط ولا تفريط.
ولا بدّ أن يتعدى هذا الانخراط الروسي، تقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب والضغط على بغداد بشأن القضايا الاقتصادية والإصلاح، ويقيناً، أن التعاون المستمر على هذه الجبهات ضروري للمساعدة في بناء قوات الأمن العراقية، وتحسين العلاقات الروسية معها، ومعالجة الفساد المستمر الذي يعاني منه القطاعين العام والخاص، ومع ذلك، تتغلب روسيّا حالياً على الولايات المتحدة من حيث السمعة الطيبة في العراق، من خلال أدائها الأفضل في مجال القوة الناعمة.
والعلاقات الروسية العراقية وروابطها مع بغداد، لا تتموضع فقط في أطر[الاستثمارات]في مجال الطاقة ومبيعات الأسلحة، بل تتخطّى ذلك الى المجالات التعليمية والثقافية، حيث هناك أكثر من ثلاثة آلاف طالب عراقي في الجامعات الروسية، وهنا على موسكو أن تفكر في بناء جامعات روسية في الداخل العراقي وخاصةً في مناطق الكرد.
كذلك، يجب تحسين التواصل الإعلامي الروسي بشكل أفضل، وجزئياً من أجل تسليط الضوء على النزعة الامريكية الاستبدادية، والتدخل الأجنبي، والفساد المستشري، وغيرها من العلل بدلاً من الصورة الخاطئة التي تصوَرها أمريكا، كونها المنقذ للعراق، بالرغم من أنها هي من تحتله لا روسيا ولا ايران، والاخيرتين لهما نفوذ وازن وقوي في مواجهة النفوذ الامريكي الاستبدادي.
وإذا لم تقف أي(جهة)بوجه الوجود الامريكي المتفاقم والمتنامي في العراق، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تفاقم مشاكل البلاد في مجالات الفساد والقمع وانتشار الأسلحة، وموسكو حاربت الارهاب في العراق وسورية وجلّ المنطقة وما زالت، إلّا أن سجل الولايات المتحدة الامريكية في التكتيكات العسكرية القائمة على "سياسة الأرض المحروقة"، وصفقات الأسلحة التي لا تحظر المبيعات الثانوية، لن تؤدي إلا إلى زيادة عدم الاستقرار في العراق والدول المجاورة له. علاوة على ذلك، إذا استمرت القوى الموالية لأمريكا ولمملكات القلق العربي على الخليج، في الاستحواذ على المناصب داخل الحكومة العراقية المتماهية والمتساوقة مع الامريكي في كلّ شيء، فقد توفر فرصة أكبر أمام التدخل الامريكي نظراً للشراكة الإقليمية التي تربط أمريكا بالسعودي والاماراتي والقطري، ومثل هذا السيناريو قد يزيد من احتمالات خسارة العراق لصالح موجة استبدادية متجددة، بنكهة انجلو سكسونية بالتنسيق مع البعض العربي الذي يتماهي ويتساوق مع الاسرائيلي والامريكي في كل شيء.
ونذكّر الشعوب الأوروبيّة والغربية، لا حكوماتها المتورطة حتّى النخاع في تجنيد وفي غسل أدمغة أناس أسوياء أو شبه أسوياء وتحويلهم الى الجهاد وارتكاب المجازر، بتقرير دايان فنشتاين قبل سنوات خلت عندما كان يشغل موقع رئيس لجنة الأستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي وقت الرئيس باراك أوباما، حول فضائح السي أي ايه وبعض وكالات الاستخبارات الامريكية، وأنّ التعذيب في السجون السريّة لم يكن بهدف انتزاع اعترافات جماعات القاعدة، بل التأثير عليهم وفيهم بحيث يتم تغيير السلوك والتحكم بتصرفاتهم ويصبحون خانعين خاضعين للأوامر(تماماً كالزّومبيات)، بما فيها الأستعداد لتقديم اعترافات عن جرائم لم يقوموا بها ونورد هنا مثالين توضيحييين: أولاً: اعترافات أشخاص من القاعدة ممن ادّعت الحكومة الأمريكية مسؤوليتهم عن أحداث أيلول 2001 م.
ثانياً: أو قيام أشخاص بجرائم دون أن يكون هناك أدنى شعور أو وعي داخلي لما يفعلون، وهو ما فعله ويفعله وسيفعله الداعشيون(الزومبيات)في الرقة السورية وباقي البؤر الساخنة في ساحات الصراع.
لقد أنفقت استخبارات حكوماتكم أيّها الغربيون مئات الملايين من الدولارات واليورات، وارتكبت أبشع الجرائم من أجل تصنيع خرافة تفيد بأنّ تنظيم القاعدة الذي أنشأته تلك الأستخبارات ذاتها للقتال ضد السوفييت في أفغانستان وثم في يوغوسلافيا وفي الشيشان أنّه قد صار العدو الأول للغرب.
ولقد خضع قادة داعش وكما أسلفنا في تحليل لنا في سابق السنوات، والذي جاء بعنوان:(بوكا - 2 لأنتاج أبو الحسين الأيراني)، فقد خضع أبو بكر البغدادي ورفاقه من أبي مسلم التركماني الى حجي بكر الى أبي القاسم وغيرهم كثير، لنفس البرنامج التعذيبي لوكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية بين الأعوام 2004 الى 2009 أثناء اعتقالهم في معسكر أو سجن بوكا في الجنوب العراقي، نراهم قبل دخولهم السجن كانوا يقاتلون القوّات الأمريكية الغازية، واذا بهم وبقدرة قادر وبعد خروجهم من السجن راحوا يقاتلون سورية الى جانب قوات حلف الناتو!!؟؟.
وحده الزمن سيكشف لكم تلاعب أجهزة استخبارات حكوماتكم وتورّطها في دعم الأرهاب ايّها الأوروبيون، ليس فقط لأهداف أنانية قذرة، حيث الجشع وحب السيطرة على العالم وعلى الثروات ولو كان الثمن سفك دماء الشعوب الضعيفة واغراقها في بحور من الدماء، ولا مانع لديهم كما ترون في مثل هذا المثال الصارخ من نقل المشاهد الأجرامية الى قلب بلادكم وعواصمكم وسفك دمائكم، طالما أنّ الهدف هو التجييش الأعلامي باتجاه معين ورسم سياسات تتجاوز البروباغاندا الأعلامية في محاربة الأرهاب لغايات دنيئة.
رفض وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية نشر وثائق جديدة تتضمن معلومات مفصّلة عن برامج الاستجواب واعتقال مشتبه بهم، بممارستهم لما يسمى بالإرهاب الأممي بالخارج بحجة لا تسمن ولا تغني من جوع وعلى شاكلة الحجّة التالية:(تمس الأمن القومي في شكل جديّ)، فهذا يتعارض مع قرارات القضاء الأمريكي الفدرالي، ويعتبر جريمة فدرالية وحسب منطوق التشريعات الأمريكية الفدرالية المتعلقة بهذا الخصوص القضائي. وثمة علاقات كبيرة وعميقة بين وكالات الاستخبارات الامريكية وخاصةً السي أي ايه واستخبارات البنتاغون الامريكي والاتجّار بالمخدرات وخاصةً حبوب الكبتاغون، وتبين مؤخراً، أنّ مجتمع المخابرات الامريكي وخاصةً المخابرات العسكرية للبنتاغون، أكبر مهرب حشيش ومخدرات في العالم ولحبوب الكبتاغون، ورأينا فعلها بأدواتهم الداعشية الارهابية في العراق وسورية، وجلّ الساحات والبؤر الساخنة عبر بعض العرب.
الكبتاغون يا رفاق سلاح فعّال وله مفاعيله وتفاعلاته بيد البنتاغون الامريكي، كونه يشكل أحد أشكال الحروب المدمرة للانسان والمجتمعات المستهدفة وخاصة جيل الشباب.
الكبتاغون السلاح، يصنع في مختبرات حلف الناتو في بلغاريا وتل أبيب، ويرسل مع السلاح الى سورية عن طريق تركيا ودول الجوار السوري وعلى مدار المؤامرة والحرب على سوريا وفيها، وها هي تنشط أمريكا من جديد في الجنوب السوري لتسخينه واعادة انتاجه بنسخ مختلفة، ليكون مشكل أردني سوري مشترك لغايات العبث بكلتا الساحتين، في بدايات شهر أوكتوبر من عام 2019 م وأثناء زيارة الملك الى روسيّا، تم اثارة الأمر في مؤتمر فالداي ولقاء الملك بوتين.
ونلحظ الان عن احباط كثير من عمليات تهريب لحبوب الكبتاغون وغيرها، من سورية الى الاردن وغيره من الدول عبر الحدود المشتركة، حيث الامريكي يريد العبث في مجتمعنا الاردني ومعه الاسرائيلي عبر سلاح الكبتاغون، ونملك جيشاً على الحدود وادارة مكافحة مخدرات فاعلة، لمقاومة هذا الفعل الارتدادي العكسي من قبل الامريكي، بسبب مواقفنا الثابته من خطة السلام الامريكية القاتلة(ما تسمى بصفقة القرن حيث غدت فوبيا أردنية فلسطينية بامتياز)والتي تعني شطب دولتنا ونسقنا وجغرافيتنا وديمغرافيتنا الاردنية، وتصفية شعبنا الفلسطيني ونظامه السياسي المنشود)) – عزيزي القارىء: راجع تحليل لنا سابق على محرك البحث غوغل وكان بعنوان: البنتاغون الامريكي وقذاراته العسكرية في ساحاتنا العربية.
في جانب عملياتي آخر ومقنع: حيث ازداد انتاج أفغانستان من جلّ أنواع المخدّرات بعد الغزو الامريكي الاحتلالي لها، وترسل الشحنات بالطائرات العسكرية الامريكية الى القواعد العسكرية التابعة لواشنطن في أوروبا، ثم توزع تحت أعين الاوروبيين دون ان تتحرك أو تنبت لهم شفّة.
العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هي عاصمة طبقة مجرمة ارهابية في عروق مجتمع كارتلات الحكم الولاياتي في الداخل الأمريكي، تستخدم الحروب لتحصد دماءَ الأمريكيين والضحايا لأدواتها من الشعوب الأخرى، لتشنَ حروباً خارجية للهيمنة على الموارد والسيطرة السيكولوجية الداخلية، بحيث يتم تطبيق إجراءات حربية بشكل روتيني بهدف خداع الجماهير وتركها في حالة من الصدمة والتحرك الدائم باتجاه الاستعمار الخارجي ضد مجموعات مستهدَفة، ترغب واشنطن وشركات النفط الغربية في الاستيلاء على مواردها الطبيعية، وسرقة أراضي شعوب العالم الثالث لتمرير خطوط الأنابيب الاستراتيجية عبر آسيا الوسطى.
يعمل قادة واشنطن بشكل روتيني على استحضار فكرة وجود مخاطر خارجية تهدد الأمة في محاولة ساخرة لبناء عقيدة لدى الجمهور الأمريكي، يتم من خلالها تفحص موارد الأمم الأخرى(من قبل العقائد التنفيذية)بصفتها ملكاً للأمريكيين.
تعمل أرباح شركات الأسلحة على نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتفرض الضرائب على غالبية الطبقة العاملة والوسطى، بينما يعاني الفقراء والمحرومون من البطالة لغياب فرص العمل. إنّ قتل واغتيالَ المدنيين، حدث روتيني في عقيدة الحرب على التمرد المضاد، فقد اغتالت "سي آي إيه"، أو خططت لاغتيال، أكثر من 50 زعيماً أجنبياً، في تشيلي، والعراق، وليبيا، وبَنما، والسلفادور، وسوريا، وفلسطين المحتلة، ولبنان، وروسيا، وايران.
ويمكن للاغتيالات، أو مؤامرات اغتيال القادة والكوادر، أن تأخذ أشكالاً مثل أساليب تفجير الطائرات التي تتواجد على متنها شخصيات مستهدفة من قبل "سي آي إيه"، أو دعم الفصائل العسكرية التي يدفعها كرهها للجنرالات الذين يتمتعون بشعبية كبيرة إلى محاولة اغتيالهم، كما تستخدم "سي آي إيه" فرق الموت لقتل المعارضين السياسيين والقادة الدينيين الداعمين للفقه التحرري من أمثال الأسقف روميرو، لكنها تشارك أيضاً في عمليات اغتيال وحشية لسياسيين وجنرالات يقاومون، أو لا يتماشون مع، أهداف السياسة الخارجية للمجمع العسكري- الصناعي أو الشبكة النقابية الإجرامية لمافيا "سي آي إيه"، من أمثال رافايلو تروجيللو(جمهورية الدومينيكان)، ونغو دينه دييم (فيتنام). إنّ "سي آي إيه" تعمل كملحق للآلة الحرب الإجرامية الجماعية وتقوم بحماية ثروات النخب المهيمنة على "وول ستريت".،
ويتم قتل المدنيين الأبرياء مع استهتار كبير بحقوق الإنسان والسيادة، إذ يتم ذبح النساء والأطفال من قبل الجيش الأمريكي و "سي آي إيه" التي تعمل على اغتيالهم من خلال أساليب على غرار "عملية فينيكس" التي تقوم على برامج معسكرات الاعتقال ومكافحة التمرد، كما تعمل عبر البنتاغون على الأبادة الجماعية بحجة محاربة داعش، كما جرى في الرقّة السورية ويجري الآن في محيط دير الزور وفي قريتي الشعفة وهجين السوريتين.
إنّ معاداة الأشتراكية والشيوعية هي المحرك الرئيس للسياسات الأمريكية في العالم، التي تعمل على قتل بلدان العالم الثالث الأصلية، هذا فضلاً عن التدخل في عملياتها الانتخابية و تدمير بناها التحتية.
إنّ صفقات الأسلحة عامل روتيني في شرح هذه العملية، حيث تتم التضحية بحقوق السكان الأصليين لصالح الأرباح المتأتية من بيع الأسلحة، والغزو الأوروبي العرقي، والحرب الدائمة تحت الراية الوطنية التي ترفرف فوق فرق القتل التي تذبح المدنيين من أجل الدولارات الملوثة بالدماء التي يجنيها المساهمون.
كما يطال القبح الذي يميز الحرب الإمبريالية الأمريكية التعذيب في نظام سري في القواعد حيث يتم تعذيب الرجال بلا أية محاكمات أو إجراءات قانونية في ظل الدستور الأمريكي.
كما أن القنابل الأمريكية عامل روتيني آخر في زهق الأرواح البريئة، وتبين كيف يعمل دافع الربح على تقويض أي قيمة للأعراق الأخرى بصفتها زائدة عن الحاجة.
أمّا المحتجون الذين يتجمعون بالقرب من مواقع قواعد الطائرات الآلية، حيث تعمل أنظمة القيادة والسيطرة على القتل الروتيني للمدنيين في باكستان واليمن والصومال وأفغانستان والعراق والفيليبين والنيجر وسورية، فيتم التعاطي معهم بصفتهم مجرمين حيث يواجهون أحكاماً بالسجن، بينما يبقى المجرمون المرضى الذين ينفذون أوامر مجرمي الحرب في الدولة طلقاءَ يقتلون المدنيين الذين لم يروا وجوههم أبداً.
تستخدم الدولة البوليسية الحجج العقلانية في إبادتها للمجموعات الأخرى بناءً على أعراقها، وتعمل على تعميم الفكرة القائلة إن الهجمات موجهة ضد عرق أشبه بالحيوانات أو الحشرات بحيث يتم تقنين التفكير العقلاني في دوائر ضيقة تتوجه نحو القتل ونهب الثروات أو احتجاز تلك المجموعات في معسكرات الاعتقال. فقد أنفق البنتاغون ملايين الدولارات على إطلاق عملية مكافحة الإرهاب الداخلي في الولايات المتحدة على شكل فرق شبه عسكرية تشمل عدة وكالات فدرالية وحكومية ومحلية.
ويمكن أن تهدف الخطة إلى معالجة الاضطرابات الداخلية لقمع الشعب الأمريكي في حرب إبادة على غرار الحالة التاريخية في بلدان العالم الثالث بإشراف الدولة البوليسية الأمريكية الإمبريالية.
فقد عمل "مكتب السلامة العامة" بمثابة واجهة لوكالة الاستخبارات الأمريكية وهو فرع من "يو إس إيد"، التي تدير برامج النشاطات المدنية التي تشكل غطاءً لاختراق "سي آي إيه" للمجموعات المستهدَفة التي تقاوم الإبادة الإمبريالية الأمريكية. ويتم إعطاء الأوامر لشبكات المخبرين باستهداف واغتيال القادة الثوريين بشكل عام.
العبودية والحرب متشابهان، كما في حالة معتقلي غوانتانامو، حيث تم بيع الكثير من هؤلاء الرجال إلى الولايات المتحدة والناتو من قبل أمراء الحرب التابعين لحلف شمال الأطلسي.
ولا يزال هؤلاء الرجال في معسكرات الاعتقال في "باغرام" و "غوانتانامو" ومواقع سرية في الصومال, حيث يتم تعذيبهم بالإغراق بالماء والإطعام القسري. إنّ الدولة المهددة بالحرب على الدوام لا تتماشى مع الحكم الدستوري، كما أنها لا تنسجم مع المجتمع الديمقراطي. إنّ خلق الأعداء الدائمين وتحريك الشعب ضدهم بشكل متواصل يولد الخوف والكراهية والتسلح، حيث يتم اختبار الأسلحة الجديدة على المجموعات المستهدفة سواء في العراق، أو بنما، أو فيتنام، أو أفغانستان أو في سورية أو في لبنان حالياً ولاحقاً.
على خلاف ما يعتقد الكثيرون حول الغزو الأمريكي لأفغانستان، لم يكن الغزو يستهدف أولئك الذين نفذوا هجمات أيلول، بل لبناء خط أنابيب لنقل نفط بحر قزوين من تركمستان، عبر أفغانستان، وإلى الموانىء الباكستانية بالقرب من المحيط الهندي.
الأمريكي يعمل على تبييض صورة الأرهابيين وما زال يستثمر في الأرهاب، وأي أزمة اقتصادية ومالية عالمية تتفاقم وبعيداً عن جائحة كورونا المفتعلة، هي نتاج العبث بدم ديكتاتورية الجغرافيا ودم الديمغرافيا للفالقة السورية والتي هي بمثابة مفاعل نووي.
البعض منّا مع كل أسف لا يعرف أنّ السياسة ليست مجرد صور تذكارية مع الفقراء والنازحين واللاجئين، بل هي استقراء للمستقبل، وكل خطوة غير مرئية في المستقبل يجب معاملتها على أنّها كمين، والسياسي الذي لا يكترث الاّ للهتاف والمديح، لا يختلف عن بائع المواشي في سوق الحلال كل يوم جمعه، وبائع الجرائد على الأشارات الضوئية في بعض عواصمنا العربية القطرية.
ومن هنا نرى أنّ الساسة المراهقون ودبلوماسية صعاليكهم الجوفاء والخرقاء، يعتقدون أنّ اللعب في دماء الجغرافيا هومجرد لعب مع الخطوط والحدود والتراب، ولكنّ من يلعب بدم الجغرافيا عليه أن يعلم أنّ الجغرافيا ستلعب بدمه ورأسه، وكون المنطقة في حالة سيولة شديدة والأرهاب المعولم يتم تسييله، الكل صار يلعب بدم الجغرافيا السورية، ولكن بدأ الأرتداد على كل من عبث ويعبث وسيعبث بالجغرافيا السورية وديكتاتوريها، ولمن أراد أن يستيقن ليعد الى التاريخ لسان الجغرافيا ليخبره.
الأمريكي ما زال يؤمن أن الأنتشار الأفقي للفكر الجهادي والمحافظة على سمته في كل الأزمنة والأمكنة، هو السبيل الوحيد لأسقاط أي نظام لا يتفق ويتساوق مع رؤى الأمريكان، ويريد هذا الكابوي الأمريكي للفاشية الدينية أن تسود ليس في سورية والعراق فحسب، بل في جلّ ساحات الشرق الأوسط وأسيا الوسطى وفي الداخل الصيني أيضاً عبر أقلية الأيغور المسلمة، والتي تتجاوز عشرين مليون ايغوري مسلم، لذا يصر الروسي على رفض الأرهاب والأستثمار فيه وفي منحنياته لأسقاط الأنظمة المعارضة أو التي لا تتفق وتتساوق مع الكابوي الأمريكي بأي صورة من الصور.
ويعتقد أنّ واشنطن دي سي سوف تستخدم هذا العامل السابق ذكره، في اسقاط أنظمة حلفائها عندما تغدو عبء على نفسها وعلى مجتمعاتها وبلا شك على أمريكا، لذلك أن تكون معادياً لواشنطن فيه خطورة، ولكنّ أن تكون حليفاً لها أشد خطورة من العداء لها. ...وأذكر أنّه وفي عام 2010 م، أني قد اشتبكت بعمق في البحث المضني والتحليل عن مضمون إعلام، بمعنى إخبار، للسيدة الجميلة ويندي هلتون، المسؤولة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في وقته، وأعتقد هي الان تستمتع بتقاعدها، وتعمل من باب الترف وعشقها للمعلومات، في مركز أبحاث استخباري وحسب معلوماتي، وشبقها للمعلومات كونها نتاج جهاز استخبار واسع وتعاني من شذوذ استخباري مفتعل ومقصود في تزويد جهازها السابق بأبحاثها، والانسان ابن بيئته.
فمضمون اخبارها الامني، عن الأشراف على كشف الوثائق التي تعتبر أسرار دفاعية، بإخبار وإعلام القاضي الفدرالي في نيويورك الفن هيلرشتانين، بأنّها ترفض السماح بنشر سلسلة وثائق، يتعارض مع قرار قضائي فدرالي - صدر يلزمها بهذا الأمر. فرفض السي أي ايه نشر وثائق جديدة تتضمن معلومات مفصلة عن برامج الاستجواب واعتقال مشتبه بهم، بممارستهم لما يسمى بالإرهاب الأممي بالخارج بحجة لا تسمن ولا تغني من جوع وعلى شاكلة: تمس الأمن القومي في شكل جديّ، فهذا يتعارض مع قرارات القضاء الأمريكي الفدرالي، ويعتبر جريمة فدرالية وحسب منطوق التشريعات الأمريكية الفدرالية المتعلقة بهذا الخصوص القضائي.
السجون السريّة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية C.I.A حقيقة موجودة منذ أحداث أيلول 2001 م وحتّى هذه اللحظة، وقد اعترفت إدارتي الرئيس السابق بوش الابن بوجودها، و بعد أن تم فضحها عبر وسائل الميديا العالمية بمساعدة حثيثة و واضحة من جناح محدد من داخل أروقة C.I.A سائه السلوك السيء والمنبوذ المتبع في مخابراته، سلوك غير قانوني وغير إنساني وغير أخلاقي وغير حضاري، سلوك دموي سادي، وهذا ما حاولت أن تخفيه ادارتي الرئيس أوباما السابقتين وتحذر الكونغرس الأمريكي من نشر تقريره، الى أن أصدر الكونغرس الأمريكي تقريره الأخير حول ذلك أواخر العام 2014 م، وفي عهد الادارة الثانية لباراك أوباما وهو الرئيس الامريكي رقم واحد الذي قتل في عهده من المسلمين والعرب، ما لم يقتل في عهد أي رئيس سابق ولاحق حتّى الان، رافضاً الكونغرس الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون أنذاك، محاولات الديمقراطيين لعرقلة ذلك.
السي أي ايه تمارس سلوك دموي ومنذ تأسيسها على يد الرئيس هنري ترومان، والذي كان يخشى انزلاقات الوكالة الى مثل ما انزلقت عليه الان وفي عهد دونالد ترامب وان كان بصورة أقل من سابقه أوباما – العندليب الاسود، فهي بمثابة غستابو المخابرات الولاياتية الأمريكية نظراً للمسارات المريبة لعمليات تقوم بها هذه الوكالة، ما يقود الكثير من اللاعبين الدوليين والمتابعين لشؤون الأستخبارات، الى ضرورة وضرورة وضرورة حظر وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية الحالية، حيث لم يعد هناك من أمل في اصلاحها واعادة هيكلتها من جديد، مما يستدعي الى (هندرتها)بصورة مختلفة، بعبارة أخرى: شطبها واعادة تأسيس وتشكيل أخرى وفقاً لمعايير صارمة ومحددة، تختلف عن المعايير التي حكمت نشوء الحالي من وكالات الأستخبارات المختلفة.
إنّ تفاعلات قضية توقف طائرات استخدمتها C.I.A ، حيث نقلت سجناء إلى سجون سريّة في عدة بلدان متفرقة من العالم ومنها عربية، واعتقال من تشتبه بتورطهم في ما تطلق عليه واشنطن( الحرب المقدّسة على الإرهاب) بصورة غير شرعية، وإخضاعهم لعمليات تعذيب والتي لا يعلم بوجودها إلاّ القلّة من المسؤولين الأمريكيين إلى جانب الرئيس ومدير المخابرات ومستشار الأمن القومي، وبضع من كبار مسؤولي الأستخبارات في الدول المضيفة التي أطلق عليها البيت الأبيض ذاته و C.I.A نفسها، و وزارة العدل الأمريكية، فضلاً عن الكونغرس الأمريكي مسمى " المواقع السوداء ".
وتضم هذه السجون السريّة وما زالت حتّى يومنا هذا وفي عهد ترامب، وفي عهد إدارة اوباما 1 وإدارة اوباما 2 (السابقتين)، العديد من السجناء وخاصةً من كبار قادة القاعدة وأخواتها وبناتها، وعمّاتها وخالاتها، وعشّاقها وغيرهم، ويتضمن التحقيق مع السجناء عدد من التكتيكات، وتطبق على مراحل تبدأ بتكتيكات بسيطة وتصل إلى إغراق السجين تحت الماء، ومن جذب المعتقل من ملابسه بقوّة للفت انتباهه، والضرب على البطن والكلى والوقوف لساعات، مع العمل على إفقاد الرجل لرجولته واغتصابه، كذلك الوقوف في زنزانة باردة مع إغراقه بالماء البارد، وتكرار انتهاك عرضه واغتصابه جنسيّاً لمرات متتالية لتدمير نفسيته، ونقرأ بين الفينة والأخرى في صحف عالمية مشهورة سواءً داخل أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو اسبانيا وايطاليا، عن كشف لفضائح جديدة ارتكبتها وترتكبها C.I.A . لقد تسربت معلومات من داخل أروقة C.I.A ونشرتها الواشنطن بوست وغيرها من الصحف الأمريكية الجادّة، أنّه تم تطبيق برنامج فونيكس PHONIX مع سجناء ومعتقلي السجون السريّة خارج وداخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو برنامج للتعذيب والقتل بموافقة الدولة من حقبة حرب فيتنام، وقد طبق على أعضاء الفيتكونج VIETCONG ( أعضاء جبهة تحرير فيتنام )، كما قامت الوكالة بتعيين مجموعة من المقاولين من خارجها، والذين قاموا بتطبيق نظام من التقنيات وصفها مستشار خاص لمجتمع الأستخبارات العالمية، بأنّها أشبه ما يكون بطريقة " البرتقالة الآلية " وقد كان هؤلاء خبراء نفسانيين عسكريين حيث خلفيتهم تتركز في تدريب جنود القوّات الخاصة، وقد عرف البرنامج باسم SERE وهو اختصار لعبارة البقاء، المراوغة، المقاومة، والهروب، Escape SURVIVAL , EVASION RESISTANCE وقد أنشئ هذا البرنامج في نهاية الحرب الكورية، ويخضع المتدربين إلى محاكاة التعذيب، بما في ذلك تقليد التخويف بالإغراق في الماء، والحرمان من النوم والعزلة، وتعرضيهم لدرجات حرارة عالية جداً ومنخفضة جداً، والاحتجاز في الأماكن الضيقة، والإزعاج الشديد باستخدام الأصوات العالية، كذلك الإذلال الديني والجنسي، هذا وقد تم تصميم برنامج في الأماكن الضيقة، والإزعاج الشديد باستخدام الأصوات العالية، كذلك الإذلال الديني والجنسي، هذا وقد تم تصميم برنامج SERE خصيصاً لمقاومة أنظمة التعذيب، ولكن أفراد وكوادر C.I.A استخدموا خبراتهم في مساعدة المستجوبين، على إساءة معاملة المعتقلين في السجون السرية في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وباقي دول العالم، ولقد قال مسؤول أوروبي مطلع على هذا البرنامج وحيثياته : - " لقد كانوا متغطرسين للغاية, ومؤيدين للتعذيب، لقد أرادوا إضعاف المعتقلين، ويحتاج الأمر إلى عالم نفساني لفهم هذه التجربة الخطيرة على البشر ". كما يتم إيقاف المعتقل بهذه السجون داخل قفص يسمى " صندوق الكلب " وهو صغير جداً، بعد ذلك يتم استخدام التعرية لإظهار قوّة الآسر أو لأضعاف المعتقل، وتمزيق ثياب المعتقل بجر الثياب على أن يكون من أعلى إلى أسفل حتّى لا يفقد المعتقل التوازن، كذلك الضرب المبرح على الكتف والمعدة وتغطية الرأس وجر الجسد بشدّة والتعليق على الجدار وسلسلة من الأوضاع المتعبة ومنها وضعية تسمى " أعبد الآلهة " GODS WORSHIP " . وبالرغم من وعود الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما 1 وأوباما 2 – ووعود ترامب في بدايات عهده، فان حالة ومشكلة سجن غوانتانامو لا تزال تدور في حلقة مفرغة ومفزعة ولا يوجد تحسن ولا تغيرات ملموسة في حياة السجناء نحو الأحسن والأفضل، كذلك حالة ومشكلة سجن باغرام في أفغانستان وقد وصف بسجن غوانتانامو الثاني، من قبل الكثير من منظمات حقوق الإنسان حيث يتشابه مع سجن غوانتانامو في ظروف الاعتقال العشوائية، هذا وقد أدان اتحاد الحريات المدنية الأمريكية AMERICAN CIVIL LIEBERTIES UNION نتيجة تقرير روبرت جيتس رئيس اللجنة التي شكلها الرئيس السابق باراك أوباما في حينه لدراسة ظروف الاحتجاز للمعتقلين وقت إدارته الأولى، و وصفتها بأنّها غير حقيقية ومزورة، بل وصفت التقرير نفسه بالمهزلة، وأكد الإتحاد الأمريكي المدني، بأنّه من غير المعقول تصديق مثل هذه الأقوال الخرقاء، فكيف استطاعت اللجنة تقييم زهاء سبع سنوات ونصف كاملة من ظروف الاعتقال في غوانتانامو في خلال سبعة عشر يوماً فقط لا غير !. اذاً عندما يذهب الكثير من المراقبين والمسؤولين الدوليين والباحثين في شؤون وكالات الأستخبارات المختلفة ونحن منهم، الى ضرورة حظر وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية، فانّ ما يبرر هذا الموقف هو حقيقة قيام السي آي ايه ومنذ نشأتها وحتّى اللحظة، بتزويد الكثير من الرؤساء الأميركيين بتقارير مزيفة ومفبركة حول العديد من القضايا الحاسمه المتعلقة بالسياسة الخارجية، اضافة الى تزوير الانتخابات و اسقاط حكومات عبر العالم و رعاية الدكتاتوريات، واضفاء شرعيات على عمليات انتخابات مزيفة في ساحات ودول حلفائها في العالم، اذا جاءت نتائج تلك العمليات الأنتخابية بحكومات وأنظمة مواليه لواشنطن، كما تتحمل السي آي ايه مسؤولية موت آلاف المدنيين و أعداد لا تحصى من حالات التعذيب.
ولم يطل الأذى نيويورك وحدها، فقد عانى البيت الأبيض من معلومات الاستخبارات المزيفة طالما كانت السي آي ايه موجوده، ولايضاح ذلك، يجب أن نتذكر الحادثة المشؤومة التي قدم فيها كولين بويل أمام مجلس الأمن "الدليل" على وجود أسلحة دمار شامل عراقية، الأمر الذي لم يثبت في أعقاب الغزو والاحتلال الأميركي اللاحق.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانيه، كانت السي آي ايه تتابع العمل المريب لسلفها، مكتب الخدمات الإستراتيجية(OSS)، بانتقاء مجرمي الحرب العالمية الثانية ذاتهم بهدف استمرار نشاطاتهم ضد أوروبا الشرقية، في الوقت الذي كانت وكالات الأستخبارات الدولية الأخرى، تلاحق مجرمي الحرب العالمية الثانية للقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمات المختلفة.
ولحظة ولادتها بدأت السي آي ايه التحضير لانقلابات غير شرعية في ايران(1953)، غواتيمالا(1954)، أندونيسيا(1957)، و كلها أدت الى عقود من القمع و القتل الجماعي و التعذيب في الدول المعنيه ، بينما وضعت مصادرها الطبيعية تحت سيطرة واشنطن. و على سبيل المثال، أدى انقلاب ايران عام 1953 الى سيطرة الولايات المتحدة على 40% من صناعة النفط في ايران. و لن يستطيع المرء اليوم تسمية دولة لم تعاني من أعمال ال CIA، كما نظمت السي آي ايه محاولات انقلاب متكررة في لاووس (1958-1959)، وكوستا ريكا والعراق(1960)، والإكوادور و العديد من الدول الأخرى. عام 1961 دبرت السي آي ايه اغتيال رئيس وزراء الكونغو المحبوب من شعبه باتريس لومومبا، لتضع مكانه موبوتو سيكو الذي قاد البلد بقسوة صدمت حتى داعميه في السي آي ايه. و في غانا نظمت السي آي ايه انقلابا عسكريا ضد قائد البلد نكروما عام 1966. في شيلي ، رعت السي آي ايه اسقاط الرئيس سلفادور أليندي عام 1973 و حل عوضا عنه النظام الدموي بقيادة أوغوستو بينوشيت الذي قتل ثلاثة آلاف خصم سياسي و عذب عشرات الآلاف من الشيليين . و عام 1967 في اليونان، دعمت السي آي اي عرقلة الانتخابات المحلية و ساندت الانقلاب العسكري الناتج الذي حصد أرواح ثمانية آلاف يوناني في شهره الأول فقط. و في جنوب افريقيا مكنت المعلومات التي منحتها السي آي ايه للنظام العنصري اعتقال قائد الكونغرس الوطني الافريقي نيلسون مانديلا ، الذي أمضى عقودا في السجن.و في بوليفيا عام 1964 أسقط عملاء السي آي ايه الرئيس فيكتور باز. و في استراليا ما بين عامي 1972 و 1975 حولت السي آي ايه ملايين الدولارات الى سياسيين معادين لحزب العمل، وحدث الشيء ذاته في البرازيل عام 1962. و على طول السنوات العشرين الممتدة بين 1970 و 1990 قامت سي آي ايه بدعم نظام دموي في الفلبين ارتكب اعدامات جماعية بحق مواطنيه.و في التسعينيات من القرن الماضي و نتيجة للدعم الذي قدمته السي آي ايه الى العائلات المحلية الحاكمة في السلفادور قتل حوالي 75 ألف مدنيا في حرب أهلية دموية.
والسؤال المحيّر هو لماذا لا يزال الرئيس دونالد ترامب بحاجة الى السي آي ايه(هو أصلاً أول من انتقدها وبقسوة في بدايات حكمه)، رغم وجود حوالي عشرين وكالة استخبارات رئيسية تحت تصرفه و يمكنها منحه كل المعلومات و النصائح اللازمة؟ أليس من الأسهل لو تنظف أميركا آياديها وتنقذ سمعتها بالتخلص من حوالي أكثر من أربعين ألف موظف في السي آي ايه و توفر المليارات من دولارات دافعي الضرائب؟ من الأفضل للرئيس دونالد ترامب لكي يعود رئيساً في الانتخابات القادمة، ولكي يحوز على جائزة نوبل للسلام، الانصات الى النداءات الأخيرة التي أطلقها "اتحاد الحريات المدنية الأميركي" و "مراقبة حقوق الانسان" و المطالبة بمقاضاة تلك الوكالات التي ارتكبت التعذيب ورخّصته، الى جانب السياسيين الأميركيين الذين سمحوا باستمرار النشاطات الاجرامية للسي آي ايه، اضافة الى ذلك، فان القيام بذلك الزامي اذا كانت الولايات المتحدة ممتثلة للاتفاقية ضد التعذيب التي وقعتها عام 1994 م. كما انتقدت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني الأمريكي والعالمي، تصرفات وسلوك أفراد الجيش الأمريكي في سجن باغرام في أفغانستان المحتلة، حيث لا يزال يقبع فيه سجناء دون محاكمة أو توجيه تهم لهم، ولم يقابلوا أي محام منذ فتح السجن، وعدد السجناء فيه يتجاوز 900 سجين بعد أن تم نقل بعض السجناء من سجون سريّة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وغالبية سجنائه من حركة طالبان الأفغانية، وفيه سجناء أطفال وقصّر من كلا الجنسين ونساءً، وظروف سجن باغرام في غاية السوء حيث الرطوبة العالية، ولا توجد آماكن للنوم ولا طعام صحي .
الولايات المتحدة الأمريكية تراودها فكرة في غاية الخطورة، وهي من الأفكار المبدعة والخلاّقة للصندوق الأسود لجنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي، وتتمثل هذه الفكرة: في إغلاق غوانتانامو ونقل كافة السجناء والمعتقلين إلى سجن باغرام الحصين والذي يقع في قلب أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان المحتلة، بالإضافة إلى نقل سجناء آخرين من سجون سريّة أخرى إليه، عندّها سوف يزداد الأمر سوءً على سوء، مع عدم وجود أي فرصة لأي سجين من الحصول على خدمات قانونية من منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان من المحاميين، كما أنّ إدارة دونالد ترامب الحالية كسابقتها لا تزال تتجاهل طلبات إغلاق هذا المعسكر سجن باغرام أو تغير ظروف الاعتقال العشوائية، بحجة أنّ الحرب المقدّسة على ما يسمى بالإرهاب الأممي لا تزال قائمة ودائرة.
لقد طالب المفوض السامي للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مراراً وتكراراً، بإجراء تحقيقات أممية خاصة حول السجون السريّة الأمريكية التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان وغيرها من الدول وتم نسيان كل ذلك عبر مسارات مريبة في داخل أروقة الامم المتحدة.
*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الأشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والأقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي:
طلقات تنويرية – المحامي محمد احمد الروسان
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
Mohd_ahamd2003@yahoo.com
منزل – عمّان : 5345541 خلوي: 0795615721
سما الروسان في 18 – 10 – 2020 م.
*حسابي على تويتر:
محمد احمد الروسان أبو شهم.
@mohammedroussan
*حسابي على الانستغرام :
محمد احمد الروسان أبو شهم.
m.roussan.legal
*ثلاثة حسابات على الفيس بوك :
الحساب الاول:
https://www.facebook.com/almhamy.ahmdalrwsan
محمد احمد الروسان
(المحامي محمد احمد الروسان)
الحساب الثاني على الفيس بوك – صفحة لايك:
https://www.facebook.com/lawyermohammadahmadalrousan/
محمد أحمد الروسان
الحساب الثالث على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100026494246615
محمد احمد الروسان
حسابي على لينكيد هو التالي:
https://www.linkedin.com/in/mohammad-alroshan-b3997a22/
حسابي على السكايب هو التالي:
mohammed.alroussan
الروس والدبلوماسية المتعددة الأطراف
2020-10-24
بقلم : المحامي محمد احمد الروسان*