في غمرة الأحداث المتسارعة، والحذر من الوباء الذي لا يستأذن منا أحد، تأتينا على وقع الصدمة الأخبار وهي تحمل في طياتها، نبأ فراق الرجل الذي ليس كل الرجال، الذي على وقع ذكر إسمه تشتعل فينا، كل المشاعر الممزوجة بالفخر والإعتزاز، وعلى رحيله كل آهات الألم والحسرة والفراق، المقاوم الذي جسد في كل مرحلة من حياته النضالية، كل معاني القوة والصمود والثبات، والمفكر الذي قل مثيله في البحث عن الحقيقة، التي تعزز في النفس الثقة، وفي الروح تبعث وقودا عظيما، صاحب الإنتماء المخلص للوطن وقضاياه، الذي جعل منه مرجعية يحتكم إليه، عند كل مفترق طرق ومرحلة جديدة، ذاك الرجل صاحب الجاذبية الشخصية الفطرية، الذي سوف تبقى ذكراه في قلوبنا وعقولنا، وسيرة نضاله من السجن وفي ساحات المقاومة، وهي تجدد الأمل والعزيمة فينا طالما حيينا، والرمز والقدوة الذي سوف نحدث عنه أحفادنا!
وداعا أنيس النقاش، المجد والخلود لروحك الطاهرة، وهنيئا لك وإلى دمشق التي طالما عشقتها وعشقتك، وأنت ترحل لملاقاة الغفور الرحيم، من على ثرى ترابها الطهور، والطمأنينة لا تبارح روحك الزكية، بأنها في أيد أمينة.
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وداعا أنيس النقاش
2021-02-24
بقلم: أنور العقرباوي