2024-11-26 07:20 م

التقاء مصالح أردني–سعودي يعيد زخم العلاقات الثنائية

2021-03-09
 عاد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء إلى عمّان بعد زيارة دامت يوما للمملكة العربية السعودية رافقه فيها ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وأثارت سيلا من التكهنات لجهة توقيتها، لاسيما وأنه لم يجر الكشف عنها من قبل الدولتين قبلا.

وتقول أوساط سياسية أردنية إن من بين أهداف زيارة الملك عبدالله الثاني إلى الرياض والتي التقى خلالها بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تعزيز التنسيق المشترك في ضوء المتغيرات الطارئة على المنطقة مع وجود إدارة أميركية ديمقراطية أظهرت توجها نحو تبني مقاربة جديدة في علاقة مع الحلفاء والخصوم على حد سواء.
وكانت إدارة بايدن شددت على أنها ستتبنى نهجا مختلفا في التعاطي مع الرياض، مؤكدة في الآن ذاته حرصها على الحفاظ على الشراكة الإستراتيجية معها، في موقف لم يخل من تناقض وقد ينعكس سلبا على العلاقة بين الطرفين، ولكن يبقى هذا الأمر رهين خطوات واشنطن التالية.

وتشير الأوساط إلى أن الرياض حريصة على تنسيق المواقف مع الدول العربية والإسلامية ومنها الأردن الذي يرتبط بعلاقات جيدة نسبيا مع الإدارات الديمقراطية.

وتزامنت زيارة الملك عبدالله الثاني مع وجود ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وزراء ماليزيا محيي الدين ياسين في الرياض.

ورجحت الأوساط أن تشكل الزيارة التي حظي خلالها العاهل الأردني بحفاوة من الأمير محمد بن سلمان حافزا وانطلاقة لعلاقات أوثق، وقد تستتبعها خطوات سعودية لدعم المملكة الأردنية التي تواجه اليوم نزيفا اقتصاديا على ضوء فشل الجهود في احتواء خطر تفشي فايروس كورونا، وسط تحذيرات من خروج الوضع الوبائي عن السيطرة.

وقال السفير السعودي لدى عمّان نايف بن بندر السديري إن زيارة الملك عبدالله الثاني للرياض تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة، والتي تستدعي التشاور والتنسيق الدائم بين البلدين، ولطبيعة العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة والراسخة التي تجمع قادة المملكتين والشعبين.

وقال السفير السعودي لدى عمّان نايف بن بندر السديري إن زيارة الملك عبدالله الثاني للرياض تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة، والتي تستدعي التشاور والتنسيق الدائم بين البلدين، ولطبيعة العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة والراسخة التي تجمع قادة المملكتين والشعبين.

وأضاف السفير السديري أن الزيارة حملت طابعا شخصيا أخويا بعيدا عن البروتوكولات الرسمية، نظرا لطبيعة العلاقة بين قيادتي البلدين وما تحمله العلاقات من دلالات تتجسد في المستوى المتقدم والنموذجي من التنسيق والانسجام السعودي – الأردني في ما يخص أبرز التحديات التي تواجهها المنطقة، وكذلك أولويات العمل العربي المشترك للمرحلة الراهنة.

وأشار إلى أن أجندة لقاء الملك عبدالله الثاني بالأمير محمد بن سلمان تضمنت بحث الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين، وبما يتواءم مع جوهر العلاقة العميقة بينهما، وبما يحقق مصالح وآمال وتوقعات الشعبين في السعودية والأردن.

وتعد السعودية أحد أبرز الداعمين الماليين للأردن، بيد أن هذا الدعم تراجع في السنوات الأخيرة بفعل مجموعة من العوامل من بينها التذبذب المسجل على مستوى سوق الطاقة، وتفشي وباء كورونا الذي ألقى بظلاله على الأوضاع المالية للدول الخليجية.

ويقول مراقبون إن تراجع الدعم يرتبط أيضا بتغير الأولويات في دول الخليج، وأيضا بتأثرها ببعض المنغصات التي حاولت دول إقليمية اللعب على وترها، لكن زيارة الملك عبدالله الثاني اليوم تعكس نية لإعادة الزخم للعلاقات الثنائية.

ويحتاج الأردن اليوم إلى حزام مالي داعم، لاسيما وأن وضعه الاقتصادي يسير نحو المزيد من التأزم في ظل ارتباك وتخبّط حكوميّين حيال سبل معالجة الوضع مع ارتفاع كبير في نسبة العجز المسجلة في موازنة العام 2021، وارتفاع معدلات المديونية.

وكانت حكومة بشر الخصاونة راهنت على تحسن الوضع الوبائي خلال الفترة الماضية لإعادة الحياة للدورة الاقتصادية، وبالفعل اتخذت جملة من القرارات لتخفيف القيود، لكن انتشار السلالة المتحوّرة من فايروس كورونا بعثر أوراقها مجددا.

وسجل الأردن الاثنين ارتفاع قياسيا في عدد الإصابات بالفايروس بلغ 7413 إصابة جديدة و52 وفاة ليرتفع إجمالي الإصابات في الدولة التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة إلى 435.130 حالة والوفيات إلى 4987.

وتدرس الحكومة تعزيز القيود ومنها فرض حظر على جميع أماكن التجمعات سواء المدارس أو الأندية أو المقاهي أو بيوت العزاء على الأقل في الأسبوعين القادمين.

وكانت الحكومة فرضت قبل أيام عزلا عاما أيام الجمعة وتأجيل فتح المدارس مع تشديد غرامات على عدم وضع الكمامات وتجاهل التباعد الاجتماعي.

وتحاول حكومة الخصاونة التي تبدو في وضع لا تحسد عليه، تجنب فرض إغلاق شامل حيث لن يحتمل الوضع الاقتصادي ذلك.