شارل ابي نادر*
دائمًا كانت تصريحات واشنطن حول انسحابات وحداتها العسكرية من الدول التي تحتلها أو تسيطر عليها غامضةً، وهذا الغموض طالما تناول المعطيات عن توقيت الانسحاب الحقيقي، عدد الوحدات المنسحبة أو التي ستنسحب، مهمة الباقية، العلاقة مع قوى الأمر الواقع حيث تحتل أو تسيطر… الخ، ليتبين لاحقًا أن كل أو أغلب ما كانت تقدمه واشنطن حول تلك المعطيات غير دقيق وغير صحيح وأحيانًا كثيرة يتعارض بالكامل مع ما يتحقق عمليًا على الأرض.
هذا التناقض طبعًا، لم يكن بأغلب الأوقات نتيجة تردد أو قرارات مشوشة ومتسرعة أو غير مدروسة، بل كان مقصودًا ويهدف إلى المناورة، لإيهام وخداع الدول أو الجهات المعنية حول حقيقة أهداف الإجراءات الأميركية.
ما حصل في أفغانستان مؤخرًا حول الانسحاب الأميركي، كان بداية يوحي بنفس المسار (التضييع والخداع)، إلى أن تسارعت وتيرة تلك الانسحابات بشكل تم اختصار توقيت انهائه، من