قبل انفجار غزة الوشيك، بدأت جمهورية مصر العربية بالتحرك ميدانيًا على أرض الواقع، في محاولة جديدة منها لتجنب أو حتى منع أي تصعيد عسكري قادم في القطاع، في ظل حالة الاحتقان والتوتر الكبيرتين، والتي من المرجح استمرارها إشعال فتيل مواجهة جديدة خلال أيام قليلة.
التحرك المصري جاء من خلال زيارة مفاجئة لمدير جهاز المخابرات عباس كامل إلى إسرائيل اليوم الأربعاء، لمناقشة ملفات هامة على رأسها تثبيت التهدئة المترنحة في قطاع غزة، والاتفاق على آلية واضحة لوقف حالة الاحتقان القائمة، واتخذا خطوات “بناء الثقة” لتجنب الدخول بجولة تصعيد جديدة.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن رئيس المخابرات المصرية يصل إسرائيل اليوم، للقاء رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، ووزير الحرب بيني غانتس، لمناقشة مسألة التهدئة مع قطاع غزة وصفقة التبادل مع حركة “حماس”.
وجاءت هذه الخطوة، بعد كشف مصادر فلسطينية عن اتصالات مكثّفة جرت خلال اليومين الماضيين بين المقاومة الفلسطينية والوسطاء، وبحسب المصادر، فإن الفلسطينيين أصرّوا في تلك الاتصالات على ضرورة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل معركة “سيف القدس”، خاصة في ما يتعلّق بالمعابر، والمنحة القطرية، والسماح بدخول مواد البناء لبدء عملية الإعمار، فيما أبلغت دولة الاحتلال الوسطاء، أنها سمحت بإدخال مستلزمات القطاع، بما يشمل الأموال القطرية التي جرى توقيع اتفاق جديد بشأنها”.
وأوضحت المصادر أن الفصائل حذّرت من أنه لم يبدأ دخول الأموال ومواد البناء بالفعل، فإن عمليات الضغط على العدو ستتواصل، كما سيتمّ الردّ على أيّ ردود إسرائيلية بمختلف الأدوات المتاحة. وفي المقابل، طلب المصريون من الفصائل عدم إعلاء سقف التصعيد، وإتاحة الفرصة لتنفيذ “الوعود” الإسرائيلية.
بدوره قال وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، إن “الحكومة الإسرائيلية ستعمل على تسهيل وصول المنحة القطرية إلى قطاع غزة.
جاء ذلك بعد اجتماع عقده غانتس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لتقييم الأوضاع في قطاع غزة، لكن غانتس ربط دخول المنحة بقوله إن ذلك سيكون “بعد معرفة إلى أين تصل الأموال”.
وكان مسؤول إسرائيلي قال لصحيفة “معاريف” إنه تم إحراز تقدم كبير في إيجاد آلية لتقديم المنحة القطرية للأسر المحتاجة في غزة عبر الأمم المتحدة.
ونوه المسؤول إلى أنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاقيات بشأن إدخال أموال المنحة المخصصة لحماس في قطاع غزة -(جزء مخصص من المنحة يقدر ب 15 مليون دولار لصرف رواتب الموظفين الحكوميين بغزة).
وكانت قناة كان العبرية قد نقلت أن الأمم المتحدة وقطر توصلتا إلى اتفاق بشأن إدخال أموال المنحة القطرية إلى قطاع غزة، ومن المتوقع أن تدخل الأموال قريبًا، بعد منعها لأكثر من ثلاثة أشهر، فيما من المتوقع إتمام الاتفاق النهائي خلال أيام.
وبموجب الاتفاق المبدئي فإنه سيكون بمقدور الأسر المحتاجة في غزة الموجودة في كشف المنحة الحصول على 100 دولار بواسطة بطاقات صرف ستوزعها الأمم المتحدة عليهم.
وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أمر في يناير مطلع العام بزيادة مبلغ المنحة القطرية المخصصة لقطاع غزة بقيمة 360 مليون دولار ليتم صرفها على مدار عام 2021.
وفي إطار الحرب النفسية، ذكر موقع “مفزاك راعام” العبري، اليوم الأربعاء، أن عناصر الذراع العسكري لحركة حماس، كتائب القسام عبر اللاسلكي يشنون حربًا نفسية ضد الجيش الإسرائيلي من خلال تعميم لهم عبر اللاسلكي، وجهوا فيه رسالة قالوا فيها: نقول لكم أيُّها العدو بالمختصر أفعالنا تسبق أقوالنا وصواريخنا في مرابضها جاهزة تنتظر القرار”.
وأضافوا: “أيُّها العدو الغاصب الجبان لن نصمت طويلاً على هذا الحصار الظالم الجاهل بحق أهلنا وشعبنا داخل القطاع”.
وفي رسالة لبينيت قالوا: “نقول للعدو الغاصب الجبان وبالتحديد لـ بينت ومن خلفه نقول للاحتلال بكل ثبات ووضوح، إن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا، وأيادينا على الزناد، ولمعركتنا فصول لم تكتب بعد”.
إلى ذلك قال محمد البريم الناطق باسم لجان المقاومة في فلسطين، إن الفصائل الفلسطينية ستجتمع اليوم لتقرر خطواتها القادمة اتجاه الاحتلال من أجل رفع الحصار وإعادة إعمار ما دمر خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وأضاف البريم في تصريح صحفي له، “العدو الصهيوني واهم إذ إعتقد بأنه سيحقق بالحصار والتدليس والخداع مالم يحققه عبر الحرب والعدوان”، متابعًا “المقاومة متمسكة بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة وحفظ كرامة المواطنين ووقف أي أعمال استفزازية بالقدس والضفة”.
وأكد على أن أي تهرب واخلال بهذه الالتزامات من قبل قادة الاحتلال، فإن المقاومة لديها خيارات متعددة ستكون حاضرة لتغيير هذا الواقع الذي يحاول الاحتلال فرضه على قطاع غزة.
المصدر: رأي اليوم