2024-11-26 05:47 ص

بايدن يطلق تحالفا أمنيا مع اليابان وكوريا الجنوبية

2023-08-19

يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تعاوناً أمنياً جديداً في قمة ثلاثية هي الأولى من نوعها مع رئيس الوزراء الياباني والرئيس الكوري الجنوبي، تهدف إلى توجيه رسالة قوة للصين التي أبدت استياءها.


والقمة التي ستعقد في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في الجبال غرب واشنطن لم يكن بالإمكان تصورها حتى وقت قريب، وسط خلافات منذ عقود بين الحليفين الأميركيين المرتبطين بمعاهدة، على خلفية الاحتلال الياباني القاسي لشبه الجزيرة الكورية في الفترة 1910-1945.

غير أن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يو، وعلى رغم مجازفات سياسية في الداخل، طوى الصفحة عن طريق تسوية خلاف يتعلق بالعمل القسري خلال الحرب، ووصف اليابان بالشريك خلال مرحلة من التوتر الشديد مع كل من الصين وكوريا الشمالية.

وسيتفق بايدن ويون وفوميو كيشيدا على إقامة خط ساخن ثلاثي جديد وإجراء مناورات عسكرية منتظمة وعقد قمم ثلاثية سنوية، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون، أملاً في إضفاء الطابع المؤسساتي على العملية.

وقال السفير الأميركي لدى اليابان رام إيمانيويل "خلقنا شيئاً هو تماماً ما كانت الصين تأمل في ألا يحدث"، وأضاف في معهد "بروكينغز"، "رسالتنا هي أننا قوة وحضور دائمان في المحيط الهادئ، وبالإمكان الاعتماد على الولايات المتحدة".

وعلى الصين، بحسب إيمانيويل، أن تفهم "أننا القوة الصاعدة، وهم يتراجعون".

وتعتزم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية إجراء تدريبات عسكرية مشتركة سنوية وتتعهد التشاور في ما بينها في حال نشوب أزمات، حسبما أعلن البيت الأبيض قبل ساعات من القمة.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان للصحافيين في كامب ديفيد إن "ما سيلتزم به القادة اليوم هو عملية تخطيط لسنوات عدة، من اجل تدريبات عسكرية في كافة المجالات".

عرضت الصين عضلاتها في الداخل وفي آسيا في عهد الرئيس شي جينبينغ، وشددت على أحقيتها في السيادة على مناطق بحرية متنازع عليها، وأجرت مناورات كبيرة قرب تايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تطالب بها بكين.

وحض وزير الخارجية الصيني وانغ يي الديمقراطيتين المتقدمتين اقتصادياً في شمال شرقي آسيا، بدلاً من ذلك على العمل مع بكين "لإنعاش شرق آسيا".

وقال في فيديو نشر على وسائل إعلام رسمية "مهما صبغتم شعركم بالأشقر أو جعلتم شكل الأنف رفيعاً لن تصبحوا أوروبيين أو أميركيين، لا يمكنكم أن تصبحوا غربيين أبداً"، وأضاف "يحب أن نعرف أين هي جذورنا".

أدت الضغوط التي تمارسها الصين إلى تدهور كبير في مستوى التأييد لها في اليابان وكوريا الجنوبية، المتحفظتين تقليدياً أكثر من الولايات المتحدة في تصريحاتهما.

وحتى ساعة متقدمة من أمس الخميس، كان مفاوضون من الدول الثلاث لا يزالون يناقشون طريقة الإشارة إلى الصين في البيان النهائي، بحسب ما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية اليابانية هيكاريكو أونو.

وقالت إن القمة ستوافق أيضاً على ضرورة التشاور في حال نشوب أزمة، والمضي قدماً بتشارك المعطيات في الوقت الفعلي بشأن كوريا الشمالية التي أجرت عدداً من التجارب الصاروخية في الأشهر القليلة الماضية.

وتعتقد الاستخبارات الكورية الجنوبية أن بيونغ يانغ تستعد لإظهار تحديها بتجربة إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات تتزامن مع قمة كامب ديفيد، وفق ما ذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء نقلاً عن المشرع يو سانغ - بام.

غير أن القمة تهدف إلى الذهاب أبعد من التركيز على كوريا الشمالية أو حتى آسيا فقط، في وقت تعد طوكيو وسيول أهم دولتين غير غربيتين داعمتين لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إنه يرى "عهداً جديداً في التعاون الثلاثي"، وأضاف أن "اليابان وكوريا الجنوبية حليفان جوهريان، ليس فقط في المنطقة بل في أنحاء العالم".

وستكون القمة الأولى من نوعها بين زعماء الدول الثلاث خارج سياق قمة أكبر، والحدث الدبلوماسي الأول منذ قمة كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 2015.

وأقر منسق البيت الأبيض لشؤون آسيا كورت كامبل بأن زعيماً مستقبلياً يمكن أن يتراجع عن المبادرات الثلاثية، لكنه قال "سنحاول أن نرسخ ذلك في سياساتنا بطريقة تجعل من الصعب على أي زعيم في أي من الدول الثلاث" العودة عنها.

وعلى رغم بعض الاحتجاجات ضد يون بسبب اليابان، تظهر الاستطلاعات في كل من كوريا الجنوبية واليابان دعماً أكثر من المتوقع، بحسب ما قالت مديرة شؤون شرق آسيا وأوقيانيا في مجلس الأمن الوطني ميرا راب-هوبر.

غير أن اليابانيين والكوريين الجنوبيين على حد سواء يشعرون بأن هناك "عدداً من القيم والمصالح المتوافقة بينهما بشكل أساس التي ينبغي أن تقربهم من بعضهم بعضاً"، على ما قالت.

أصبح يون المحافظ، بسرعة حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، واستقبله بايدن في زيارة دولة نادرة أدهش فيها الرئيس الكوري الجنوبي الحضور عندما غنى أغنية "أميركان باي".

ورأى الخبير في الشؤون الكورية لدى مجلس العلاقات الخارجية سكوت سنايدر إن يون في الداخل سدد "الدفعة السياسية الأولى" المتعلقة بالتقرب من اليابان ويمكن أن يمضي قدماً بأمان، غير أن الدستور يمنع يون من تولي أكثر من ولاية رئاسية واحدة تنتهي في 2027.

وقال سنايدر "في الجانب الكوري الجنوبي سينصب التركيز على الأرجح على الدفع قدماً، والسعي إلى إضفاء الطابع المؤسساتي بأكثر قدر ممكن لدرء خطر التراجع (عن المبادرات الثلاثية) إذا لم يخلف مون رئيس لديه السياسات نفسها".