2024-11-26 10:39 م

هل يدخل الأردن الحرب تضامنًا مع غزة؟

بقلم: سندس القيسي
تحذيرات العاهل الأردني من تفريغ الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن وتصفية القضية الفلسطينية واعتبارها بمثابة إعلان حرب قد يعني أن الأردن قد يصبح أمام الخطوط الأمامية للحرب ضد إسرائيل خصوصاً مع نبرة التصعيد التي لازمت تصريحات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ورئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة من أن اتفاقية وادي عربة قد اصبحت اتفاقية على رف يعلوه الغبار. ويرفض الأردن توقيع اتفاقية الطاقة مقابل المياه مع إسرائيل هذا وبلغت ذروة التصعيد حين تم استدعاء السفراء من كلا الجانبين بناء على طلب الأردن.
ويذكر موقع السي إن إن أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني يحذر من الوصول إلى “مرحلة اللاعودة والانزلاق نحو حرب إقليمية” جراء “التدهور الخطير” في غزة. وفي موقع الجزيرة نت، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: “إن القادم في فلسطين ما زال أسوأ مُرجعًا ذلك إلى التعامل مع حكومة إسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء”
ولم يكتف الأردن بإدانة إسرائيل والمطالبة بتجريمها في المحاكم الدولية على اعتبار أن ما تقوم به جرائم حرب وعقوبات جماعية، بل إن الجيش الأردني عزز انتشاره على طول الحدود مع إسرائيل وحذر من أن أي محاولة من جانب إسرائيل لدفع الفلسطينيين بالقوة عبر نهر الأردن سيمثل انتهاكا لمعاهدة السلام مع جارتها.
وبحسب جريدة الشرق الأوسط، فقد “ذكر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أن بلده سيلجأ لكل ما في وسعه لمنع إسرائيل من تنفيذ أي سياسة تهجير لطرد الفلسطينيين بشكل جماعي من الضفة الغربية. ويثير الصراع بين إسرائيل وغزة مخاوف قديمة في الأردن الذي يعيش فيه عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين وابنائهم”
هذا ويتماهى الموقف الأردني الرسمي والشعبي في دعم القضية الفلسطينية وفي نصرة غزة حيث قام آلاف المتظاهرين بالمطالبة بفتح الحدود مع فلسطين فيما رآه مراقبون استجابة لدعوة حماس في حملتها ضد العدو الصهيوني. ويذكر موقع وكالة زاد الأردن الإخبارية أن “الأردن وبتوجيهات ملكية لكسر الحصار المفروض على غزة، قام بعملية إنزال المواد الصحية والطبية الإغاثية التي نفذها سلاح الجو الملكي في المستشفى الميداني بغزة لاستدامة عمله  في تقديم الرعاية الصحية للمرضى والمصابين”. ورفض الأردن المطالبات الإسرائيلية بإفراغ المستشفى الميداني الأردني العسكري رغم الإصابات التي طالت عدد من أفراده والتي أثارت غضب العاهل الأردني.
وفيما يحضر الأردن لخيار السلم والحرب، فإنه يدعو إلى خيار حل الدولتين الذي يستند إلى قرار الأمم المتحدة 242 والذي ينص على انسحاب إسرائيل إلى حدود أراضي 1967 والذي على أساسه تم توقيع اتفاقية أوسلو، لكن إسرائيل لا تبدي استعدادها للإلتزام بهذا القرار وهذه الإتفاقية التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1993 وما زالت متمسكة بسياساتها الاستيطانية في الضفة الغربية. بل إن إسرائيل تسعى لاحتلال غزة التي تقع تحت سيطرة حماس منذ عام 2006.
الأردن الآن واقع بين المطرقة والسندان، فخيار السلم لا يبدو في الأفق مع التعنت الإسرائيلي الذي فتح جبهات جديدة للحرب في الشمال والجنوب، مع حزب الله في جنوب لبنان وفي غزة وفي البحر الأحمر مع اليمن. والأردن بدأ بتحريك جيشه فعلًا تحسبًا لأي تصعيد رغم أنه لا يريد أن يدخل الحرب طواعية. لقد صعدت إسرائيل من قمعها في الضفة الغربية ولا تراجع عن سياساتها الاستيطانية ولا تراجع عن خيار الحرب حتى تحقق أهدافها المعلنة وغير المعلنة.
كاتبة اردنية