طرح مراقبون و خبراء في المشهد السياسي التركي سؤالا ملحا بعنوان ما هي دوافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أصر على تمكين الرئيس الفلسطيني محمود عباس من إلقاء خطاب تحت قبّة البرلمان التركي؟
وشُوهد الرئيس التركي يصفق بين الحين والآخر بقدر من اللامبالاة وبدون حماس قاعدا لمضمون خطاب الرئيس عباس الذي طغت عليه الروح القتالية والاستشهادية هذه المرّة ولمرّة نادرة.
قابل أعضاء البرلمان التركي خطاب عباس الحاد والذي قال فيه إن حياته والقيادة الفلسطينية برمتها ليست أغلى من حياة طفل رضيع قتل في قطاع غزة بحماس ملحوظ.
ووقف أعضاء البرلمان عدة مرات لتوجيه التحية لخطاب الرئيس الفلسطيني بنفس اللهجة واللغة التي صفّق فيها الكونغرس الامريكي سابقا قبل عدة أسابيع لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
بعض الأعضاء من حزب الهدى لم يصفقوا بل حملوا لافتات تؤيد المقاومة.
مصادر مقربة من دوائر استشارية في الحزب الحاكم الحالي أشارت مبكرا إلى أن مشهد الرئيس عباس وهو يضع الكوفية الفلسطينية على كتفيه تحت قبة البرلمان التركي مقصودٌ بامتياز.
وأن القصد هنا عبارة عن رسالة سياسية توضح لكل الأطراف بأن تركيا أردوغان ليست مرتبطة حصرا بقادة حركة المقاومة الاسلامية حماس أو الجهاد الاسلامي وأن لديها فرصة للتوازن في مخاطبة كل الفرقاء الفلسطينيين.
وبالتالي استضافة الرئيس عباس في هذا الخطاب النادر كان مقصودا للغاية وقد أبلغ مرافقو عباس مسبقا إدارة التشريفات في القصر الجمهوري التركي بان الرئيس عباس يريد القاء خطاب ويتمنى أن يحضر شخصيا الرئيس أردوغان وأنه سيتقدم بتصريحات هامة لإضفاء مضمون دسم على زيارته التي أجّلها عدّة مرّات الرئيس عباس لتركيا.
بكل حال لم تُعرف بعد خفايا وأسرار وتفاصيل زيارة وخطاب عباس في برلمان أنقرة.
لكن المثير أن تصريحات الرئيس الفلسطيني النادرة والتي تتبنى إطارا قتاليا ومقاوما غير معهود من الرئيس الفلسطيني لفتت الأنظار ودفع أطراف في المعارضة التركية لإظهار بعض التعليقات الساخرة عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لأحزاب المعارضة.
وتحت عنوان الإشارة إلى مسرحية مصنوعة أو تمثيلية مصنوعة تحت قبة البرلمان التركي تماثل تلك المسرحية التي صفّق فيها أعضاء الكونجرس لبنيامين نتنياهو في واشنطن.
بكل حال حتى الدوائر التركية المختصة تتحدث عن عدم وجود خطة تنفيذية مباشرة من اي صنف وضعها الرئيس الفلسطيني بين يدي القيادة التركية للزيارة التي قال إنه يريد أن يقوم بها مع اعضاء القيادة لقطاع غزة.
وتُفيد اوساط مقربة من الحكومة التركية أن الجانب التركي لم يكن بعلم تفاصيل الخطاب لكنه مهتم الآن وعبر عباس بتوسيع بيكار البوصلة التركية حتى شمول “الشرعية “.
لكن بكل حال تم الترحيب بمضمون هذا الخطاب باعتباره خطوة متأخرة قليلا من الرئيس الفلسطيني لكنها على الأرجح وبرأي نقاد وشخصيات مهنية إعلامية مستقلة في الجانب التركي خطوة دعائية يريد حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستثمار فيها والاستفادة منها وتوجيه عدة رسائل أهمها انه داعم للشعب الفلسطيني وان تركيا يمكنها أن تدعم الفرقاء والأطراف وأن تركيا يمكنها أن تدفع المعتدلين الفلسطينيين للتشدّد في الوقت الذي ينشغل فيه العالم برمته بالمحادثات التي تجري في الدوحة.
ولاحظ الجميع أن زيارة عباس إلى تركيا أعقبت زيارة قام بها أمير قطر تميم بن حمد إلى أنقرة ايضا وصنفت بانها زيارة سياسية بامتياز تخللها مباحثات ارتبطت على نحو آو آخر بالإجابة على سؤال كيفية التحالف بعد الان مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
ويقدر خبراء في طريقة التفكير التركية أن استضافة عباس بخطاب تحت البرلمان التركي يصفق له عدة مرات الرئيس آردوغان شخصيا هي خطوة دعائية سياسية قد تساهم في تمهيد الطريق امام اظهار تركيا أكثر حيادا في المسألة الفلسطينية وأنها ليست محسوبة على صفوف المقاومة الفلسطينية بصفة حصرية وإن كان الأهم عقود إعادة الإعمار المُحتملة في قطاع غزة.
المصدر/ رأي اليوم
أردوغان وعقود اعادة الاعمار المحتملة في قطاع غزة!!
2024-08-16