تجمع آلاف الأردنيين مجددا في الشارع في إطار “مشهد تضامني” متكرر لكن هذه المرة ليس مع قطاع غزة بل مع “الضفة الغربية”، فيما قررت السلطات الإدارية بدورها “إزالة” أي ترميزات للمقاومة الفلسطينية عن يافطات مرشحي جبهة العمل الإسلامي الانتخابية الدعائية بذريعة مخالفة القوانين.
وجه الملتقى الوطني لدعم المقاومة مساء الخميس دعوة لكل الأردنيين للاحتشاد بعد صلاة الجمعة دفاعا عن “الأردن وفلسطين” بعد وقت قصير للغاية من انتهاء فعالية شارك فيها آلاف الأردنيين من أنصار الإخوان المسلمين تحت عنوان التصدي “للأطماع الصهيونية”.
المشهد يوحي محليا عشية التحضير لانتخابات برلمانية يوم 10 أيلول/ سبتمبر بأن الحراك الشعبي المناصر للمقاومة الفلسطينية في طور”التشكل مجددا” والمرجح أن التيار الإسلامي “يستثمر” في تطورات الضفة الغربية انتخابيا أيضا لأن المراقب العام لجماعة الإخوان الشيخ مراد عضايلة يربط بين المشاركة في الانتخابات و”مناصرة المقاومة دفاعا عن الأردن”.
وبدا واضحا في السياق في الإطار السياسي العام للمشهد الأردني أن “العمليات الإسرائيلية العسكرية” الحالية في الضفة الغربية “ترهق مجددا” المؤسسات الأردنية وتضغط على الأعصاب المشدودة خشية من انتقال سيناريو غزة إلى الضفة، الأمر الذي يرى أردنيون كثيرون اليوم بأنه “تمهيد للتهجير وللوطن البديل”.
مساء الخميس وصلت العلاقة بين حكومة الأردن ووزارة اليمين الإسرائيلي إلى منطقة “تصادم” مستحدثة بعدما تحدث وزير الخارجية أيمن الصفدي في تدوينة له عن “مسؤولين إسرائيليين يضللون الجميع ويكذبون”، معتبرا أن الحديث عن “نقل أسلحة إيرانية إلى الضفة الغربية” عبر بلاده “كذب وتضليل” يمارسه مسؤولون إسرائيليون يقصفون المدارس والأطفال والفرق الأممية في فلسطين المحتلة.
عبارات الصفدي الحادة في التكذيب المباشر للوزير كاتس تعكس “أزمة أعمق” مع الأردن وترد ضمنا على تصريحات لوزير خارجية الكيان تحدث فيها عن نشاط للحرس الثوري الإيراني في نقل الأسلحة للضفة الغربية عبر الأردن.
لذلك طلب الأردن خلف الستائر من الإدارة الأمريكية أن “تفعل شيئا” للجم وزراء الحكومة الإسرائيلية في الوقت الذي ارتفعت فيه مناسيب الإحساس العام وسط الأردنيين بالخطر جراء ما يتردد عن عملية عسكرية إسرائيلية محسوبة ضمن مسار “الحسم” الذي يقترحه متطرفون في المؤسسة الإسرائيلية.
المستوى الرسمي في عمان لا يبدو “قلقا للغاية” لكن البيانات الرسمية لا تشرح ما الذي يجري في الوقت الذي نقل فيه عن مسؤولين كبار في عمان القول منذ أسبوعين إن “الأيام المقبلة ستكون معقدة وصعبة للغاية” مما يدلل على أن الجانب الأمريكي منح عملية إسرائيل العسكرية في الضفة الغربية “الضوء الأخضر”.
بالمقابل، تطورات الأحداث في الضفة الغربية ترفع مستويات الإنذار في المشهد الداخلي الأردني وتتسبب حتى الآن بتظاهرات واسعة وكبيرة نسبيا تعيد أجواء الانتفاضة والتجاوب الشعبي المحلي معها، في الوقت الذي لا تبدو فيه “أجندة التفاوض” صلبة أو في طريقها لـ“معالجة ما” للأزمة في غزة والتي بدأت تنتقل إلى مخيمات ومدن شمالي الضفة الغربية.
المصدر: القدس العربي