بقلم: فؤاد البطاينة
كانت القمة الأخيرة تحت عنوان وهدف واحد هو نزع سلاح المقاومة الفلسطينية بغطاء من قرارات ونداءات زائفة يجترونها منذ عقود كحل الدولتين لشراء الوقت وذريعة للتعاون مع الكيان وتحقيق أهدافه ،وكلها تصب في هدف أولي هو تصفية القضية الفلسطينية. ومنها القمة الأخيرة في قرارها بإعمار غزة عندما ربطوه ورهنوه بنزع سلاح المقاومة اللا ممكن ولا معقول. مع أني أعتقد بأن الكيان وأمريكا هم الذين سيُفشلون القرارات لأنها جاءت على سبيل الاستخدام المرحلي. وببعزل عن سلسلة المقال كانت هذه القمة أسوأ واوقح قمة على الإطلاق. وبنفس الوقت أفضل قمة لأنها نزعت اللثام عن هوية حكام عرب اليوم.
قرارات القمة تدلل على أن انقلاب الكيان على اتفاق صفقة التبادل كان بالتنسيق مع الحكام العرب. فبأي منطق او حق لهم أن ينادوا أو يشترطوا نزع سلاح حماس للدخول في المرحلة الثانية وهو أمر لا تنص عليه بنود الإتفاق؟ إنهم وغيرهم يعرفون. والتاريخ يشهد بأن الإحتلال لا يُمكن أن يعيد لضحيته شيئاً من أرضه أو حقوقه بالإستجداء أو الإستعطاف والتعاون مع المحتل. بل بالمقاومة والضغوطات عليه.
كيف نقتنع بانها خيانة وهي ترقى للتضحيات من أجل مبدأ. لا أجزم بشيء لكني أجزم بالمعطيات. فهل عندكم من تفسير لها؟ وهل من الممكن أن يكونوا بالفعل يهودا صهاينة في بلاد العرب؟ وأي دليل يقنعكم بأنكم تعيشون حالة استعمارية غير معلنة في الأمم المتحدة؟ وهل إذا اقتنعتم ستصحون ويصبح خياركم التحرير السياسي لدولكم قبل أن تُحتل مباشرة وتصبحون بهويات عبيد فيها فيها أو مهجرين عنها.
في كل الحالات لا تحرر لكم ولا تحرير لبلادكم ما لم تكن البداية بتحرير فلسطين. ولا يتحقق هذا إلّا عندما تكونوا جزءا من المقاومة الفلسطينية وتواجهوا حكامكم بمواقفهم منها. وهل عندها يصبح العصيان المدني وسيلة مشروعة؟ ويصبح الكفر بالإقليمية عبادة؟
كاتب عربي اردني
عن رأي اليوم