2025-04-13 12:12 م

حرب الحوار بين مقاتلة نفاثة وعربة كارو يجرها حمار

2025-04-12

بقلم: حمدي فراج
   بعثت أخبار استئناف الصفقة بين إسرائيل و حماس قريبا ، الأمل الجديد او المتجدد في قلوب الغالبية من الناس الفلسطينيين و الإسرائيليين باستثناء ثلة سياسية هنا و هناك لا تريد ان ترى أثرا و لو بسيطا  من بقايا سعادة او فرح يعوض الفاقدين بعضا مما فقدوه في هذا النزال الاجرامي غير العادل و الذي تجسد بسقوط  أكثر من 1500 شهيد معظمهم من الأطفال و النساء في أقل من شهر ، مقابل "صفر" من المعتدين المهاجمين ، و حوار بين مقاتلة أف 16 و عربة كارو يقودها حصان او حتى حمار .
  لا يقتصر انبعاث الامل الجديد او المتجدد ، على الفلسطينيين و الإسرائيليين ، و لكنه بالتأكيد ، يمتد ليطول كل شعوب الامة العربية ، التي كانت على مدار سنة و نصف ترى هذه الحرب الإبادية ، ليلا و نهارا ، صيفا و شتاء ، تحتدم ، و تطول الأبرياء في مهاجعهم و مراكز ايوائهم و خيامهم و حتى ما تبقى من مستشفياتهم و دور عبادتهم "بيوت الله" ، لا شيء على الاطلاق يشفع لهم ، بما في ذلك الهيئات الدولية و الأممية و حقوق الانسان و الصليب و الهلال و الصحافة و المطبخ الأمريكي .
   و نستطيع القول ان شعوب هذه الامة العربية ، و معها الإسلامية ، قد قاربت ان تسلّم و تستسلم لهذا القتل المباشر ، بمن في ذلك الأطفال ، على ان تقلل فضائياتهم نقل هذا الموت الأسود المباشر ، فخمدت مظاهراتهم ، و خبت تحركاتهم ، و تيبست عروق حيائهم ،  و جاء شهر رمضان الفضيل و الكريم كشهر يتوقف فيه القتل ، إكراما لأنظمتهم التي تقيم علاقات تطبيع سرية و علنية مع هذه الدولة العاتية ، بل لقد ضموا الى رمضاننا عيد فصحهم ، لكن استئناف القتل سبقه تجويع شامل و كامل معلن و ممنهج طوال شهر رمضان و عطلة عيد الفطر "السعيد"  و الفصح المسيحي و اليهودي أيضا .
   فخرج الناس من جديد الى الشوارع ، وهناك شوارع جديدة ، في مصر التي أحس نظامها ان العدوان سيطاله جراء فكرة ترامب عن التهجير ، و شارع سوريا الذي على ما يبدو كان نظامها "الوطني و التقدمي و المقاوم" البائد ، يمنع خروج الناس للتضامن مع غزة .  خرجوا ضد أنفسهم و أنظمتهم و عجزهم ، خرجوا ليقولوا نحن مجرد أموات نمشي على الأرض ، عاهات لا لزوم لها ، زوائد دودية ، عبر قرن من زمان الاستقلال الوطني ، فشلنا في نصرة شعب شقيق صغير محاصر مبتلى في وقف ابادته ، فشلنا حتى في نجدته بإدخال بعض من طعام يقيه ألم التضور ،  او جرعة ماء تطفيء عطشا  معجونا بالحزن و الخوف و الحسرة  ، او شق تمرة يكسر فيها صيامه الممتد من الليل الى الليل .  كأني بهذه الجماهير تعود الى ما كتبه نزار قباني على هوامش نكسة حزيران ، مع فارق ان غزة قد شذت عن القاعدة :  أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمه والكتب القديمه / أنعي لكم..كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمه..ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمه / أنعي لكم نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمه / لا تلعنوا السماء إذا تخلت عنكم ، لا تلعنوا الظروف / فالله يؤتي النصر من يشاء /  وليس حداداً لديكم.. يصنع السيوف


عن "الوطن"