2024-11-26 07:15 م

18 عاماً على استشهاد الشقاقي .. المقاوم والأديب

2013-10-26
يوافق الـ 26 من تشرين أول / أكتوبر ذكرى اغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الشهيد فتحي الشقاقي على يد جهاز الموساد الإسرائيلي في مالطا عام 1995.

والشقاقي من قرية زرنوقة القريبة من يافا بفلسطين المحتلة والتي هاجرت منها عائلته بعد النكبة، ومن مواليد مدينة رفح 4-1-1951م، ونشأ في وسط عائلي محافظ وأسرة متدينة تلتزم بالمجال الديني ووالده عمل في صحراء سيناء.

فقد أمه وهو في الـ 15 من عمره ليشب بعدها يتيما، ثم درس في جامعة بير زيت بالضفة وتخرج من دائرة الرياضيات، وعمل لاحقا في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم في مدرسة الأيتام.

وفي أثناء عمله درس مرة أخرى الشهادة الثانوية لرغبته الشديدة في دراسة الطب, فالتحق بكلية الطب- جامعة الزقازيق 1974، وبعد تخرجه عمل طبيبا بمستشفى فيكتوريا بالقدس وبعد ذلك عمل طبيبا للأطفال في قطاع غزة.

قاد الشقاقي كفاحاً مريراً ضد الاحتلال، واعتقل في فلسطين أكثر من مرة عام 1983 و1986 ثم أبعد في أغسطس 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدور رئيس فيها.

وفي مصر تأثر بفكر الإخوان المسلمين، ثم بالثورة الإيرانية منذ بدايتها، وكان أبرز الذين دعوا إلى تبنيها كنموذج، وألف كتاباً أسماه " الخميني .. الحل الإسلامي والبديل". اعتقل في عام 1979 في مصر بسبب تأليفه للكتاب، ومنذ ذاك الوقت كان يتنقل في بعض عواصم البلدان العربية والإسلامية.

وكانت آخر أبرز تلك المحطات مسئوليته في تنفيذ عملية بيت ليد البطولية في تاريخ 1995/1/22، التي أسفرت عن قتل 22عسكرياً إسرائيليا وسقوط 108 جرحى.

استشهد الشقاقي على يد الموساد الإسرائيلي في مدينة "سليما" بجزيرة مالطا يوم 26 أكتوبر 1995 أثناء عودته من ليبيا أرض اجداده, وكان يحمل جواز سفر ليبي باسم إبراهيم الشاويش بعد تصعيده للكفاح المسلح داخل فلسطين من منفاه.
ما لم يعرف عن الشقاقي أنه كان عاشقاً للأدب والفلسفة، بل نَظَمَ الشعر أيضا، ومن قصائده قصيدة "الاستشهاد. حكاية من باب العامود" المنشورة بالعدد الأول من مجلة المختار الإسلامي في يوليو 1979م.

أحبَّ الشقاقي أشعار محمود درويش، ونزار قباني، وكتابات صافيناز كاظم، بل وكان له ذوق خاص في الفن، فقد أُعجب بالشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، كان شاعراً ومفكراً وأديباً، بل وقبل كل ذلك كان إنساناً تجلت فيه الإنسانية حتى يُخيل للبشر أنه كالملاك.. كان رقيق القلب ذا عاطفة جيَّاشة.. حتى إنه كان ينْظِمُ الشعر لوالدته المتوفاة منذ صباه، ويهديها القصائد في كل عيد أم، ويبكيها كأنها توفيت بالأمس.

عشق أطفاله الثلاثة: خولة، أسامة، إبراهيم حتى إنه بالرغم من انشغاله بأمته كان يخصص لهم الوقت ليلهو ويمرح معهم، تعلق كثيرًا بابنته خولة، لما تميزت به من ذكاء حاد، إذ كان يزهو بها حينما تنشد أمام أصدقائه: "إني أحب الورد، لكني أحب القمح أكثر…".

المصدر: "وكالات" + "قناة المنــار"