2025-05-14 03:50 م

السفيرة الأمريكية بالقاهرة تهدد جريدة "الأهرام" بالتصعيد

2013-08-30
القاهرة/أكد رئيس تحرير جريدة الأهرام أن السفيرة الأمريكية آن باترسون بعثت برسالة شديدة اللهجة لـ"الأهرام"، تعقيبا علي' مانشيت' الصحيفة الحكومية  تحت عنوان' الأهرام يكشف الحلقة الأخيرة من اتفاق الشاطر والسفيرة الأمريكية لتقسيم مصر' .

وقال سلامة في مقاله الأسبوعي أرسلت السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون' ردا شديد اللهجة قالت فيه: إنها تستنكر بشدة ما سمته' العنوان الشائن والمختلق وغير المهني' حول تورطها بشكل شخصي في المؤامرة، وقالت: إن هذا مناف تماما للصحة وخطير للغاية.

وقالت باترسون: إنها سوف تقوم بتصعيد الاعتراض علي ما نشر إلي أعلي المستويات ـ علي حد قولها ــ مطالبة بوقف نشر مثل هذه المعلومات، ومستخدمة تعبيرات منفلتة مثل' صحافة سيئة' وسلوك غير مسئول وتضليل..إلي غير ذلك.

ونشر رئيس تحرير الأهرام تعقيبا علي رسالة السفيرة الامريكية المنتهية فترة عملها بالقاهرة قائلا : "المقام لا يتسع لسرد تفاصيل ما ذكرته السفيرة، الذي يدور في مجمله حول ما سبق، فسوف ندعوها إلي توضيح عدة حقائق ربما تغلق باب المناقشة حول هذه القضية، الذي أصبح مفتوحا علي مصراعيه، ليس في وسائل الإعلام فقط، وإنما علي مستوي الشارع المصري والعربي ككل, وذلك علي النحو التالي:

أولا: كان من الممكن أن تعقد سعادة السفيرة مؤتمرا صحفيا توضح فيه ما دار خلال لقائها في مدينة نصر بالمهندس خيرت الشاطر, القيادي بجماعة الإخوان المسلمين, بتاريخ6/28 الماضي، أي قبل نزول الجماهير إلي الشارع بيومين اثنين.

ثانيا: كنا نأمل، ومازلنا، في توضيح ملابسات وأبعاد ما دار في لقاءات عقدها القنصل الأمريكي في الإسكندرية مع عدد من قيادات الإخوان خلال الفترة التي سبقت ذلك التاريخ المشار إليه.

ثالثا: نرجو من السفيرة أو الإدارة الأمريكية علي حد سواء توضيح الحقائق كاملة حول التمويل الأمريكي للجماعة سواء قبل الانتخابات الأمريكية أو بعدها أو نفي ذلك تماما إن كان غير صحيح.

رابعا: تحركات السفيرة في صعيد مصر سوف تظل محل تساؤل وريبة إلي أن تقوم هي بتوضيح أسباب وأبعاد هذه التحركات وأغراضها وأهدافها وماذا حققت؟!

خامسا: ما أسباب تردد البعض علي السفارة الأمريكية نهاية كل شهر, وهي أسماء وشخصيات محددة, وما إذا كانوا يتلقون رواتب ومبالغ شهرية من عدمه؟!

سادسا: لماذا تصر السفيرة الأمريكية علي ممارسة أدوار داخل المجتمع المصري تثير الشبهة, ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالعمل الدبلوماسي؟

واضاف رئيس تحرير "الأهرام" ، أود أن أؤكد أن الأهرام حينما ينشر خبرا علي هذا القدر من الأهمية فهو يستند إلي مصادر سيادية, بين أيديها التوثيق الكامل لكل ما ذكرناه, وإذا كان هناك خطأ في هذه القضية, بصفة عامة, فهو استكانة السلطات لدينا تجاه ممارسات دبلوماسية من هذا النوع, حيث كان يجب التعامل فورا مع السفيرة علي أنها شخص غير مرغوب فيه, وهو ما أدركته السفيرة بالتأكيد علي المستوي الشعبي, وكم كنا نود أن تبادر هي بمغادرة الأراضي المصرية.

هي إذن فرصة لكي نوجه رسالة إلي القائمين علي أمورنا, مؤداها أن مثل هذه الممارسات يجب عدم السماح بها مستقبلا, أيا كانت الدولة التي ينتمي إليها هذا الدبلوماسي أو ذاك, وذلك لأن مثل هذه التحركات غير محسوبة العواقب, سدد بسببها الشعب فاتورة باهظة, بطريقة مباشرة, أو غير مباشرة, من الدماء والأنفس, وإن استمرت بهذه الوتيرة فسوف تكون العواقب وخيمة.

وفي الوقت نفسه, أعتقد أنه قد آن الأوان لكشف كل ما لدي السلطات من أدلة علي تورط السفيرة وغيرها فيما وصلت إليه الحياة في مصر, من ارتباك وقلق وانفلات, وذلك لأنها علي ما يبدو غير مدركة حتي الآن أنه مازالت لدينا دولة متماسكة ترصد وتتابع, ولم ينفرط عقدها بعد, كما كانت تأمل هي وغيرها, لأسباب أصبحت معالمها واضحة للداني والقاصي.

ومن المهم الإشارة أيضا إلي أننا نرفض لغة الترهيب واستخدام الألفاظ التي أقل ما توصف به, أنها غير دبلوماسية, والتي وردت في خطاب السفيرة والتي أري أنها تدخل سافر في الشأن الصحفي والإعلامي المصري, وكان الأولي بها أن ترد علي صحافة بلادها, التي تنشر بصفة يومية أنباء مختلقة وتحليلات موجهة عن مصر وشعبها, رغم أنني أعلم علم اليقين أنها لا تستطيع ذلك, ليس لحرية الصحافة لديهم كما يدعون, ولكن لأنها هي نفسها جزء من منظومة التضليل!

وبهذا الصدد, أجدها مناسبة لذكر واقعة ربما تكشف هذا الزيف, الذي يتعلق بحرية الإعلام علي الطريقة الأمريكية, وهي أن السفارة الأمريكية قد طلبت قبل نحو شهر الموافقة علي قيام المستشار السياسي للسفارة بزيارة إلي مكتبي للتباحث والتحاور, وقد آثرت عدم الرد علي هذا الطلب لأسباب في بعضها نفسية, وفي البعض الآخر لأنني ربما أدرك المهام الأساسية لمثل هذه الشخصيات, إلا أن السفارة عاودت الاتصال بعد يومين, وأصرت المتحدثة علي الرد إن سلبا أوإيجابا, فرددت عن طريق مكتبي بالرفض.

وبعد عدة أيام فوجئت بزميلتنا المحررة بالأهرام, التي تقوم بتغطية نشاط السفارة, تشكو منعها رسميا من حضور لقاء جون كيري, وزير الخارجية, بالصحفيين بمقر السفارة, دون توضيح أسباب, إلا أننا ظللنا, كعادتنا, طيبين نؤثر السلامة وننشر أخبارهم, ولم نبادر بأي موقف من أي نوع, علي الطريقة المصرية, والعربية أيضا, وهذا هو الفارق بيننا وبينهم, وبين صحافتنا وصحافتهم.