2025-05-19 07:04 ص

أسرار الصواريخ الأمريكية الإسرائيلية في المتوسط

2013-09-04
كتب كفاح نصر

لازالت التهديدات الأمريكية بشن عدوان أمريكي على سورية قائمة رغم تراجع أوباما العلني بالإحتماء خلف الكونغرس, ومع إطلاق الصواريخ الأمريكية الصهيونية شرق المتوسط لم يختلف المحللين السياسين على أن هذه الصواريخ رسائل الى الكونغرس الأمريكي وسورية ومن خلفها روسيا ومحور المقاومة, ولا يمكن أن ننفي بأن هذه الصواريخ أثارت جدلاً وزوبعه إعلامية واسعه, والسؤال ما الهدف من إطلاق هذه الصواريخ هل هي رسائل سياسية..؟ أم مقدمة حرب واسعه..؟ أم أن لها أهداف أخرى..؟

قبل الحديث عن الصواريخ ولفهم سبب إطلاق هذا الصواريخ أعود بأذهان القاريء الى بداية التهديدات الأمريكية لسورية, حيث خرج وزير الخارجية الروسي وقال يومها: روسيا لن تدخل الحرب ضد أحد, ومن هنا بدأت القصة, حيث أكد لي مصدر روسي مطلع مقرب من دوائر القرار الروسية, بأن المؤتمر الصحفي للوزير لافروف الذي إستمر مايقارب الساعه, يمكن إختصاره بثلاث كلمات فقط قالها نهاية المؤتمر, وهي "روسيا لن تدخل الحرب", وأضاف المصدر إن الوزير الروسي أراد أن يبلغ الأمريكيين رسالة واحدة فقط وهي أن روسيا لن تدخل الحرب, لأن الأمريكيين يدركون تماماً أن روسيا التي دافعت عن الشرعية الدولية وعن سورية طوال عامين لن تتخلى عنها في الساعات الأخيرة للأزمة, وخصوصاً مع بدء تقدم القوات السورية على كل الجبهات, وبالتالي سيقرؤون جيداً أي الناتو معنى كلام الوزير الروسي حين قال "روسيا لن تدخل الحرب", وسيدرك الناتو تماماً أن خطط عسكرية وأسلحة تم تجهيزها مسبقاً لمثل هذه الحالة  تمكن سورية من ردع أي عدوان أمريكي بقوة ساحقة دون أن تتدخل القوات الروسية, وأكد المصدر في تعليقه على كلام الوزير الروسي بأنه من الواضح أن سورية تخفي منظومات دفاع جوي غير معلنة إضافة الى مضادات بحرية والعديد من الأسلحة التي لا يتوقعها الناتو.

وبالعودة للصواريخ الأمريكية تشير مصادر خاصة الى أن إطلاق الصواريخ لم يكن خارج الإرباك الأمريكي من كلام الوزير الروسي, حيث أفادت المصادر أن تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعاد خلط الأوراق بين واشنطن وحلفائها وأربكهم, وأضافت المصادر أن الهدف الحقيقي من إطلاق الصواريخ كان كشف قدرة الرادارات السورية ومدى إستعدادها للقتال والأهم هو مدى فعالية هذه الرادارات في كشف الصواريخ, ويؤكد المصدر بأن الأمريكي صدمته ردة الفعل حيث تصرفت سورية وروسيا بذكاء يوحي بأنهم يتوقعون مثل هذه الخطوة, وقد وضعوا سيناريو مسبق لمثل هذه العملية حيث أن روسيا أعلنت بأنها رصدت إطلاق الصواريخ بينما سورية أعلنت أنها لم ترصد أي صاروخ ليبقى لغز الدفاعات الجوية السورية قائماً, والسؤال الحقيقي الآن هل فعلا سورية لم ترصد هذه الصواريخ ..؟ ومن المؤكد أن الأمريكي لن يصدق هذا الكلام.

ويفيد المصدر أن سرعه إعلان موسكو عن إطلاق الصواريخ الأمريكية الإسرائيلية, وتنصل دمشق من أنها رصدت هذه الصواريخ زاد من ضبابية الدفاعات الجوية السورية, وأدخل الأمريكي في دوامة جديدة, والسؤال الذي يقتل الأمريكي ومن خلفه أدواته, ماذا تخفي دمشق من أسلحة متطورة وعلى ماذا تعتمد الدفاعات الجوية السورية..؟؟, وحين قال لافروف روسيا لن تدخل الحرب, وأكد المصدر ان حالة التأهب التي تعيشها القوات السورية, وإعتبار التهديدات الأمريكية تهديدات جدية هي بحد ذاتها رسالة هامة للأمريكيين, والتكتم السوري على قدراته له تفسير واحد بأن دمشق تتمنى من الأمريكي أن يجازف ويختبر مفاجئاتها العسكرية, فمن يخاف الحرب يستعرض عضلاته, ولكن القوي لا يحتاج الى إستعراض العضلات, ويبقى السؤال هل أدرك الأمريكي بأن اللعبة السياسية والعسكرية في المنطقة مكشوفة, أم سيستمر بمحاولة معرفة ما تخفيه دمشق علماً بأن أي خطأ يرتكبه الأمريكي قد يكون الشرارة التي تشعل برميل البارود, ويخرجه من دائرة القرار في أحداث الشرق الأوسط.
المصدر: موقع "بانوراما الشرق الاوسط"