أحمد زين الدين
لم تهدأ هواتف وزير الخارجية السورية وليد المعلم والوفد الذي كان يرافقه إلى نيويورك، بالإضافة إلى مندوب سورية إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فالكل يريد أن يفتح خطوطاً مع سورية.
من الطبيعي أن يتواصل المعلم في نيويورك مع حلفاء سورية، من روس وصينيين وبرازليين وغيرهم، لكن أن تكون هناك اتصالات من وزراء خارجية وسفراء وممثلي دول كانت دولهم طوال فترة سنتين ونيّف تُظهر العداء للدولة الوطنية السورية، أمر بدا لافتاً ومثيراً للاهتمام، حتى وإن كان البعض يحاول أن تبقى هذه الاتصالات بعيدة عن العين والآذان.
وفي المعلومات من نيويورك أيضاً، أن أطرافاً من المعارضات السورية حاولت بشتى الوسائل والسبل الاتصال بأي واحد من أعضاء الوفد السوري إلى الأمم المتحدة، ليؤكدوا أن حساباتهم كانت خطأ، وأن ما تتعرض له الدولة الوطنية السورية فاق التصوّر، إذ إن المستهدف من هذه الحرب القذرة ليس النظام، بل الدولة الوطنية بما تمثل من دور ومكانة وتاريخ وجغرافيا وحاضر ومستقبل.
وإذ أفادت هذه المعلومات أن أحداً من البعثة السورية لم يقفل هاتفاً، أو يغلق باباً أمام سائل أو طالب للقاء يصب في المصلحة الوطنية السورية، فإن حقيقة حضرت بقوة، وهي أن ثمة متغيرات كبرى فرضها الصمود السوري الأسطوري في وجه تلك المؤامرة الكونية بدأت تنعكس في شتى الاتجاهات، أولاً: على المستوى السوري، حيث تأكد مدى اتساع الانقسام بين أطراف المعارضات السورية، فالبعض قرر ترك هذه المعارضات التي وُصفت بالآفّة والمرض، والبعض التحق بمجموعات متطرفة، فيما بعض أجنحة ما يسمى “الجيش الحر” بدأ يطلب النجدة من الجيش العربي السوري، أمام الهجوم الذي تشنه على مواقعه “جبهة النصرة” أو “داعش”، فصار بين فكيّ كماشة ستعصره حتى الرمق الأخير وتأخذ معها كل ما حققه من مكاسب وامتيازات مالية ومادية، وتحوّله إلى مجرد ملحق لا حول له ولا قوة، في نفس الوقت الذي لقي رئيس ما يدعى “الائتلاف الوطني” أحمد الجربا إهمالاً في نيويورك، فلم يكترث به الأميركي، ولم يجتمع به أي واحد من أفراد البعثات المشاركة دولها في الحرب على سورية، كفرنسا وبريطانيا وغيرهما، وكل ما استطاع عليه هو اجتماع مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ولم يأخذ منه لا حقاً ولا باطلاً حول شرط التسوية والمشاركة في “جنيف-2