طارق العبد/ "السفير" اللبنانية
تتواصل تداعيات استعادة الجيش السوري لبلدة السفيرة في ريف حلب، حيث سيطر، امس الاول، على بلدة جديدة، وسط معلومات عن تواصل الاقتتال الداخلي بين الفصائل المسلحة، وعلى رأسهم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»).
وتضاربت الأنباء أمس عن عملية لمسلحي المعارضة السورية لاستعادة السفيرة، مع حديث عن توجه أرتال، بقيادة «داعش»، إلى المنطقة، وهو ما نفاه لاحقاً ناشطون إعلاميون في قلب البلدة، مؤكدين ان المجموعات التي كانت متواجدة فيها هي «أحرار الشام» و«لواء التوحيد» و«جبهة النصرة» و«صقور الشام» و«لواء محمد الفاتح» و«جيش الإسلام»، ومؤكدين «عدم وجود أي دور لداعش أو عمل لمؤازرة المقاتلين».
وتتقدم القوات السورية شمال المنطقة، باتجاه تلعرن التي تشهد معارك عنيفة، في محاولة لإعاقة الجيش الذي يبدو انه قد قرر فتح معركة حلب، واسترجاع اكبر مساحة ممكنة مستغلاً حالة الاقتتال التي تشهدها المواقع الحلبية، حيث تواصلت الاشتباكات بين «داعش» و«لواء البدر» في الأحياء التي يسيطر المسلحون عليها.
وقرب حلب شمال البلاد سيطرت القوات السورية على قرية العزيزية وأجبرت المسلحين على الانسحاب منها، بعدما كانت سيطرت على السفيرة المجاورة، بحسب «مركز حلب الإعلامي» المعارض.
إلى ذلك، تناقل نشطاء المعارضة شريطاً مصوراً يعلن فيه «قائد المجلس العسكري الثوري في حلب» عبد الجبار العكيدي استقالته من منصبه، وذلك بسبب «تخاذل المجتمع الدولي عن دعم (الثوار) والتراجع على الأرض». وكان العكيدي استقال من «مجلس أركان الجيش الحر» اثر معركة القصير.
وقال العكيدي: «نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور، ما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة، إنني أعلن تنحيي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب». وذكر ان أسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الأرض بين «أمراء الحرب».
وفي محافظة الحسكة، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على قرى ونقاط عسكرية عدة في محيط مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى أن المقاتلين تمكنوا من السيطرة على طريق بطول 25 كيلومترا بين رأس العين وبلدة أبو راسين الواقع إلى الجنوب الغربي منها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان قذيفة هاون سقطت على سور قلعة دمشق في مدخل المدينة القديمة، ما أسفر عن إصابات عدة. كذلك سقطت قذائف في جرمانا والدويلعة ما أسفر عن حريق في معمل للنسيج ضمن الحي الواقع شرق العاصمة.
وغير بعيد عن الدويلعة شهد حي جوبر اشتباكات عنيفة بين المسلحين والقوات السورية، بالتزامن مع تقدم الأخيرة في الغوطة الغربية ومحيط العاصمة الجنوبي، حيث يقوم الجيش بحشد قواته بعد السيطرة على الحجيرة والبويضة، في محاولة لاستعادة السبينة وحي الحجر الأسود. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس الاول، ان القوات السورية «حققت تقدما طفيفا في حي برزة، وسيطرت على مؤسسة المطبوعات والقناة التربوية التابعة للتلفزيون الرسمي»