أنقرة/قال هنري باركر، عضو هيئة التدريس بقسم العلاقات الدولية في جامعة "ليهاي" بالولايات المتحدة الأمريكية، إن فضيحة الفساد والرشاوى في تركيا، والتي طالت عدد كبير من المقربين من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وأبناء عدد من وزرائه السابقين، ستكون لها انعكاساتها الخطيرة على حكومة رئيس الوزراء التركي، ويمكن رؤية التأثير السلبي لها خلال الانتخابات المحلية القادمة.
وأوضح "باركر"، في تحليله للقسم التركي بإذاعة "صوت أمريكا"، أن تصريحات "أردوغان" أدت لعدم ارتياح إدارة واشنطن، مضيفا: "علاقات أردوغان بالداعية الإسلامي الشيخ فتح الله جولن، سيكون لها تأثير كبير ولكن من الممكن لهذه العلاقات السلبية أن تكون لفترة مؤقتة، في حال تولي اسم آخر بدلاً من أردوغان لرئاسة حزب العدالة والتنمية".
وأشار "باركر" إلى أن تصفية جماعة "جولن" لن تفيد "أردوغان" لأن الأخير دخل في تعاون سري مع "جولن" ضد قيادات بالجيش التركي، وأن حركة "جولن" أعربت عن عدم ارتياحها من تزايد قوة "أردوغان" بعد تصفية كبار الضباط بالجيش، مضيفا: "علاقات (أردوغان) بـ(جولن) توترت بعد أزمة رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، بل تصاعد التوتر مع اتخاذ (أردوغان) قراراً بإغلاق المعاهد التعليمية الخاصة التي يعود أغلبها للداعية (جولن)".
ولفت "باركر" إلى أن هناك احتمالات واردة على خسارة حزب "العدالة والتنمية" في كل من أنقرة وإسطنبول في الانتخابات المحلية المقبلة، ولكن هذا الفشل لن يمكن أن يكون عائقا لتولي "أردوغان" منصب رئاسة الجمهورية بعد الاتفاق مع الرئيس الحالي عبدالله جول، ليتولى هو الآخر منصب رئيس الوزراء.
وفي تحليله للعلاقات بين "أردوغان" والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ذكر "باركر" أن هذه العلاقات توترت عقب تصريحات "أردوغان" السلبية ضد الإدارة الأمريكية في أحداث متنزه "جيزي بارك" وسط اسطنبول، وأيضا بعد التحقيق في مزاعم قضايا الفساد والرشاوى، حيث اتهم "أردوغان" بعض الجهات الدولية، في إشارة إلى أن لولايات المتحدة على صلة بما أسماه رئيس الوزراء التركي بـ"المؤامرة".