2025-05-18 08:48 ص

غرور "أردوغان" يحطم النموذج التركي

2014-01-09
أنقرة/رأت صحيفة "ذى فاينانشيال تايمز" البريطانية أن غرور وتعالى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان يحطمان النموذج التركى ويهدد بزعزعة استقرار البلاد.

ولفتت الصحيفة - فى مقال إفتتاحى أوردته على موقعها الإلكترونى  - إلى أنه على مدى السنوات العشر الماضية، حظى أردوغان منذ توليه رئاسة الحكومة بالإشادة والثناء على طريقة إدارته للبلاد، والتى أدت إلى حدوث طفرة فى الوضعين السياسى والاقتصادى فى تركيا.
وتابعت قولها "وقد جعل هذا الوضع تركيا بمثابة نموذج تتطلع الدول العربية والإسلامية للاحتذاء به، خاصة عقب اندلاع ثورات الربيع العربى عام 2011 ".
واستطردت الصحيفة تقول "لكن تركيا الآن تشهد حالة من الاضطراب السياسي، والتى جاءت عقب رد فعل أردوغان العنيف ازاء اندلاع مظاهرات حديقة جيزى فى اسطنبول، إضافة إلى مخاوف من امتداد التوتر فى دول الجوار، وخاصة فى العراق وسوريا، إلى داخل تركيا".
علاوة على ذلك، فقد شكلت فضيحة الفساد التى مست حكومة أردوغان ضربة موجعة، ومحاولته لإفساد التحقيقات بشأن هذا الأمر، مما أثر بطبيعة الحال على وضعه وسمعته على الصعيد الدولى أيضا، بحسب الصحيفة.
ونتيجة لذلك، رأت الصحيفة أن نهج أردوغان يخيم بظلاله على الاقتصاد التركى وأجواء الاستثمار فى البلاد التى باتت أكثر توترا, إضافة إلى أنه ومع هشاشة الوضع السياسى الداخلى للبلاد، تواجه تركيا تحديات أمنية كبيرة أخرى، من بينها امتداد الحرب الأهلية السورية إليها، فضلا عن توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة نتيجة لتلميحات تركيا بأن أمريكا تقف وراء تحقيقات الفساد الحالية.
ورأت الصحيفة أن الأمر الوحيد الذى قد يبدو جليا ونجم عن نهج أردوغان الحالي، والذى قد يبعد حلم فوزه فى الانتخابات المقررة فى أغسطس المقبل يوما بعد يوم، هو أن تركيا أصبحت دولة ذات نظام ديموقراطى هش، دستور معيب وحلفاء يبتعدون عنها يوما تلو الآخر.
واختتمت صحيفة "ذى فاينانشيال تايمز" البريطانية -إفتتاحيتها- قائلة "إنه بغض النظر عما قد يحدث فى عام 2014، إلا أن تركيا ستحتاج وقتا طويلا كى تستعيد مكانتها مرة أخرى كنموذج ديمقراطى حقيقى يحتذى به من قبل الدول العربية والإسلامية فى المنطقة".