2025-05-11 07:40 ص

بوتين يخرج عن صمته: فلينظروا إلى العراق وليبيا!

2014-03-05
موسكو/خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صمته لينفي التورط الروسي في أوكرانيا ويندد بما اعتبره «انقلاباً» على فيكتور يانوكوفيتش «الرئيس الشرعي الوحيد»، وذلك بعد بضع ساعات فقط من إعلان واشنطن وقف تعاونها العسكري مع موسكو.
وفي وقت يخشى فيه الأوكرانيون والغربيون عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا تبدأ من شبه جزيرة القرم، اعتبر الرئيس الروسي أن إرسال قوات روسية «ليس ضروريا حتى الآن».
إلا ان بوتين أضاف أن «هذا الاحتمال قائم»، موضحاً أن روسيا تحتفظ بحقها في اللجوء إلى «كل الوسائل» لحماية مواطنيها في الجمهورية السوفياتية السابقة وخصوصا في القرم حيث يشكل المواطنون الروس ستين في المئة من السكان. ونفى أن تكون القوات الروسية قد تحركت في القرم، مؤكداً أن «قوات دفاع ذاتي محلية» هي التي تحاصر القواعد الأوكرانية.
ورداً على سؤال حول السلطات الجديدة في كييف، كرر بوتين أنه ليس هناك سوى «رئيس شرعي واحد هو فيكتور يانوكوفيتش»، مضيفاً أنه «ليس هناك سوى تقدير واحد لما حصل في كييف وأوكرانيا: إنه انقلاب مناف للدستور واستيلاء على السلطة بواسطة السلاح». واتهم الغربيين باللجوء إلى «مدربين» لتدريب «وحدات قتالية»، في إشارة إلى المعارضين الأوكرانيين.
وأكد الرئيس الروسي أن «موسكو لن تعترف بنتائج انتخابات الرئاسة في أوكرانيا إذا جرت في أجواء الإرهاب الذي تشهده العاصمة كييف الآن»، مشيراً إلى وجود «مستفزين» منتمين إلى أحد أحزاب المعارضة الأوكرانية في صفوف المتظاهرين في ميدان الاستقلال وسط كييف أطلقوا النار على رجال الأمن أثناء الاشتباكات في الميدان.
من جهة أخرى، لفت بوتين إلى أنه لا يعارض قيام رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو بزيارة موسكو، قائلاً «إذا كانت ترغب في زيارة روسيا فلتقم بالزيارة. إنها اليوم ليست رئيسة للوزراء.. وبأي صفة تأتي؟ لكنني لا أنوي عرقلة زيارتها روسيا». وأشار إلى أنه كان يتعاون مع تيموشينكو سابقاً بشكل بناء عموماً.
ولم يستبعد بوتين تشكيل «مجموعة اتصال» دولية لتسوية الوضع في أوكرانيا. وقال «لدينا متخصصون يتعين عليهم دراسة هذا الموضوع وبحثه مع زملائنا الألمان، إنه أمر ممكن عموماً»، مشيراً إلى أنه أوعز لوزير الخارجية بمناقشة ذلك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير».
وفي ما يتعلق بسحب السفير الروسي من واشنطن، أعلن بوتين أن روسيا لن تلجأ إلى سحب سفيرها من الولايات المتحدة إلا في حالة طارئة، مشيراً إلى أنه لا يريد ذلك.
وأضاف أن «روسيا ليست الوحيدة المعنية بتطوير التعاون مع شركائها على الساحة الدولية في مجالات الاقتصاد والسياسية والأمن الدولي بل الشركاء الدوليون معنيون أيضاً بتطوير هذا التعاون مع روسيا».
من جهة أخرى، اقترح الرئيس الروسي على الدول الغربية تقييم شرعية سياساتها، مذكراً بأعمال واشنطن في أفغانستان والعراق وليبيا. وقال إن «القوات الغربية تدخلت في هذه الدول من دون أي تفويض من قبل مجلس الأمن الدولي على الإطلاق أو بتشويهها لقراراته»، مضيفاً أن «قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا نص فقط على إنشاء منطقة محظورة للطيران، إلا ان الأمر انتهى بالقصف ومشاركة وحدات خاصة في عمليات على الأرض».
وأكد بوتين أن «أولئك الذين ينوون فرض عقوبات على روسيا يجب عليهم التفكير في انعكاسات هذا القرار»، لافتاً إلى أن «الضرر في هذه الحالة سيكون متبادلاً. نعتبر خطواتنا مناسبة تماماً والتهديدات إزاء روسيا مضرة وغير مثمرة، لكن روسيا تتحلى بالصبر ومستعدة للتعاون».
كلام بوتين رد عليه الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي اعتبر أن تصريحاته عن القرم «لا تخدع أحداً»، محذراً من أن تدخل موسكو في أوكرانيا سيؤدي إلى إضعاف نفوذها في المنطقة.