بقلم: جمال العفلق
لم تكن أميركا عدو للارهاب في يوم من الأيام ولم يعرف التاريخ السياسي تناقض مثل التناقض الأمريكي وبالعام مثل التناقض الدولي في مسألة الإرهاب ، فالداعم والممول للإرهاب هو نفسة الذي يضغط الوسائل الاعلامية ويشتري المنابر السياسية ليعلن محاربته لهذا الإرهاب ، أميركا لم تفشل في محاربة داعش ولم تكن جاهلة دور النصره ولم تحارب بيوم من الأيام التنظيمات الإرهابية ولكنها كانت تستثمر سياسيا في تلك التنظيمات وتحاول من خلال هذه الجماعات حصد المكاسب السياسية على الأرض ، فمنذ احتلال افغانستان بحجة محاربة التنظيمات التكفيرية واعلان وقف العمليات العسكرية تحت عنوان الانتصار والقضاء على تلك الجماعات نجد ان هذه الحرب المزعومة لم تغير شيء من واقع وجود هذه التنظيمات ولم تكن الحروب الامريكية على الارهاب الا عمليات سيطره عسكرية او سياسية على مواقع جديده في العالم ، فتنظيم طالبان اليوم يمتلك مكتب تمثيل في الدوحة بالقرب من اكبر قاعده عسكرية امريكية في المنطقة وداعش الذي جمعت الولايات المتحده الدول من اجل محاربته تمدد اكثر بعد اعلان ذلك التحالف على الاراضي السورية والعراقية رغم التقرير اليومي عن طلعات جوية واهداف محققة .
ولهذا نجد ان الجماعات الارهابية هي اليوم كما الامس ادوات قتل تمتلكها اميركا وتستخدمها في احراق الارض وقتل الانسان ، تلك الجماعات التي تمتلك اسلحة أمريكية موزعه بين اسلحة فردية ومتوسطه وفي بعض الاحيان نوعية مثل التي استخدمت في العمليات القتالية في ادلب وريفها .
واليوم تعلن الولايات المتحده استهداف جبهة النصره واعلان الحرب عليها تلك الجبهة التي تدرب عناصرها في الاردن وتركيا وتم تمويلهم من السعودية وقطر ودعموا في اكثر العمليات العسكرية من الخبراء الامريكين فكيف تغير الحال اليوم واصبحوا هدف عسكري مشروع لاميركا ؟؟
لن نختلف بوصف عناصر تلك الجماعات بالمرتزقة وهذا يعود لتنوع تلك الجماعات القومي والعرقي حيث يتم جلب تلك العناصر بناء على فكرة دينية بالظاهر ولكن الجوهر يكون في المال المدفوع والمميزات التي تعطى لهذه العناصر . المشروع الاميركي او ما سمي بالاسلام الغربي يقتضي انشاء ودعم تلك الجماعات وذلك بهدف خلق الكراهية للدين الاسلامي بالعام وفرض ادبيات او تشريعات يجدها الامريكي مناسبة لمصالحة كما انها تخلق جيل عاجز عن التمييز بين الصواب والخطأ .
فصمود الشعب السوري طوال سنوات الحرب وتماسك الجيش والنجاحات العسكرية في الميدان منذ بداية معارك تحرير القلمون وتنظيف الحدود السورية اللبنانية من بؤر وفشل عملية عاصفة تحرير الجنوب التي انطلقت من الاردن وتجميد المقاتلين في الغوطة الشرقيه بالاضافة الى التغير في المناخ الدولي وتبدل المزاج اتجاه الحرب على سورية دفع بالامريكان الى تبديل استراتيجيتهم في الملف السوري والادعاء بأن محاربة الارهاب هي الاولوية بعد ما كانت الاولوية لديهم اسقاط النظام ووضع حكومة (( وطنية )) مهمتها حماية المصالح الامريكية وفك الارتباط مع المقاومة وحماية امن اسرائيل ومن ثم توقيع اتفاق سلام معها .
واجتماع الدوحة الاخير الذي ضم دول مجلس التعاون بالاضافة الى وزيري خارجية اميركا وروسيا هو لوضع النقاط الاساسية لبداية التخلي عن الجماعات الارهابية ويكون هذا بوقف التمويل والدعم الذي تتلقاه تلك الجماعات من بعض دول مجلس التعاون ، لينتقل الدور الى تركيا التي اعلن وزير خارجيتها قرب اعلان الحرب على داعش !! وداعش المفصود هنا هو ذلك التنظيم الذي تمرر له تركيا السلاح والعناصر القادمين عبر موانئ تركيا البرية والجوية . ولكن الحاجة اليوم تفرض على دول العدوان على سورية الاستداره والتخلي عن التنظيمات الارهابية مؤقتا على الاقل لان النزيف البشري والمادي اصبح فوق طاقة الجميع وبالاخص ممولي الارهاب وداعمية .
واليوم ستكون تلك التنظيمات هي الوسادة التي ستستخدمها اميركا للخروج من الازمة السورية بأقل الخسائر الممكنه فلم يعد لدى الامريكان ومن معهم شيء لتغيير الواقع الميداني على الارض ، ويعلم الامريكيون قبل غيرهم انه لا وجود لمعارضة سورية معتدله فمن يحمل السلاح ضد بلاده واهله لا يمكن ان يكون معتدل وخصوصا اذا كان قراره بيد مشغلية وليس قرار نابع من انتماء للوطن ، كما يعلم الامريكيون ان الكيان السياسي الذي اوجدوه بالتعاون مع قطر والسعودية وسمي بالائتلاف السوري المعارض ليس لدية شيء ليقدمة فهذا الائتلاف لا يملك على الارض شئ وبنفس الوقت لا يملك من امره شيء لان عناصره يتبعون لمصالح الدول التي يتبعون لها منهم من هو محسوب على قطر واخرون على تركيا والبعض على السعودية وما تبقى تكملة عدد لا يعلمون من يدير الامور في الغرف المغلقة . والتجديد الاخير للمدعو خالد خوجة ومن معه هو نتيجة افلاس لدى المعارضة في تقديم جديد ...وتعتقد اميركا اليوم ان ما لم تأخذه بالعدوان على سورية وشعبها ستتمكن من اخذه بالسياسه !!
الجماعات الإرهابية ادوات قتل أمريكية ووسائد خروج سياسي لها..
2015-08-05