بقلم: مي حميدوش
لم يعد المشهد السياسي الدولي غامضاً كما كان في بداية أحداث ما سمي بالربيع العربي إن ما يجري اليوم على الساحة الدولية والإقليمية يشكل مشهداً مختلفاً.
وعلينا أن نقول صراحة أن ما قبل الاتفاق النووي التاريخي يختلف عما قبله ومحور المقاومة بات أقوى وأكثر قدرة على رسم سياسة عالمية جديدة.
قد يستغرب البعض ما نتحدث عنه لكن الواقع اليوم يفرض معادلات جديدة وعمليات الفرز بدأت منذ أن تم الترويج لخديعة الربيع العربية وتحت مسمى الثورات الشعبية كان الهدف الحقيقي هو إعادة تيار الإخوان المسلمين إلى الواجهة السياسية عبر سيطرته على الحكومات العربية وبالتالي يتم الالتحاق بالركب الصهيوني لكن عبر بوابة تركيا الاردوغانية.
وإذا قرأنا الخارطة السياسية قبل بدء الحرب على سورية نجد بأن حركة الإخوان المسلمين العميلة وتحت مسميات مختلفة قد سيطرت على مقاليد الحكم في كل من تونس وليبيا ومصر وهي موجودة أصلا في أنقرة ولم يتبقى لاستكمال الطوق إلا سورية أما بالنسبة لفلسطين فهي تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني من جهة وتحت سيطرة التيار الاخواني متمثلاً بحركة حماس من جهة أخرى أما في لبنان فصورة الحرب الأهلية ما تزال ماثلة في الأذهان والتيار المتآمر على المقاومة ما يزال يمتلك المبادرة على الأرض بشكل أو بآخر وفي باقي بلدان المغرب العربي تخضع إلى التيارات السلفية الناشئة تحت ظل الإخوان المسلمون أما دويلات الخليج والأردن فقد تحولت إلى ناديا للملوك والأمراء انتقالا إلى السودان واليمن فقد تمت التجزئة وأيضا تحت راية الإخوان المسلمون وهنا نجد بأنه لم يتبق سوى العراق وسورية.
اليوم قد شهدنا سقوطاً للمشروع الإخواني في مصر وليبيا وتونس كما شهدنا ارتداد الفكر التكفيري إلى منبعه في مملكة آل سعود.
في السابق ومن أجل إنجاز المشروع التآمري تم حشد كل القوى وبذلت كل الجهود والنتيجة أن الحرب بدأت بقرار أمريكي غربي صهيوني وتنفيذ أعرابي ولكن قرار وقف تلك الحرب لم يكن بيد من بدأها فسورية والتي دفعت ثمن مواقفها السياسية الثابتة وعززت انتصارها على أرض المعركة هي من تمتلك اليوم قرار وقف الحرب ولكن وفق شروطها وما ستشهده الأيام القليلة القادمة سيشكل نقطة تحول في السياسة العالمية الجديدة .
عن "دام برس"