التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية حيال أزمات المنطقة ولاسيما بعيد الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية وبين ( 5+1) لا يمكن التكهن بنتائجها فحتى هذه اللحظة لاتزال الخيوط التي تربط واشنطن ومن يدور في فلكها بالتنظيمات الإرهابية مشدودة ولايزال الاستثمار بالإرهاب قائما وما يتم الآن من اقتراحات لحلول في أغلبها مجتزأة تهدف بمجملها لتحقيق المزيد من الحماية للكيان الصهيوني لذلك ما نراه من تصاعد وتائر الاتصالات الدبلوماسية عبر حراك تم توصيفه على أنه يهدف لإيجاد حلول سريعة لأزمات المنطقة ككل عبر مبادرات دولية متعددة ومتنوعة المصادر المستندة في أساسها على الموافقة الأمريكية والروسية ضمنا والتي تمهد لإيجاد مجموعة صيغ حلول لا تحرج غرور واشنطن ومن يدور في فلكها لذا شعوب المنطقة عامة تنظر إلى هذا الحراك المتسارع في خطواته بارتياب ولاسيما أن واشنطن لاتزال تمارس تناقضا بين أقوالها وأفعالها .. ورغم هذا الارتياب نلاحظ تسارع دوران عجلات الدبلوماسية السورية وهذا يحمل الكثير من الدلالات وفي مقدمتها التغير الكبير في المزاج الدولي بعد سقوط معظم الأقنعة وأوارق التوت التي كان ولايزال البعض يستر بها قباحة همجيته ولاسيما عندما أعتمد الغرب الاستعماري وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية تظهير صور للحرب الإرهابية على المنطقة ولاسيما في سورية على أنها تلبية لمطالب شعبية إضافة لتجديد التمنطق الصفصطائي بحقوق الإنسان .
إن ما ظهر من تطورات لإيجاد حلول لأزمات المنطقة تتماهى مع تطلعات شعوبها إلى حد بعيد هذا إذا صدقت النوايا وأقترن القول بالفعل والمؤشرات تدلل على أن الرياح السياسية الجديدة التي تعتمدها واشنطن حسب التصريحات الجديدة بدأت تسير وفق مصالح الدولة السورية شعبا وقيادة ولكن وفي المقابل لايزال الارتياب أيضا قائما بسبب أن الأكاذيب والفبركات التي تروجها الجوقة المعادية للشعب العربي السوري لاتزال مستمرة إضافة إلى أن الكيان الصهيوني بعيد الاتفاق النووي رفع منسوب اعتداءاته على حقوق الشعب العربي الفلسطيني ما زاد الشكوك حول النتائج المأمولة من الحراك الدبلوماسي التي على مايبدو تقوده واشنطن والتي لاتزال تغض الطرف عن الإرتكابات التركية في الشمال السوري وتوجه الاتهامات نحو تنظيم داعش الإرهابي فقط هذا لا يعني أن أوراق التوت المتساقطة عن عورات الجوقة المعادية للشعب السوري لا يمكن استبدالها مع العلم المسبق أن أغلب دول العالم بدأت أيضا تعترف بعدالة نضال وكفاح الشعب العربي السوري ضد أبشع وأشنع حرب كونية شهدتها الإنسانية حتى الآن فهي تجاوزت زمن الحرب العالمية الثانية عبر الاستمرار بتجميع العصابات الإرهابية من أكثر من /80/ دولة بواسطة رنين الدولارات المدفوعة من أعراب النفط والغاز لتسليح هذه العصابات بهدف تفتيت البنيان السوري الذي يعد بنظر الجميع قلب العروبة النابض وأصبح معروفا للجميع أن الدول التي تقف وراء ولادة التنظيمات الإرهابية بكل أسمائها ومسمياتها والتي تعد حتى بنظر من أوجودها فوق ساحات الحدث مسخا هجينا مصيره التلاشي والزوال كونه يتغذى على الدماء والدمار معاكسا حركة وحراك التاريخ بأوراقه القديمة والمعاصرة .. واليوم والحقائق التي أفصحت عنها أزمات المنطقة بفضل الصمود الأسطوري الذي أبداه الشعب العربي السوري وجيشه أضحت ضمن دوائر الضوء وفي متناول الجميع ما حدا بدول عدة لمراجعة مواقفها وسياساتها فقط والإبقاء على حالة الترنح من التنظيمات الإرهابية بدليل الاستمرار بضخ الأكاذيب والفبركات ولاسيما التي لاتزال الجوقة المعادية للشعب السوري تروجها وهذا يعني الاعتماد مجددا على شوائب المجتمعات الإنسانية التي حدد الأمريكي محاربتها ولكن حصر جهده الحربي في تنظيم داعش ألا يدل هذا على الاستمرار بقصف المنطقة بالمزيد من الإرهابيين عبر مد اليد إلى أولئك الذين لايزالون يصرون على السير في نهج المؤامرة لذلك سيبقى الارتياب قائما في كل الأقوال والتصريحات الأمريكية والغربية عموما رغم اعتماد طريقة التشويش على الرأي العام الغربي والعربي والتي تظهر رغبة غير حقيقية في حراك سياسي ودبلوماسي متسارع لإيجاد حلول لأزمات المنطقة مقرونة بالاتفاق النووي عبر تعمد تظهير هذا الاتفاق وكأنه بمثابة سفينة نجاة للمنطقة ولشعوبها شرط أن تضمن أمن الكيان الصهيوني هذا الشرط الذي لايزال بين سطور الحلول يدفعنا للقول: إن جميع المبادرات التي لا تنصف حقوق الشعب العربي وكحد أدنى التي أقرتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن لن تستطيع تحقيق الديمومة إلى ما لانهاية مهما تفنن الغرب بتظهير الإتفاق النووي على أنه قدوة يجب على الجميع الإقتداء به ونحن هنا لا نقلل من أهمية هذا الإتفاق ولكن أغلب نتائجه تصب في الخانة الإيرانية ولاسيما الاقتصادية.
هل الإتفاق النووي سفينة نجاة للمنطقة ..؟؟!!.
2015-08-11
بقلم: بسام عمران