2025-06-18 12:27 م

"فتوى" أوباما: وكفى المؤمنين ( شر ) القتال على "سنة" سوريا وأسدها..

2015-08-11
بقلم: عصام عوني
رست سفن ثلاثي العالم الجديد على شواطئ النووي، سارع الظريف مبتسما يعود الجوار مطمئنا الخائفين يلاقيه لافروف مبشرا وأوباما شارحا الأهمية، فيما الجميع سر بالاتفاق إلا أردوغان ونتنياهو وسلمان تلبس وجوههم شيطان رجيم! لتبدأ مرحلة جديدة يصح أن نطلق عليها "طبخة" بنكهة النووي تمهد للحل الكبير على أقل أمل.. بارقة الأمل هذه تقارير كبرى مراكز الدراسات التي انبرت تقر يهزيمة واشنطن وحلفها ونصر طهران وحلفها سوريا وروسيا، ما يرتب مواجهة من نوع آخر حتى لا يراق ماء الوجوه دفعة واحدة فتنهار ممالك وعروش وامارات بلمح البصر، وأولوية الانقاذ عنوان ملح أملا بالتسويات الحافظة مصالح الجميع.. على الوقع ذاته سارعت شركات العالم لحجز مقعد الاستثمار الممنوع ما قبل النووي المسموح ما بعده وتسابق الرؤساء والقادة لنيل رضى الامام ورئيس جمهوريته السعيدة، ليظهر في العلن ولأول مرة تسليم العالم حقيقة هذه المرة بايران الدولة الكبرى المنتصرة بالدم وجلل التضحيات وصمود الأصدقاء قبلا وبعدا.. مضامين الاتفاق بدأت بالتفتق تباعا أولاها حل هنا وآخر هناك بهدوء وروية لمنع السقوط المدوي كما قلنا معادا الحجم السابق لكل بيدق من حلف العدوان الأزلي تحت شعار رابح رابح، وأيضا رابح رابح لن ترضي اسرائيل وتلجم غطرسة أردوغان وعنجهية سلمان.. انطلقت بتسريبات مفادها مملوك في السعودية للقاء بن سلمان واللافت أن التسريب جاء بالعنوان العريض على صفحات الصحف المحسوبة على المقاومة في ظل صمت سعودي سوري لحين، وما أن صار اللقاء أكيدا بدأت التبريرات وأن السعودية من منطلق قوة كما يحاول أن يروج الناطقون باسمها فرضت اللقاء والمطلوب فك الارتباط مع ايران واخراج حزب الله وأصدقاء سوريا المنخرطين في الدفاع عنها والأمة من جعرافيا الدولة لتقابله المملكة باخراج المقاتلين الأمميين، وهذا من المستحيلات فلا السعودية قادرة ولا سوريا تقبل المطلب دون فعل ملموس واقعا على الأرض.. على الفور حط أنصار الله في مسقط للتفاوض على حل سياسي يحفظ مصالح وأحجام كل مكونات اليمن الجريح، الذي يعاني اجرام طائرات آل سعود منذ أكثر من ماية يوم ويزيد على قاعدة انزال السعودية عن الشجرة العالية وتسليم الملف للأمم المتحدة وسبق اللقاء معجزة المعلم في زيارته الأولى لمسقط بدعوة من سلطاتها بعد قطيعة مبرمجة مفتعلة، يبدو أنه قد آن أوان انهائها بقرار دولي كبير.. من مسقط قال المعلم ما قاله الأسد في خطابه الشهير بخصوص الحل السياسي وأضاف معلنا الاتصالات الأميركية السورية وهذا يعني أن ما تصرح به واشنطن في العلن تعمل عكسه في الظل ولم يعد ظلا بعد الاعلان، عدا عن صمت المعنية مباشرة أي أميركا مما يؤكد الاتصالات وربما التنسيق العالي نسبيا.. كما تحدثنا كل ما حدث وما سيحدث حكما لا يروق للمتضررين الأبرز تركيا واسرائيل وفجأة وبقدرة قادر ينخرط أردوغان بحلف أوباما لمحاربة داعش مضافا عليها العمال الكردستاني، تزامنا مع فتح أنجرليك لطائرات الحلف لتبدأ فعلا حربه المدعاة فتقتل من الكرد مئة ضعف العدد من داعش وتشتعل تركيا من الداخل وتأتي الصفعات ثلاثا تلجم أردوغان وتنهي حلمه بالمناطق الآمنة من الناتو وأصدقاء سوريا والبيت الأبيض مؤخرا، في حين يستميت الاسرائيلي البغيض بتعطيل الاتفاق النووي وما ينتج عنه من تسويات ليقينه أنه بعكس تطلعاته ومصالحه التي تلقت الضربة القاضية بنظره.. في السياق يبدو جليا نضال أوباما المر في الدفاع عن الاتفاق والتسليم به كحل وحيد لحل أزمات المنطقة، مروجا له كنصر بمنع ايران من صنع القنبلة النووية وأن حربا معها لن تمنع من صنعها وأن الرافضين لن يستطيعوا تغيير ما أتفق عليه، وما محاولاتهم إلا أحلام وأوهام لا تقدم ولا تؤخر مراهنا سيد الأبيض على وعي جمهوره وداعميه بانتظار التصويت الفاصل بين مواصلة حرب أو سلم، يدوم لمئة عام على أقل تقدير.. بانتظار الطبخة الناضجة تشتعل جبهات الحرب في كل من سوريا واليمن بسرعة لافتة لتحصيل ما يمكن تحصيله من الميدان ليفرض على الطاولة القريبة الانعقاد مباشرة بعد التصويت الأميركي على الاتفاق، وتعلم سوريا وجيشها أن تغييرا في الموازين ممنوع مدعومة بقوة من أصدقائها كذلك اليمن رغم المشهد الموحي لتبدل ما لصالح السعودية وزبانيتها، وفي الحقيقة ما هو إلا ما أتفق عليه لحفظ ماء الوجه كقاعدة للحل.. يعلم الجميع أن مواصلة الكيد والحقد حربا ناره ستحرق المعتدين قبل المعتدى عليهم وأن ارهابا بدأ يكسر قيدا توهم صانعوه حصره بجغرافيا، ثبت أنه قد خرقها بل تجاوزها ضاربا هنا وهناك محذرا أنا موجود وقوتي لم تعد رهنا بدعمكم لتبدأ مظاهر الرعب تتجلى بالتسريع بالحل، وما من حل يضمن أمن وسلم العالم قاطبة إلا التسليم برئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد يقود معركة الخلاص العالمي من ارهاب خرج عن بيت الطاعة، وأن أولوية ذلك تقتضي التسليم بما قاله الأسد قبل عامين الذي لولا العنتريات لكنا وفرنا آلاف الشهداء الذي قضوا ومنعنا نصف الخراب.. مهما علت التصريحات المهزلة ومهما كابر الجمع البغيض ومهما أوهموا حشدهم البائس، يعلمون أن ما كتب قد كتب وأن الأسد باق ولن يرحل وربما يرحلون قهرا، وأن دحر الارهاب أولوية على ما عداها وأن الحلف الثلاثي الجديد ما بعد النووي انتصر، وأن الفتوى المتفق عليها بين المذاهب والطوائف العالمية والأممية والاقليمية أميركا وروسيا وايران والسعودية وسوريا على لسان الشيخ باراك حسين أوباما تفيد: وكفى المؤمنين شر القتال على سنة سوريا وأسدها ومن يخالف الاجماع عليه الحد شرعا يقام، عزلة وهزيمة وانهيار.. صدق الدم السوري المقاوم العظيم.

الملفات