2025-06-18 12:58 م

الاستراتيجية الأمريكية والصينية في كوريا

2015-08-12
بقلم: رابح بوكريش
يبدو للملاحظين الذين يتتبعون عن كثب في الصين وأمريكا أخبار لي هي هو، أرملة الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونغ، وهي تقوم بزيارة نادرة إلى كوريا الشمالية، في خطوة تثير آمالا حذرة في إمكانية إذابة الجليد بين الكوريتين. وقد زارت لي عيادة للأمومة وملجأ للأيتام ومستشفى للأطفال . يذكر أن الرئيس الكوري الجنوبي الراحل كيم داي جونج قد حصل على جائزة نوبل للسلام بعد اتباعه سياسة الشمس المشرقة بعد زيارة تاريخية لبيونج يانج عام 2000 التقى خلالها الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج إيل. في الحقيقة من السابق لأونه ان نتعرف على اهداف الزيارة . ومع ذلك يمكن أمها ستؤدي الى تقارب وجهة الطرفين بصفة محسوسة بشأن العلاقات بين البلدين . وعلى كل حال فإن المعلومات الأولى تشير الى أن سلطة كوريا الشمالية لم تسجل معارضة صريحة حول الزيارة ، ونفس الشيء يقال عن سلطة كوريا الجنوبية . بعد هذا كله هل يمكننا أن نتكهن بنتائج هذه الزيارة ؟ إننا إذا اعتبرنا التنقلات بين عواصم الكوريتين السرية وإذا افترضنا ان الزيارة ستكون لها نتائج طيبة فإنه يمكننا القول بان العلاقات بين الكوريتين ستسجل انفراجا جديدا .في الواقع لم تتواصل المحادثات السرية لحد الآن بين الكوريتين لأن واشنطن ليس لديها نية لتهيئة الظروف المؤدية إلى معاهدة سلام بين الكوريتين ، وهي تريد التخلص أولا من النظام الشيوعي قبل توقيع معاهدة سلام في شبه الجزيرة، ولا تؤمن بـ«دولة واحدة ونظامين»، لاسيما ان اهتمام البيت الابيض الآن ينصب على شرق آسيا، حيث تعتقد وجود مخاطر تهدد تفوقها الجيوبوليتيكي العالمي هناك. ونفس الكلام ينطبق على الصين فهي بدورها تفضل أن يبقى الوضع على حاله من اجل مصالحها الاستراتيجية . و لكن اليوم يظهر أن الشعب الكوري اصبح مقتنع بأن فكرة الوحدة الكورية بدأت تتغلب على فكرة الانقسام . وهذا ينطبق كذلك على كثير من الأوساط الرسمية في الكوريتين . هذا وليس من شك أن توحيد الكوريتين هو حل أساسي لكل المشاكل المتعلقة بكوريا الشمالية مثل ترسانتها النووية وحقوق الإنسان فيها .

الملفات