2025-06-18 08:04 ص

الحرب على سورية والباحثون عن مخرج سياسي ...

2015-08-19
بقلم: جمال العفلق
أصبح من البديهي ان تكون الإجابة اليوم في موضوع الحرب على سورية ان الحل السياسي هو المطلوب لإخراج الشعب السوري من الحرب ، ولإعادة الأمور الى نصابها الصحيح ، والواضح ان الحكومة السورية تفتح أبوابها وتصغي لأي إقتراح يشمل تسوية سياسية ويوقف هذه الحرب التي جرت المأسي والويلات على الشعب السوري اولا وشعوب الدول المحيطة . وفي مرحلة ما كان العالم يماطل في طرح اي حل جاد بخصوص سورية ودائما ما كانت الدول الراعية للعدوان تضع أعلى سقف في الشروط وأهم هذه الشروط حل الدول السورية كما حدث في ليبيا ، فالنموذج الليبي كفيل بتدمير سورية وأنهاء وجودها جغرافيا وسياسيا ، وهذا الشرط بعبارة حكومة انتقالية وانتخابات مبكره .. ولم يقدم هذا الحل اي شيء لما بعد ذلك فلم يضمن اصحاب هذا الشرط ان تلتزم اي حكومه قادمة بأعادة الامن والامان بل ان بعضهم وضع حل الجيش من اولويات الحل ، وطبعا مثل هذه الشروط لا يقبلها عاقل ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع ، فإنهاء وجود سلطة الدوله في مكان بالعالم هو قرار بإعدام شعب تلك الدولة وتدمير كل مقدراته وبالتأكيد من سيأتي من الخارج (( من المعارضة )) سيكون دوره في اطار التدمير واذا ما صرخت الناس في وجهه سيقول ان ما يحدث هو من افعال النظام السابق ولا نستغرب ان تستمر الاحداث الدموية بعد ذلك ويدير العالم ظهره ويقول هم لا يريدون الحل . وهذا الواقع رأيناه ي العراق وفي ليبيا ومن قبلهما افغانستان التي شارك العالم بتدميرها واليوم نجد شعبها يواجه مصيره منفردا . ولكن في الموضوع السوري الأمر مختل كليا ، فتجربة ما يقارب خمس سنوات من الحرب والحصار على هذا العب اثبتت انه شعب مقاوم واستطاع ان يثبت السوريون انهم يقفون بقوه خلف جيشهم ومجاهدي المقاومة وتحرير المدن من العصابات الارهابية يقابل من سكان هذه المدن بالترحاب والرضى ، وهذا بحد ذاته انتصار للسوريين فمحاربة مائة وعشرين دولة ومليارات الدولارات واطنان السلاح والاف المرتزقة من ثمانين جنسية ليس بالامر البسيط ، ويحسب هذا الانجاز للحكومة السورية وصبرها وتحملها للضغوط الدولية والعسكرية والاقتصادية . وهذا يقدم لسؤال من الذي يبحث عن مخرج سياسي ي هذه الحرب الظالمة على السوريين ؟؟ للإجابة على هذا السؤال نحتاج لقراءه طويلة ومعمقة في دور خصوم سورية والبداية من الجوار السوري الذي كان ممرا رئيسي للإرهاب . فتركيا التي حلم اردوغانها بعمامة السلطان فتحت ابواب فناديقها لبقايا عصابة الاخوان المسلمين وتفرغت لحمايتهم ودعمهم وتوفير المنابر لهم وتسهيل التحويلات المصرفية القادمة من الخليج وخصوصا قطر والسعودية اللتان تقدر مدفعوتهم من اجل تدمير سورية بعشرات المليارات ، ولكن تركيا العثمانية ا:تشفت بعد خمس سنوات من اشتراكها في هذا العدوان ان جبهتها الداخلية تهتز وان ما بناه حزب العدالة والتنمية من تحصينات انهارت امام الفضائح الكبرى واليوم هناك اصوات في تركيا تريد فهم سبب تدخل حكومة اردوغان في الشأن السوري وتريد معرة الثمن الذي قبضة وهذا ما دفع بحزب العداله والتنمية اي حزب اردوغان واوغلوا الى الدع نحو حل سياسي ي سورية لان كرة النار السورية وصلت الية من خلال خسارة الأغلبية البرلمانية ومهما كانت التصريحات العلنية فما يحدث خل الابواب الموصده هو بحث عن حل سوري وبدون اي شروط . أما الأردن فلم تنفع الاموال التي وعد فيها لتدعيم اقتصاده ودوره اليوم اصبح ضعيف الا اذا اعتبر الاردن الرسمي ان الاستثمار ببعض معسكرات التدريب هو استثمار رابح فغرفة موك لم تسجل اي انجازات ميدانية تذكر وان فلها في قيادة اكثر من ستين فصيل في الجنوب يثبت مدى ضعف هذه الجماعات التي تنفذ اوامرها وطبعا غرفة العمليات هذه لا تقودها الاردن انما هي عضو من اصل خمسة اخرين بما فيهم اسرائيل والولايات المتحده الامريكية . وما يسمى اسرئيل وهنا كما تقول الناس مربط الفرس في القضية فهذا الكيان الغاصب هو حاصد الجوائز من الربيع العربي عموما ومن الاحداث في سورية . لقد تمكنت اسرائيل من دعم جماعة النصره وحولتها الى ذراع عسكري لها ولكن هذه الجماعة المرتزقة ليست بالمستوى الذي يصفها به الاعلام ولم تستطع طوال الفتره الماضية من تحقيق اي اختراق اتجاه العاصمة دمشق وهي اليوم تشكل قلق على الكيان الصهيوني هذا القلق ليس نتيجة خوف من ان يقوم هذا التنظيم بعمليات ضد اسرائيل فهو ابعد من يفكر بهذا ولكن امام الرأي العام الاسرائيلي والدولي اسرائيل اشترت لنفسها تهمة دعم الارهاب والارهابيين . وهذا الدور الصهيوني الذي كان في السر اصبح اليوم علني وستحصد اسرائيل نتائجة فهي كانت تأمل ان يقوم هذا التنظيم بشيء عملي ولكن انهيار هذا التنظيم وانكشافة ورط اسرائيل في الارهاب التكفيري وان كان الارهاب بالاصل من طبيعة تكوين الكيان الصهيوني . واليوم هؤلاء ومن خلفهم الولايات المتحده الامريكية وفرنسا كذلك الممول العربي الذي حمل امواله الى عواصم القرار الغربي ودفعها لتدمير سورية هم الذين يبحثون عن حل سياسي ي سورية – لقد راهن هؤلاء على فك التحال السوري الايراني ولم ينجحوا جربوا الضغط على روسيا من خلال اوكرانيا ومن خلال تخفيض سعر النفط فجاء الرد الروسي وبكل هدوء ليقول لقد ارسلنا ست طائرات عسكرية حديثة للجيش السوري ، اما سياسيا اجابت روسيا رسميا لا شروط مسبقة للحل في سورية والحكومة السورية الحالية هي اصل الحل في الازمة السورية . اما ايران التي انجزت اتفاقها النووي وسارعت على اثر ذلك القنوات المعادية لسورية وشعبها لتقول ايران انجزت الاتفاق مقابل التخلي عن الملف السوري فكان الرد من طهران اكثر الم بعبارة كررها المسؤولون الايرانيون نحن سنبقى ندعم الاشقاء في سورية . ان المستقبل القريب سيهد تغير في المنطقة واهمك هذا التغير ان الجيش السوري ومجاهدي المقاومة هم قوة فاعلة ونافذه على الارض والعبث معهما هو خطأ عسكري وسياسي . وان تحق معادلة السلام في المنطقة لا تمر دون دمشق وبيروت المقاومة .

الملفات