" لن نحارب العرب بجنودنا بعد الآن ، بل سنجعلهم يقتلون بعضهم بعضا ... بهدوء "
من منا لا يذكر هذه العبارة التي تحمل في طياتها ، ما تحمل من الاستخفاف بمصائر الشعوب واستهتار ما بعده استهتار بدماء الناس وأرواحهم .
من منا لا يذكر هذه العبارة التي قالتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون المليئة بالحقد والبغض والكراهية للعرب .. كل العرب بلا استثناء .
وكيف لهيلاري كلنتون ـ وإدارتها الغاشمة ـ أن تجعل العرب يقتلون بعضهم بعضا وهي في قارة والعرب في قارة أخرى ...؟؟
وكيف لها ان تقول ما قالت وهي وزيرة خارجية دولة من الدول العظمى ، لولا انها كانت تعني ما تقول ، ولولا انها قد هيأت ـ مع إدارتها الفاسدة ـ الأسباب والأدوات اللازمة لصدقيتها ...!!
نعم لقد هيأت الإدارة الأمريكية واستخباراتها الأسباب والأدوات اللازمة لذلك .... وحاكت مؤامرة مع أبالسة الأرض في قطر وشياطين جهنم في السعودية وجلاوزة الجحيم في تركيا لتدمير وتخريب الوطن العربي وتقويض بنيانه وتشريد أبنائه وزجهم في أتون الطائفية والأثنية والمذهبية التي ستقوده إلى التمزق والتشتت والضياع
نعم .... هذا ما أرادته امريكا مع حلفائها لهذا الوطن ...!!!
ولاعتب .. فالولايات المتحدة الأمريكية كانت ومازالت تبني حضارتها وتقدمها فوق جثث الأبرياء ، ابتداء من الهنود الحمر الذين سلبتهم الأرض والتاريخ والمصير ، بعد أن ارتكبت بحقهم مجازر يندى لها جبين الإنسانية ، ويخجل من ذكرها من يحمل بين جنبيه ضميرا إنسانيا حيا ، وانتهاء بما تمارسه في وقتنا الحاضر من حروب طاحنة ، وتدخل عسكري همجي سافر في هذا البلد أو ذاك بعد أن تقوم بإثارة الفتن والأحقاد بين أبناء الشعب الواحد .
لذا لا غرابة أن يصفها الجنرال " شارل ديغول " عشية إنسحاب فرنسا من الجناح العسكري لحلف الناتو في ستينيات القرن الماضي :
إن عداوة امريكا مشكلة كبيرة ...
وصداقتها !!! مشكلة أكبر
لأنهم لا يعرفون الصداقة بل التبعية فحسب
هذه هي امريكا بعنجهيتها واستبدادها وطغيانها .. وهؤلاء هم السياسيون الذين يصيغون سياستها الداخلية والخارجية في البيت " الأسود الأمريكي "
سياسيون ديدنهم الكذب والافتراء وافتعال الفتن وحياكة المؤامرات ...
سياسيون أتقنوا فن النفاق السياسي والعهر السياسي حتى وصلوا إلى الذروة .
سياسيون لا تعرف قلوبهم الرحمة .
سياسيون ألقوا القيم الإنسانية النبيلة في سلة المهملات ، غير مبالين أو مكترثين بما يجرونه على شعوب العالم من ويلات ودمار ، وكيف يتسنى لهم أن يفكروا بالقيم الإنسانية وقد فعلوا ما فعلوا بهيروشيما وناغازاكي وفيتنام وأفغانستان والعراق .
فبعد كل الذي فعلوه في العراق من تدمير وخراب ووحشية وعنف يقف وزير الدفاع الأمريكي هيغل أمام الكونغرس وبكل صفاقة يصرح : " لا لوم على الولايات المتحدة في ما يحدث في العراق حاليا "
والغريب في الأمر أنهم يدعون بأنهم رسل الحضارة والتقدم والديموقراطية في العالم .. فعن أي حضارة يتحدثون وقد ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الانسانية .. وعن أي تقدم يتحدثون وهم يطورون أفتك الأسلحة وكل ذلك كرمى لعيون ربيبتها المدللة إسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية ، وعن أي ديموقراطية يتحدثون ولم يتركوا شعوب الأرض يصوغون أقدارهم ومصائرهم بأنفسهم ,
إنها سياسة التضليل والافتراء والكذب التي لا تدوم
وحسبنا أن نتذكر قول الشاعر :
لكل شيء إذا ما تم نقـــصان فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول من ســــره زمن ساءته ازمان.
* عضو اتحاد الكتاب العرب