2025-06-17 06:31 م

داعش بنكهة مرتزقة "ثاكسين شيناواترا

2015-09-05
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان*
البريطاني والأمريكي(ومن خلفهما الصهيوني)مارسوا كافة وضعيات(الكاما سوترا)السياسية مع البعض العربي، والأخير سهّل لهم ووفّر المخادع بين حريمه، فأنتجوا جميعاً لنا عصابة القاعدة وأخواتها، وعصابة داعش وأخواتها كفيروس متقدم تقنيّاً، للتأسيس لحالة متقدمة من الفاشية الدينية السائدة في المنطقة الشرق الأوسطية، بفعل الحدث السياسي السوري وعقابيله بالمعنى الرأسي والعرضي. والبريطاني والأمريكي( ومن خلفهما الصهيوني)يدركون الفرق بين فقه البادية وفقه الساحل، كما يعلمون أنّه ثمة مسافات وفجوات عميقه بفعلنا(نحن العرب)، وثمة تواطىء جهنمي عميق بين الأنظمة البالية والأيديولوجيات البالية كذلك، أنظمة تعود الى القرون الوسطى، حوّلت فقه البادية الى ماكينات لختن أدمغتنا وغسلها لنصبح كزومبيات مبرمجه تسبّح بحمد راعي البقر الأمريكي وزميله البريطاني(ومن خلفهما الصهيوني). هناك مايسمى بالكائنات المعدّلة وراثيّاً، وهي كائنات تمّ تغيير جيناتها بالطرق البيوتكنولوجية الحديثة، حيث تنقل جينات منتقاة من جسم معين إلى جسم آخر من النوع نفسه، أو من وإلى أجسام من أنواع مختلفة، وهذا كله من أجل تطوير صفات مفيدة أومطلوبة. وعلى اعتبار أنّ الافكار هي كائنات حية يصيبها ما يصيب كل كائن حي، تفطّنت المصفوفة الاستعمارية إلى القيام بالتعديل الوراثي لأفكار كثيرة، إمّا لتطويرها، أو للقضاء عليها من الداخل. فلقد عملت المصفوفة الاستعمارية على الدين الاسلامي بتعديله وراثياً وانتاج ديناً جديداً أو مذهبيةً جديدةً، كما فعلت من قبل مع المسيحية أو اليهودية وكل الديانات السماوية، وهذا التعديل هو ما نسميه بتحريف الاديان، فاستنسخت لنا الوهابيّة وغيرها من منتجات الأسلام السياسي، واستثمرت هذه المصفوفة بفكر ابن تيمية كثيراً. وظنّ الكثيرون من أبنائنا وعلى مدار أكثر من قرنين، أنّ ما يرونه هو الاسلام الحقيقي(إسلام محمد عليه الصلاة والسلام)، بينما في الحقيقة لم يكن إلاّ الاسلام المعدّل وراثياً في مخابر المصفوفة الاستعمارية، عن طريق انتقاء جينات كل صراعات التاريخ ونفايات التراث من تقتيل وتذبيح، وكل ما يمكن ولايمكن أن تتخيله، فنتج ما نراه اليوم من مسوخ دينية يحسبها الظمآن ماءً تروي عطشه، فإذا هي عذاب لارحمة فيه. ولأنّ مخابر المصفوفة الاستعمارية لا تكل ولا تمل، فلقد استطاعت بفضل التعديلات الوراثية من انتاج إسلام عصابة داعش، وهو في واقع الأمر ليس إلاّ كائناً متوحشاً من المادة الجينية، لفكر الاسلام السياسي المتمثل في:الوهابيّة وملحقاتها وزميلاتها الأخريات كمنتجات أنجليزية أمريكية صهيونية. فإلى كلّ الذين يحاربون عصابة داعش على أنّها مخلوق متوحش شرير يجب إزالته، ليس عليهم إلاّ أن يعرفوا، أنّ هذا المخلوق لم يكن ليوجد إلا من خلال موروثات الاسلام السياسي، و لن يكون داعش آخر منتوجاتها، بل ربما ليس إلاّ بداية لهندسة وراثية خبيثة ستنتج ما لم يخطر على قلب بشر، من شياطين تلبس لباس الاسلام السياسي. وكما يمكن أن تسبّب الكائنات المعدّلة وراثياً في: السرطان، أو إفراز مواد سامة، أو مواد تسبّب حساسية لدى الإنسان، أو أمراض لا يعلمها إلاّ الله، تسبّب الاسلام المعدّل وراثياً، في سرطان تقسيم الوطن، ونقص المناعة الوطنية المكتسبة، وتدمير الدول، وتشويه صورة الاسلام المحمديّ المتنور، الذي قال عن نفسه عليه الصلاة والسلام: إنما أنا رحمة مهداة. فعندما تتشابك بعض أجهزة الاستخبارات الدولية وبعض الإقليمية معلوماتيّاً على شكل شبكات العنكبوت بناءً باتساق وتساوق، في جلسات عصف ذهني جماعي استخباري متبادل، إزاء إنتاج "بويضة" ناضجة ومستعدة للتخصيب، لأستلاد متتاليات هندسية لحروب عسكرية وعمليات مخابراتية سريّة، تصاحبها حرب نفسية لجهة ما يجري في سورية وجلّ منطقتنا العربية، تكون بروباغندا الحيوانات المنويّة المشوّهة أداتها في التخصيب، عندّها وعندّها فقط نتاج ثمرة هذا التلاقح الأستخباري:- تكون المزيد ممن هم على شاكلة مرتزقة(ثاكسين شيناواترا!)وشراكاتها التاريخية، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات "الإسرائيلي" والغربي من الموساد ووحدة أمان، الى الأستخبارات السريّة الأسترالية ASIS، والأدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي DGSE، والى حد ما مع المخابرات الفيدرالية الألمانية BND، وبعض العربي الأستخباري المرتهن المرتجف. ففي تلك الحفلة الأستخبارية لتبادل المعلومات وتحليلها وفبركة بعضها عبر التناكح باطلاقه، وفي ظلّ مشهد سوري سريالي بعمق لبعض الجغرافيا السورية والتي تضج بالدم والنار وقطع الرؤوس وجزّ الرقاب، يجلس الغربي وبعض المتأمريكين من بعض عرب وغرب في حاناتهم مطمئنين راغدين، موسيقى هادئة تزيد من قريحة شربهم، تصاحبها أغنية مفعمه بالهدوء لفرانك سيناترا وأقداح من الويسكي المعتّق، كفيل باتمام طقوس السعادة لراعي البقر الأمريكي ورفاقه، بعد أن أنجزوا الكثير الكثير في سورية والمنطقة، وآخرها شرارة الفتنة في السويداء مساء 4 9 2015م، والتي قادت الى اغتيال شيخنا بلعوس الجربوع(رحمه الله ورحم كل شهداء أمّنا سورية)ونقول لأدوات هذه الفاشية الدينية في المنطقة ولمشغلّيهم: أنّ جبل العرب لكل العرب، ولن يكون الاّ وفيّاً لماضيه وللثورة السورية الكبرى، التي خلعت المستعمر الفرنسي من جذوره، وكما نذكّر الأنجلوسكسوني بعملية القنيطرة في مزارع الأمل في بدايات هذا العام، حيث ايران باتت على حدود طفلكم المسخ المدلّل"اسرائيل". وفعلاً كما الضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، هي كذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ونظيرتها الأم أي سكس البريطانية، خاصة بعد اعادة هندرة الأولى وهيكلة الثانية، فكلا الوكالتين بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا) كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد وقولبته توليفاً وتوظيفاً، وبصورة غير مباشرة وتحت عنوان مفاوضات خمسه زائد واحد(جنيف ايران النووي)، والذي أنتج الأتفاق النووي الأخير، حيث ينتظر التسييل التشريعي في كلا أروقة المؤسستين التشريعيتين في واشنطن وطهران، وكما تعمل كلا الوكالتين الأستخباريتين على شيطنة حزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة)ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني وبعض الدواخل العربية من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية "بروبوغنديّة"مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات لمستويات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من دول جواره العربي وغير العربي، في استهداف الدولة الوطنية السورية وموردها البشري. والولايات المتحدة الأمريكية عسكريّاً ومخابراتيّاً واقتصاديّاً لم تغادر العراق الذي احتلته لكي تعود اليه من جديد أصلاً، فهي تملك أكبر سفارة في الشرق الأوسط والعالم فيه، ولها قواعد عسكرية ذات حواضن في الجغرافيا والديمغرافيا العراقية، وهي عملت على هندرة وجودها الشامل فيه عبر الأتفاقية الأمنية الموقعة في العام 2008 م. أمريكا صنعت الأرهاب وأحياناً تحاربه تكتيكيّاً وأحياناً كثيرة تتحالف معه وتوظفه وتولفه خدمةً لمصالحها ورؤيتها، صنعت القاعدة بالتعاون مع السعودية في أفغانستان وفيما بعد حاربتها ثم تحالفت معها وما زالت في الحدث السوري، وصنعت داعش وأحسنت وتحسن توظيفه في الداخل العراقي وبالتنسيق والتعاون مع الأستخبارات السعودية والقطرية والتركية، انطلاقاً من استغلال الساحة العراقية للضغط ومزيد من الضغط على ايران لتقديم تنازلات في موضوعة الدور القادم لطهران في بؤر النزاع الساخنه في المنطقة، ثم لأستخدامه لاحقاً لأستنزاف ايران نفسها عسكريّاً، وكذلك لأضعاف تركيا لاحقاً. والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة التنميه والعدالة، لأستهداف الدولة الوطنية السورية، وقبل بداية الحدث السوري بعام، أن ايران وواشنطن ونتيجة للقاء غير معلن وضعت الدولة الوطنية الأيرانية ما في جعبتها من معلومات استخبارية على طاولة اللقاء مع واشنطن، وعلى أثر ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بارسال وفد أمني عالي المستوى معه مسؤولين من الأف بي أي الى تركيا، وطلبت واشنطن من أنقرة وقف التنسيق مع جبهة النصرة وداعش، فقامت تركيا في حينه بوضعهما على قوائم الأرهاب الأممي والأقليمي وقبيل الطلب من داعش في تحركاتها السريالية في المنطقة. وهنا نتساءل التالي: لماذا أينما وجد النفوذ الأمريكي ونفوذ حلفائه الغربيين وجدت القاعدة ومشتقاتها وجلّ الزومبيات الإرهابية؟ من الذي جعل القاعدة وداعش وعائلتيهما في سورية والعراق أخطر وأعمق اللاعبين في المنطقة؟ من المنتج والأب الروحي لهما؟ لماذا تقدّم العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي المجهود الحربي والمجهود الأستخباري كدعم لمحاربة القاعدة وداعش في العراق ولا تقدمها للدولة الوطنية السورية؟ ولماذا تفتح خزائن السلاح الأمريكي للعراق في محاربته للقاعدة وداعش ولا تفتح لدمشق الرسمية، والأخيرة تحارب ذات الجذور القاعديّة الإرهابية المدخلة؟ ولماذا تقدّم صور الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية للعراق، كنوع مساند للدعم اللوجستي لأماكن تواجد القاعدة وداعش وجلّ زومبيات تلك العائلة الإرهابية، ولا تقدّم لسورية الرسمية، بالرغم من أنّ الأخيرة تحارب ومنذ من أربع سنوات وأزيد جذور القاعدة وما تفرّع ويتفرّع عنها؟ لماذا يدفع وبقوّة وعبر نعومة بالدفع بتمنهج، مجتمع المخابرات الأمريكي داعش والزومبيات الأخرى بالتوجه إلى الشمال اللبناني تحديداً الآن وبعض المخيمات الفلسطينية وكذلك نقل داعش الى الداخل الأردني عبر ما يجري في العراق، ولا يثير أي تساؤل ذلك الدفع(لدى الجانب الأردني)على الأقل كما يظهر لنا؟. هل صارت طرابلس لبنان حواضن اجتماعية لتلك الزومبيات الإرهابية حيث لا سلطة قانون فيها وتعاني من عنف؟ وهل هي كذلك مخيمات اللجوء الفلسطيني في الشتات غدت حواضن للقاعدة ومشتقاتها؟ هل يدفع ذات المجتمع الأستخباري الأمريكي داعش وإخوانه والقاعدة وأبناء عمومتها بالتوجه والتغلغل في الداخل الأردني، وعبر تنشيط بعض الحواضن الجاهزة لاستقبال القاعدة وزومبياتها لخلق المشاكل واللعب بورقة الديمغرافيا السكّانية، مع بدء محاولات جديدة وجادة لأنطلاق مفاوضات التقريب على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي كجزئية مهمة من جلّ الصراع العربي الإسرائيلي، وتمّ اختزال الأخير فيه كمسار ثنائي ومسألة ثانوية بحته تحل فقط بين رام الله وتل أبيب؟ أيضاً لماذا تعاونت واشنطن مع النظام السوري في موضوعة تفكيك السلاح الكيميائي، وترفض التعاون مع ذات الحكومة والنظام في موضوعة مكافحة الأرهاب، الذي صنعوه وأدخلوه نفسهم الأمريكان الى الداخل السوري عبر دول جوار الأخير؟ الموقف الأمريكي في ظاهره مرتبك ومتناقض بشكل واضح وصريح وعميق، وحسب منطق البيت الأبيض الأعوج والمعوّج أنّ القاعدة وزومبياتها من داعش وغيره خطر كبير في العراق يجب إسقاطه، بينما في سورية الخطر ليس القاعدة وزومبياتها والدواعش، بل النظام الحاكم والحكومة والنسق السياسي، فأيّة صفاقة ووقاحة أمريكية هذه؟! لا بل تبلورت تلك الصفاقة والوقاحة للولايات المتحدة الأمريكية في أنّها تسلح الطرفين في العراق القاعدة ومشتقاتها وداعش ومشتقاته وكذلك الحكومة. من الزاوية الأمريكية الصرفة، مسألة تسليح القاعدة وجلّ أفراد عائلتها من جهة والحكومة وجيشها من جهة أخرى في العراق لا يعتبر تناقض ؟! بل هو وكما أسلفنا صفاقة وبمثابة هبة حقيرة لصناعة الأسلحة الأمريكية وعبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي. فالبنتاغون والسي أي إيه ووكالة الأمن القومي الأمريكي يضعون تصوراتهم على الورق بعد تلقيهم التعليمات من إدارة المجمّع الصناعي الحربي، حيث تعليمات الأخير من البلدربيرغ وقلبه المعتم(جمعية الجمجمة والعظمتين)، ثم ينفذونها على أرض الميدان وعبر أدواتهم المحلية والإقليمية فيخلقون مشكلة إرهابية، ثم يقومون وعبر الكونغرس بتشريع تشريعات تسمح للحكومة الأمريكية بتزويد السلاح لكل الأطراف المتصارعة، للتعامل مع ذلك المشكل الإرهابي وهذا يعني الربح السريع وبدون خسارة. ولأنّ القاعدة وزومبياتها وداعش ودواعشه الأخرى(عائلة الأطفال الأمريكية المدللة)، والأخيرة تخدم كإطار أيديولوجي متلون متحوّل كالحرباه، ومستعد للتدخل الأمريكي الإمبريالي في الشرق الأوسط وما وراء الشرق الأوسط، وقد مرّت وتمر تلك العائلة الإرهابية الأمريكية بعمليات استنباط وتحولات كثيرة، مع تغيرات مخادعة وماكرة إن لجهة الاسم وان لجهة الطريقة، وهي في الحقيقة صنيعة واشنطن وبعض مشيخاتها العربية، وتتقلّب بين كونها عدواً لما هو ملائم لمصالح البلدربيرغ وقلبه المعتم(جمعية الجمجمة والعظمتين) في بعض الدول، ووكيلاً لا يرحم لذات البلدربيرغ وقلبه المعتم في دول أخرى، من أجل القيام بتفجير الأنسقة السياسية القائمة من الداخل( سورية مثال)، ليصار لتغييرها والتي لا تتلائم مع مصالح محور واشنطن –تل أبيب ومن ارتبط به من بعض العربان والعرب. ولأنّ مشروع الطاقة الأمريكي الضخم( ترياق البلدربيرغ الأمريكي وقلبه المعتم جمعية الجمجمة والعظمتين) على سواحل سورية ولبنان وفلسطين المحتلة، قد اعتراه وأعاقه صمود الدولة الوطنية السورية وتماسك جيشها العربي العقائدي وتماسك القطاع العام السوري، كل ذلك بإسناد روسي كبير مدعوماً بإسناد صيني نوعي وعميق أيضاً ولكن بنعومة، وإسناد إيراني استراتيجي، فانّ الولايات المتحدة الأمريكية أصابها التكويع السياسي وعلاقاته بالطاقة وعجلة الاقتصاد، فانّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي بدأت (تتكوكب) من جديد، حول القاعدة ومشتقاتها وداعش ودواعشه وتدفع بعائلتها الإرهابية هذه نحو لبنان والأردن وفلسطين المحتلة، وحتّى إزاء " إسرائيل " نفسها والتي غدت عبء على جنين الحكومة الأممية( البلدربيرغ)، ليصار لمحاولة اعادة إنتاج الأخيرة من جديد، وهذا ما تمّ وحدث عبر الأنتخابات المبكرة الأخيرة في هذا الكيان الصهيوني المسخ(نتنياهو نجح بامتياز بها)وتم هندسة منظومة حكم جديدة في " إسرائيل"، لذلك تسارع دائماً بعض وسائل الميديا الأسرائيلية الصهيونية للقول: أنّ ما يجري في العراق سينتقل الى الأردن وهذا يؤكد وجهة نظر حكومة دولة "اسرائيل" على اصرارها على التواجد العسكري في غور الأردن. والسؤال المتعدد المعاني هنا هو: هل حكومة يمين اليمين في اسرائيل الصهيونية، ستعرقل وصول ترياق الغاز والنفط الطبيعيين للقلب المعتم(جمعية الجمجمه والعظمتين) للبلدربيرغ الأمريكي( جنين الحكومة الدولية)رغم أنّها جزء من ذات المحفل، ولحين نضوج الظرف الدولي والإقليمي للحل في المسألة السورية والمسألة الفلسطينية، وإنجاح الفوضى الخلاّقة على الساحة الأردنية عبر الولايات المتحدة الأمريكية مخرجات تنفذ على الأرض لساحات أخرى؟!. والمفارقة إنّ كل شيء يتم تحت عباءة جون كيري وادارته الخرقاء ومساعي إحلال ما يسمّى بالسلام، الذي صار شبه مستحيل بوجود انحياز أميركي سافر "لإسرائيل"، ومع عودة لحكومة يمينية متطرفة حكومة بنيامين نتنياهو، تشي باستحالة وجود شريك إسرائيلي حقيقي قد نقبل به لحين على مضض وعلى غير إرادتنا!. وصحيح أنّه لا أصدقاء دائمين ولا حلفاء للأبد وانّما مصالح ومصالح فقط في العلاقات بين الدول والساحات السياسية، وهذا مسار ومؤشّر يشي أنّ السياسة كمفهوم وطريقة حياة وعيش هي مثل (الشلوخا)، فما يجري في المنطقة العربية والشرق الأوسط وفي أوكرانيا، هو نتاجات ثمار السياسة الخارجية الأمريكية، ومحركات الأخيرة(أي السياسة الأمريكية)منظومات بلا أخلاق ولا احترام لقواعد القانون الدولي وبدون إبداعات، أنّها سياسة قائمة ضمن حزمة تكتيكات ما يعرف باسم سلاح الصدمة والترويعSHOCK AND AWE والذي يعرّفه الإستراتيجيون العسكريون والخبراء، على أنّه سلاح يعتمد على الاستخدام المفرط للقوّة بهدف شل قدرات الخصم على إدراك ما يحصل في ساحة المعركة بقصد هزيمته، وهذا ما شبّت عليه دواعش الماما الأمريكية البلدربيرغيّة . إنّ منطق حركة الواقع، تقر بأنّ الفصل بين البروباعندا والحقائق، في مسألة محددة يشكل تحديّاً صعباً، ففي سورية الآن حرب بالوكالة(وليس حرباً أهلية)عبر طرف دولي ثالث( أمريكي، بريطاني، فرنسي، وآخرين كثر)يتشارك ووكلاء، مع بعض محلي سوري وبعض عربي مرتهن وبعض تركي مخدوع وموهوم. القوى الحيّة العربية والغربية والإسلامية، تعي خطر ما يسمّى"بالمجتمع الدولي"على سورية الحضارة والنسق السياسي والدور وعلى ديكتاتورية الجغرافيا السورية، خطر هذا "المجتمع الدولي"المأفون تقوده وول ستريت ولندن وفرنسا وبالتشارك مع حزب العدالة والتنمية في تركيا، والذي يتآمر لإسقاط سورية كخطوة على طريق زعزعة استقرار وانهيار ما تبقى من بلدان ذات سيادة، وأدواته للقيام بذلك فهي البروباغندا والإرهاب: وهما وسيلتان يتوقع أن ترتفع وتيرة استخدامهما، فالغرب ومعه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لن يتراجع قيد أنمله عن سلّة أهدافه، لقد خلق متتاليات هندسية من الأحداث لزعزعة الاستقرار, يرجى منها أن تمتد إلى أبعد من حدود الشرق الأوسط، لتشمل آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، إلى أن تصل إلى موسكو و بكين، والدولتين الأخيرتين تدركان حقيقة ذلك. المراقب لمسار السياقات والإحداثيات الدولية إزاء ما يجري في سورية، لا يمكنه إلاّ أن يعتبر هذا، إلا دليل إضافي على حملة الكذب والبروباغندا، التي تقودها وزارتا الخارجية الأميركية والبريطانية مسنودة بالفرنسية, ووسائل الإعلام الغربية والخليجية، بهدف "شيطنة" الحكومة السورية وحلفائها في العالم، وبما يناقض الحقائق على الأرض. ويضاف إلى سيل البروباغندا، محاولات منظمتي العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش(الممولتان من قبل جورج سوريس، المضارب المالي المدان) لاتهام القوات السورية بالقيام "بانتهاكات"، مستندتين فقط إلى روايات شهود ينتمون إلى المعارضة، كما حاولت الأمم المتحدة أيضاً اتهام القوات السورية باستخدام الأطفال كدروع بشرية، ومجدداً وبالرغم من امتلاكها ل300 مراقب على الأرض في سوريا، فإن تقرير الأمم المتحدة استند فقط إلى روايات شهود من المعارضة، مما يذكر بتقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للعام 2011م الذي كتبته كارن كونينغ أبوزيد، والذي اعتمد على أقاويل المعارضة السورية في جنيف وليس في دمشق. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن أبوزيد هي عضو في مجلس سياسات الشرق الأوسط في واشنطن، الذي يضم مجموعة من الأعضاء السابقين والحاليين، في شركة اكسون النفطية الأميركية، وفي الجيش الأميركي، ووكالة الاستخبارات الأميركية، وشركة بن لادن السعودية، والمجلس الأميركي القطري للأعمال، بالإضافة إلى أعضاء حاليين و سابقين في الحكومة الأميركية، فإن ذلك يمثل تضارباً واضحاً في المصالح، و ينزل بمصداقية تقرير الأمم المتحدة الذي أعدته إلى الحضيض. وبالرغم من ذلك، يستمر الغرب في سعيه لتسليح المعارضة المتطرفة دينياً من جبهة النصرة وأخواتها في الداخل السوري، وتسليح بقايا ما يسمّى "الجيش السوري الحر" ولوائه لواء اليرموك، ويشير تقرير نشرته الواشنطن بوست بعنوان "الثوار السوريون يتلقون السلاح بمال خليجي، وتنسيق أميركي"، إلى أن المجموعات الإرهابية باتت تتلقى المال والسلاح والدعم اللوجستي، من قبل الولايات المتحدة والسعودية والأمارات وقطر ودول الخليج الأخرى. يركز الإعلام الغربي وبعض العربي المتصهين حالياً، على تصوير العنف الدائر في سوريا على أنه حرب أهلية، بالرغم من أن القسم الأكبر من تمويل وسلاح وحتى مقاتلي المعارضة المسلحة هو خارجي، فالمقاتلون المتطرفون قدموا من ليبيا ومن لبنان ومن تركيا لاحقاً، وفق مخطط أعد منذ العام 2007م, وتحدث عنه سايمور هيرش في النيويوركر في مقال بعنوان "إعادة التوجيه". منذ البداية, قام الغرب بتخريب خطة كوفي أنان للسلام في سورية، بينما حاولت دمشق جاهدةً تنفيذها قدر المستطاع, ومعها روسيا والصين وإيران ودول أخرى في أميركا الجنوبية، وصار واضحاً للعيان وجلياً، أن الغرب وبعض العرب استخدم وقف إطلاق النار، كوسيلة للإساءة للحكومة السورية، في الوقت الذي يقوم فيه بإعادة تجميع وتسليح ونشر قواته الوكيلة في المنطقة، وعبر الميليشيات المسلحة المنتشرة في سورية، وإعادة توجيهها لتعيد تكتيكات مرتزقة "ثاكسين" لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومجتمع المخابرات الإسرائيلي وبعض المخابرات العربية المرتهنة للغربي ! كيف ذلك؟ هذه الطبيعة القاسية الإجرامية لما يسمى بالتحركات المؤيدة للديمقراطية، زرعت الفوضى من تونس إلى تايلاند ويحضّر لها الآن ان تكون في مصر بعهد الرئيس السيسي، و بالطبع في سورية تجري وبقوّة وضمناً، و تكشف عن فساد النخبة العالمية و وكلائها من وخلف القشرة الواهنة لأغنيات الثورة المتحدثة عن الغد، توجد آلية قتل جبانة لا ترحم مستعدة لالتهام أشد مؤيديها، تماما مثل استعدادها لتصفية أعدائها، وما وصف لم يطبق باستمرار في تايلاند فحسب، بل أيضا عبر شمال إفريقيا و الشرق الأوسط وكذلك في المحاولات القادمة للإطاحة بحكم مادورو خليفة شافيز في فنزويلا. تدخل جبهة النصرة وأخواتها، وداعش ومشتقاته، وبقايا ما يسمّى بالجيش الحر، وبشكل منتظم في مواجهات مسلحة مع جنود الحكومة السورية، و اليوم أكثر من أي وقت مضى هذه الجماعات مجهزة بشكل أفضل بتجهيزات اتصال و أسلحة و نقود و دعم لوجيستي من الغرب و دول الخليج، و تماما مثلما كان رجال ثاكسين المسلحون قادرين على جر الجنود التايلانديين إلى صراع، يستخدم كغطاء لارتكاب أعمال وحشية مصنعة لاستخدامها كبروبوغندا ضد الحكومة التايلاندية، تقوم الميليشيات في سورية بوضوح بتطبيق التكتيكات نفسها.    
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
mohd_ahamd2003@yahoo.com