بقلم: مريم الحسن
بعد أربع سنوات و نصف على الفاجعة قولوا لنا ماذا جنت أياديكم
و أين الثورة التي أرهقت أسماعنا بالصراخ على نظام
قالت حينها أنه فاسق و أنه من يقمع الأحلام
و أنه من يسوس شعبه كما الأغنام
و أنه من يغتال أمانكم بالأمن و يعاديكم
إلى أين هاجرت حريّتكم
و بأي الموانئ رست ثورتكم
أحرقتكم وطناً أعزكم في كل مرة اختبركم الزمان فيها أو جافاه
و لم يبخل بأمانه على مظلومٍ التجأ اليه يوماً من عِداه
و دمرتم دياراً كانت للأمس تأويكم
و كانت للأمس تطعمكم
و كانت للأمس عن تسوّل الأمان من أعداء الحرية
يا من تطالبون بالحرية تغنيكم
حاربتم القانون بالفوضى رغم أن القانون لبّى مطالبكم
بسرعةٍ لم يتوقعها مضللكم
و لا من موّلوا ثورتكم
و لا من دعموا فوضتكم
و لا من قادوكم إلى خراب القلعة التي كانت بصخور حماها تصد عنكم و تحميكم
لما هاجرتم
و لما قاتلتم
و لما في الأصل
عن وطن الشموخ بهذه السرعة تنازلتم
لما حاربتم الأمان فيه
و استجلبتم الوحوش لتُفسد فيه
و تشردتم في بلاد الأرض كما القطعان
بلا راعٍ بلا عنوان
بلا عنفوان
بلا صولجان
بعدما كنتم في ديار العز ملوك الأرض
متوجون بكرامة
أجلسكم على عرشها جمال أمجاد ماضيكم
إستهواكم ركوب الجهل فنحرتم العقل و ركبتموه
يا بئس المطية التي أضاعت لكم أمانيكم
أستهواكم فجور الكذب فرجمتم الحقيقة و اتبعتموه
يا بئس الدرب الذي سلكته ذاك اليوم خطاويكم
إستهوتكم صرخات الثوار
فكفرتكم بكل سِيَر الأحرار
و حملتم شعارهم بالمقلوب
فبئس الثورة التي لم تفهم من الصراخ غير النهيق
و لم تمتهن غير النباح و غير النعيق
و لم تحترف غير القتل و الكذب و التلفيق
و يا بئس السِير التي ستقصها على ابنائكم في غدِها ندامة سطور دواوينكم
ويح العقل الذي لا يفقه
و ويح الوعي الذي لم ينبه
إلى أن الثورة ممانعة
وإلى أن الثورة مقاومة
و إلى أن الثورة...دولة
ثارت على طغيان الإستبداد
و على كل من احترفوا قهر العباد
و لم تترك صولة و لا جولة
إلا و قارعتهم فيها
لتنتصر لكم و تصون إرثكم
و تحفظ لكم شروق شمس تواريخكم
ها أنتم اليوم تركبون بعد مجاهل الثورة غياهب البحر
فإلى أي المصائر ستقودكم هذه المرة خطاويكم
ماذا تنتظرون من لجوء ظاهره رحمة و باطنه قهر
غير المذلة و انكسار الظهر
و هروب من موت إلى موت يُغرق صغاركم و يبتلع أحلامكم
و على شطآن ذلّكم للغريب
و على رمال دموعكم و النحيب
سيلفظكم و يرميكم
عودوا إلى وطنكم و ابقوا فيه
فإن الوطن باقٍ عليكم و يناديكم
التجؤا إلى حضنه و ليس إلى أحضان أعاديه
فخارج الوطن لن تجدوا تراباً يحنّ عليكم
و لا حماة ديارٍ
أرواحهم تعانق الموت لتفديكم
عودوا عن الغباء و لا تمعنوا فيه
فإن أتاكم الندم متأخراً خيراً لكم من أن لا يصلكم أبداً
و الموت دفاعاً عن الوطن
أشرف من موتكم ذلاً خلف الأسوار
و أخلد من غرقكم في أعماق البحار
و أرحم من إختناقكم في شاحنة إنتحار
و أعز لكم من حياة غربة و انكسار
بغير الحسرة على الوطن أبداً لن تلاقيكم.فاجعة العصر...و حريّة غرقت و ابتلعها البحر
2015-09-06