بقلم: محمود الشاعر*
إن قيام العدو الإسرائيلي بعمليته العدوانية مؤخراً على بعض المواقع المدنية في القنيطرة ما هو إلا محاولة واضحة لتصعيد المواقف وإفشال المبادرات الدولية التي تسعى في الآونة الأخيرة إلى إيجاد حل ناجع للأزمة السورية من خلال الحراك السياسي الإيجابي الذي تشهده المنطقة بهذا الخصوص ، وإذا كانت أمريكا تسعى إلى محاربة الإرهاب بشكل جدي وصارم كما تدعي فلماذا تستمر في دعمها العلني وتمويلها للكيان الإرهابي الأكبر وهو الكيان الإسرائيلي الذي كان وما زال يشكل جزءاً هاماً من العدوان الإرهابي الواسع على سورية والذي يظهر دوره جلياً في دعم التنظيمات الإرهابية المتمثلة بجبهة النصرة وداعش وغيرهما ، في محاولة من هذا الكيان الغاصب لعرقلة أي حل سياسي ينقذ السوريين من رحى الحرب التي تشن ضدهم منذ سنوات والتي تصب نتائجها التدميرية في مصلحة العدو الصهيوني بالدرجة الأولى .
إن من يسعى إلى محاربة الإرهاب لا يضع يده بيد السفاح أردوغان الذي يدعم الإرهاب في سورية عبر شحنات الأسلحة والذخيرة التي تصل إلى الإرهابيين في الأراضي السورية بشكل دائم لتحقيق آماله الواهمة في إقامة منطقة عازلة تشكل مأوىً آمناً يلجأ إليها وحش الإرهاب فيكبر ويتمدد ، وتتوسع بذلك الرقعة التي يسيطر عليها الإرهاب بدلاً من تحجيمه والقضاء عليه وهو الأمر الذي تزعم واشنطن أنها ماضية فيه خصوصاً أن أردوغان وهو الإرهابي الأول بامتياز لا هاجس له اليوم سوى الأكراد والذي يسعى لمحاربتهم لأن دماء العنصرية والإجرام تجري في عروقه فهو لا يختلف كثيراً عن أسلافه الذين أبادوا أغلبية الأرمن قبل قرن من الزمن وهو يتمنى في قرارة نفسه أن يفعل الشيء ذاته بالأكراد اليوم .
ترى ألا تدرك أمريكا أن أردوغان بأفكاره المتطرفة وتطلعاته الإجرامية لا يقل خطره عن تنظيم داعش الذي يهدد المنطقة والعالم بأسره !!
لقد أثبتت أمريكا خلال تاريخها الأسود أنها كانت تسعى دائماً إلى تجنيد وتدريب جيوش من المرتزقة حول العالم بصفات وألقاب مختلفة (كالاعتدال ) ( والمطالبة بالحرية ) وغير ذلك بهدف واحد وهو فرض هيمنتها عبر هذه الجيوش المزعومة على مناطق معينة كما فعلت في أفغانستان مثلاً عندما جندت ما يسمى بالمجاهدين لمحاربة الاتحاد السوفييتي وهي اليوم تسلح وتجند مجموعة ممن أسمتهم / معارضة معتدلة / دون أسس واضحة لاعتدالهم المزعوم للوصول إلى غاية واحدة وهي إسقاط الحل السياسي في سورية ، وبالتالي إفشال المساعي الحقيقية للقضاء على الإرهاب فيها .
لقد حان الوقت ليتوقف الحلف الأمريكي عن استعراضاته الكاذبة في محاربة المتطرفين والانتقال إلى عمل جدي تظهر نتائجه الإيجابية على الأرض كما حان الوقت للتوقف عن تقسيم الإرهاب إلى / متطرف ومعتدل / والاستثمار في هذا المجال لأن الإرهاب واحد وأدواته وأهدافه واحدة أياً كانت المسميات التي ينضوي تحتها .
إن السبيل الوحيد الذي يفضي إلى القضاء على داعش والانتصار على المجموعات الإرهابية التكفيرية في سورية هو التنسيق مع الجيش العربي السوري صاحب الانتصارات الحقيقية والساحقة والذي أدهش العالم بإعجازه وإنجازاته العظيمة .* صحفي سوري