2025-06-17 07:14 م

الوثيقة الاستراتيجية الاسرائيلية وبروتوكولاتها الخفية

2015-09-07
بقلم: إيهاب شوقي
كتب مايكل هيرتسوغ، وهو عميد (متقاعد) في "جيش الدفاع الإسرائيلي" وزميل "ميلتون فاين" الدولي في معهد واشنطن، في احدث مقالاته تحليلا للاستراتيجية الجديدة لـ "جيش الدفاع الإسرائيلي" وكيف انها خرجت إلى العلن، واورد هيرتسوغ مابرز بالوثيقة من تغييرات أساسية في المشهد الإستراتيجي الإسرائيلي، واورد منها خمس نقاط هي كالتالي: 1. حلّت جهات فاعلة "على مستوى أصغر من الدول" مسلحة بشكلٍ جيد وتتسم بالتطرف والعنف محل جيوش الدول المجاورة وتشكّل التهديد العسكري الرئيسي لإسرائيل، وتشمل «حزب الله» في لبنان و«حماس» في غزة (هناك عناصر جهادية من غير الدول تتجمع أيضاً على حدود إسرائيل، ولكنها لا تسبب نفس مستوى التهديد في الوقت الحالي). وفي السنوات الخمس عشرة الماضية وحدها، [نجحت] الجهات الفاعلة "على مستوى أصغر من الدول" على الساحتين اللبنانية والفلسطينية في إرغام إسرائيل على الدخول في خمس جولات من الصراع المسلح الكبير. 2. تستطيع هذه الجهات الفاعلة أن تستهدف الآن المراكز السكانية المدنية والمنشآت الاستراتيجية الحيوية الإسرائيلية بقوّة نيران شديدة، مما يمكنها أن تؤثّر على الصمود المجتمعي في البلاد وقدرتها على متابعة بذل مجهود حربي مستمر. ويتزايد حجم هذا التهديد وسرعته ومداه ودقته وحمولته وإمكانية تواصله باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تقوّض القدرات العسكرية المتطورة من قدرة «قوات الدفاع الإسرائيلية» الهجومية في البر والجو والبحر. ويشمل التهديد أيضاً أنشطة جوفية واسعة؛ فخلال "عملية الحافة الواقية" في غزة في العام الماضي، كشفت «قوات الدفاع الإسرائيلية» النقاب عن شبكة واسعة من الأنفاق عبر الحدود كانت «حماس» قد حفرتها لأغراض هجومية. 3. تتّخذ هذه الجهات الفاعلة "على مستوى أصغر من الدول" من المناطق المدنية مسرحاً لعملياتها، في محاولة منها لحرمان إسرائيل من حرية الحركة أو التحرّك أو لتقويض شرعية مجهودها الحربي. ولذا فإن هذا النوع من الحروب يشمل أبعاداً غير عسكرية مثل القضايا القانونية والإنسانية وتلك المتعلقة بوسائل الإعلام. 4. تراجعت المكانة السياسية لإسرائيل في الغرب على مرّ السنين، مما عقّد من الجهود الرامية إلى اكتساب شرعية دولية لازِمة على نحو متزايد لمحاربة العناصر المسلحة في المناطق المدنية. ومن الواضح أنّ السبب الرئيسي لهذا التراجع هو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يزال دون حل، على الرغم من أن الوثيقة لا تؤكد صراحة على هذه النقطة. 5. في الوقت الذي تتزايد فيه التكاليف المحلية للأمن القومي، تتزايد أيضاً الضغوط الرامية إلى الاستثمار بصورة أكثر في الاقتصاد والمجتمع. ثم صال هرتسوغ وجال تحليلا وايرادا لخطط اسرائيل في الاستجابة للتحديات، ونسي ان يقول ان مايخرج للعلن قد يكون التحديات وربما ليس كلها! وربما يخرج ما يراد له ان يوصل رسائل داخلية اسرائيلية وخارجية ايضا. وتناسى هرتسوغ ايضا ان يقول ان استجابة اسرائيل للتحديات وخططها في مواجهتها لا تعلن ايضا او بالأحرى لايعلن منها الا ماهو مسموح له بالاعلان والذي يقع غالبا تحت بند المفروغ منه او المتفق عليه في جميع المدارس العسكرية. اما الخفي من الاعلان والمرصود من تعاطي اسرائيل مع هذه التحديات، فهو ما لم يقترب منه هرتسوغ ولا الوثيقة الاسرائيلية التي صدرت في 13 اغسطس/ اب الفائت والمكونة من 33 صفحة بعنوان "استراتيجية «قوات الدفاع الإسرائيلية»". وهي عبارة عن نسخة أقصر وغير سرية من وثيقة شاملة صُمّمت لتكون الإطار المفاهيمي للخطة الخمسية الجديدة لـ "جيش الدفاع الإسرائيلي" - المعروفة باسم "جدعون" - والتي لم توافق عليها الحكومة بعد. وقبل محاولة اجتهادية لتحليل واستكشاف الخفي نريد فقط ايراد بضعة مقتطفات من خبرية حديثة لعلها تساعد في الاستكشاف: (حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، "6 سبتمبر" من أن إسرائيل لن تسمح بأن يتم "إغراقها" باللاجئين السوريين والأفارقة معلنا البدء ببناء جدار على الحدود مع الأردن. وقال نتانياهو في الاجتماع الأسبوعي لحكومته: "لن نسمح أن يتم إغراق اسرائيل بموجة من المهاجرين غير الشرعيين والناشطين الارهابيين" بعد يوم من دعوة زعيم المعارضة إسحاق هرتزوغ إلى استقبال لاجئين سوريين. وأضاف: "إسرائيل ليست غير مبالية بالمأساة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون السوريون والأفارقة، لكن إسرائيل دولة صغيرة، صغيرة جدا ولا تملك عمقا ديموغرافيا وجغرافيا ولهذا علينا أن نسيطر على حدودنا"، وفقا لـ"فرانس برس". وأعلن نتانياهو أن إسرائيل: "تبدأ اليوم ببناء جدار مع الأردن" وهو رابع جدار تبنيه الدولة العبرية.) تقرير اخر لسكاي نيوز عربية: (تظهر الكثير من المؤشرات أن الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية الكبرى باتت تفضل خيار الحسم العسكري في سوريا، وذلك وفقا لكثير من المراقبين. ويبدو ذلك واضحا بعد الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخيرا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأعرب كيري خلاله عن قلق بلاده من أن زيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا، قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة مع التحالف المناهض لتنظيم داعش، ومضاعفة أعداد اللاجئين السوريين. وكانت تقارير إعلامية أميركية، أشارت إلى أن روسيا تعتزم زيادة وجودها العسكري لدعم الجيش السوري. وذكر مصدر أمني أميركي لوكالة "رويترز" أن هناك علامات على تدخل روسي أوسع في سوريا، يتجاوز الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو حاليا، ويشمل التسليح والتدريب. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أكد أنه مازال من المبكر الحديث عن مشاركة عسكرية روسية في سوريا، مكتفيا بالقول" ندرس عدة خيارات لكن أمر إرسال القوات الروسية ليس مطروحا لغاية الآن". من ناحيته، قال وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن، في مقابلة صحافية، السبت، إنه "يتعين على بريطانيا وأوروبا إيجاد وسيلة لمعالجة الصراع في سوريا، بالإضافة إلى منح اللجوء للفارين بشكل حقيقي من الاضطهاد". وأضاف أوزبورن: "لا بد من مواجهة المشكلة في المنبع، وهي نظام الأسد الشرير، وإرهابيو داعش، ولا يمكن ترك تلك الأزمة تستفحل. علينا أن ننخرط في مواجهة ذلك". وفي نفس السياق جدد البرلمان التركي جدد، أخيرا، التفويض الممنوح للجيش لشن عمليات عسكرية في سوريا والعراق، كما يتيح التفويض السماح للقوات الأجنبية بالتمركز في الأراضي التركية. وفي سياق ذي صلة، كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن باريس تدرس شن غارات جوية تستهدف تنظيم داعش في سوريا، وذكرت أن عددا من العوامل دفعت الفرنسيين لتغيير سياستهم حيال سوريا، وتشمل هذه العوامل التدفق الكبير للاجئين السوريين في أوروبا، وفشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في دفع داعش إلى التراجع، فضلا عن الحديث عن نشر قوات روسية قرب مدينة اللاذقية.) والرابط هنا بين الخبرين وبشكل مباشر هو ان شيئا يتم تحضيره لسوريا وشكلا اخر من الاحداث نحن مقبلون عليه في الايام القليلة القادمة، فبعد ان اصبح مايحدث بمثابة العبث بفعل المقاومة والبسالة التي يتميز بها الجيش العربي السوري وقوام الشعب السوري العروبي المتحضر وتمسكه ببلاده ووحدتها وبفضل اخلاص الاصدقاء وبفضل متانة العلاقات وقيامها على اسس راسخة ومتينة والمقصود هنا هو روسيا وايران وقوى المقاومة الحقيقية المتمثلة والمختصرة في حزب الله وبالتالي لم تفيد المدفوعات اليومية التي تنفق على قوى الارهاب ميدانيا والمرتزقة سياسيا واعلاميا في الوصول لاي مكسب سياسي اللهم الا سقوط مزيد من الضحايا ومزيد من المشردين وهو ما يحدث ايضا في اليمن ليكشف مدى وضاعة المخططين العقلية قبل الاخلاقية! وكما يصل كثير من المراقبين بالتحليل بان الضوء المسلط اخيرا على ازمو اللاجئين وراءه ما ورائه من خطط لتغيير شكل التدخل بسوريا فان التقارير والاخبار تصب في صالح هذا التحليل لان ماتعلمناه ورصدناه وخبرناه..ان الاعلام العالمي هو تابع لمديري العالم ويتعامل مع الرأي العام على انه ليس مكونا من الجماهير فقط بل من الصحفيين والاعلاميين ومديري المواقع والصحف ايضا الذين يرددون ما يمليه ويبرزه هذا الاعلام العولمي..واي شئ يتم ابرازه وتصديره له ما بعده..وهو مايطرح التساؤل بقوة بخصوص ماذا بعد بروزة ازمة اللاجئين السوريين ومأساتهم؟! وبالعودة للخفي من الاستجابة الاسرائيلية للتحديات التي اوردتها وثيقتها فان ما لا ولن تقوله اسرائيل انها تدعم بقوة خطوات داعش والنصرة وسياسيى الاخوان المسلمين وابواق الوهابية السعودية في الداخل والخارج لان كل هذا لايصب في مقاومة اسرائيل او تهديدها وهو ما اكدته الوثيقة من عدم ذكر هؤلاء كتهديدات استراتيجية، وان ما تراه اسرائيل خطرا هو بروز مشكلة لاجئين فقط لاتتحملها تركيبتها الجغرافية والديموغرافية. الامر الاخر هو ان هذه الجهات الفاعلة الاقل من مستوى الدول، وفقا للتعبير الاسرائيلي، لا تملك اسرائيل حلا ناجعا للتعامل معها وافضل لسبل لديها هو استنزافها في حروب اهلية وانهاكها مع قوى الارهاب لشغلها عن العدو الحقيقي وهي الكينونة الوظيفية لجماعات الارهاب والتي حددها الغرب والاعراب ويدعمونها من اجلها. والامر الاخر الذي يعنى به الكيان الصهيوني هو الاعلام والتكييف القانوني والرأي العام وهو ما يفتح ملف فلسفة الثورات الملونة التي عرفت في وسطها العربي بـ"الربيع العربي". الحرب الثالثة مرشح لها ان تبدأ من سوريا..وقد تهيأت الاطراف والمعسكرات وزرع من زرع بغباء في الطائفية وتم تسكين من تم تسكينه بغباء في الثورات الوهمية الملونة وقتل ضمير ووجدان من قتل ضميره ووجدانه تحت تحول الدماء الى عمل يومي روتيني...ستسير الامور لحتمياتها الطبيعية وامة استسلمت وفتحت عقولها الفارغة ليملأها من يملأها تستحق ان تنفجر لعل من شظاياها تتولد امة جديدة تعي حقيقة مقدراتها وامكاناتها.

الملفات