2025-06-17 07:22 م

نصيحة للحفتر : لا تتمسك بالحرب فلن تخرج منها حيا !

2015-09-10
بقلم: رابح بوكريش
إن المرء ليقشعر بدنه من هذه السرعة التي تتطور بها الأزمة الليبية نحو الخطورة البالغة ، والتي يتهور فيها الفرقاء في صورة الإفلاس الذريع . إن اللواء حفتر ظل منذ عدة شهور يردد للجميع أنه يقترب من تحقيق النصر على الإخوان والسلفيين ! وخاصة بعد تدعيم النظام المصري والإماراتي له . والواقع أن هذا الكلام يدخل في إطار الأساليب التي يستعملها حفتر حتى يثبت للعالم أنه الأقوى في الساحة الليبية ! . إن سياسة حفتر في كل هذا تعتمد أولا على كسب الوقت حتى يستطيع في الوقت المناسب أن يتفاوض مع فجر ليبيا ! في الظروف التي تلائمه بالرغم أنه لم يعلن أبدا أنه سيفاوض مع هذا التنظيم . في المقابل تذرك فجر ليبيا أن حفتر يريد إضعافها عسكريا حتى تقبل بشروطه التعسفية !. وأننا لنسأل الى متى يمكن أن تقف سياسة حفتر في وجه إنهاء الصراع المسلح في ليبيا ؟ وهل يمكن أن تصمد الدول المجاورة لليبيا وخاصة تونس والجزائر ومصر أمام تزايد الأخطار في حدودها وخاصة عندما دخلت داعش في الوسط " مع مرور الوقت اتضح أن هذا التنظيم الإرهابي يستغل الخلافات التي تظهر هنا وهناك في الوطن العربي للدخول الى ساحة المعركة " . نحن نعلم أن الوضع في ليبيا مقسم بين تيارين .. اسلامي متطرف يقوده الاسلاميين الذين يدعمهم السودان وقطر وتركيا ،وطرف اخر يقوده قائد الجيش الليبي خليفة حفتر وحلفائه العرب والعجم وسمي عملياته ضد المتطرفين الاسلاميين بعملية الكرامة الليبية . وأننا نعلم ايضا أن معضلة السلاح في ليبيا تؤرّق دول الجوار خاصة مع تصاعد التهديدات الإرهابية من قبل تنظيم داعش الذي بسط سيطرته ونفوذه على عدد من المدن والمناطق المحورية في ليبيا. وبالرغم من أن الجزائر تعمل جاهدة على مراقبة الحدود مع ليبيا من خلال تشديد المراقبة العسكرية وتعزيز تواجد قوات الأمن على طول الحدود مع ليبيا، إلى جانب تنسيق الجهود بين تونس والجزائر لضبط الحدود، بسبب تنامي خطر الأسلحة القادمة من ليبيا إلا أن ذلك لا يكفي بسبب طول الحدود . وخلاصة القول أن مفتاح تسوية القضية الليبية يكمن في حل سياسي وليس عسكري. وهذا ممكن إذا وفقط إذا اتفقت الجزائر وتونس ومصر والسودان على ذلك . وفي هذه الحالة لن يكون الاتفاق بين المتحاربين صعبا .

الملفات