2025-06-17 06:42 م

نتنياهو ونحن!!

2015-09-11
بقلم : عبدالحميد الهمشري
نجح نتنياهو وفشل كل العرب ، وأصبح هو حديث الساعة الذي يبتز العالم بأسره ليحصل على ما يريد ، ويتحدى كافة القرارات الدولية في سبيل إفشال حل الدولتين والتمادي في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وخاصة في القدس الشريف الذي أصبح المسجد الأقصى لا يعار اهتماماً من أي منهم ، بل على العكس تفتح الأرض العربية لدبلوماسييه واقتصادييه وموساده .. أقول لقد صنع نتنياهو لنفسه مجداً وأصبح الرجل القوي الذي يشار إليه بالبنان، حين تعرض للرئيس الأمريكي باراك أوباما وهزأه في كل محفل دولي وحتى في عقر دار رئاسته البيت الأبيض ، فلم يجرؤ أحد على التعرض له هناك لأنه يتحدث بلسان الأيباك "اللوبي الصهيوني " في داخل الولايات المتحدة ، بما صنع جعل أوباما يبحث عن أصوات تعطيه الحصانة لمنع التصويت على الإتفاق النووي مع إيران ، ونحن ما زلنا نبحث عن كيفية تدمير بعضنا البعض ، الكل فينا يلقي باللوم على الآخر في الوقت الذي هو فيه استبدادي حتى النخاع في تصرفاته ، يطالب الآخرين بالديمقراطية ، النغمة الأمريكية والصهيونية في استعباد الشعوب . القدس تحتضر والأقصى لم يعد من المساجد الذي تشد إليها الرحال بل أصبح من حق عصابات كيان غاصب تعيث فيه فساداً ، نحن نلتزم بالاتفاقات التي نبرمها مع تلك العصابات لعجزنا عن مواجهتها .. وفي ذات الوقت نسهم في دعم اقتصاده بالتبادل الاقتصادي معه فالأرض العربية أصبحت مسرحاً لرجال أعماله وصناعاته ودبلوماسييه ، مقاومة التطبيع شكلية لأنه غير مسموح لها أن تكون غير ذلك ، إرضاء للبيت الأبيض والكابينيت الإسرائيلي .. عفواً استميحكم عذراً إن تماديت بالتفوه في الحقيقة المرّة ، لكن أقول لقد وصل السيل الزبى ، فلم يعد هناك سبيل لإرضاء العم سام والصهيونية إلا الاستمرار في الرضوخ ..وأتساءل إن كان الأمر كذلك ماذا بعد الرضوخ؟! .. هم يطلبون منا منع الحديث عن مقاومة التدخلات الخارجية لكنهم في أدبياتهم ما زالوا يتحدثون بعليائية ضدنا ويجيشون الجيوش لهدم بلادنا فماذا يسمى هذا في عرفهم وفي عرف من يدافعون عنهم؟!. هم يعلمون أنهم مهما صنعوا فلن يتمكنوا من الهيمنة علينا إلى ما لا نهاية لأننا سنبقى كالطود الشامخ وكالنخيل الذي إن مال أمام العواصف لا يلبث وأن يظل صامداً أمام الطوفان تذهب العواصف وتنتهي ويبقى النخيل واقفاً ، فنحن أمة لها تاريخها حاولت أمم أن تفرض عليها هيمنتها لكنها انتهت وبقيت أمتنا. ومهما صنعوا وتم التغاضي عما يصنعون سيبقى الأقصى تشد إليه الرحال ، رحال العز ، كما أرادها الله أن تكون حين أسرى بعبده ليلاً إليه من المسجد الحرام وعرج به إلى السماء ، رضي من رضي وأبى من أبى ، ما يقوم به العدو من تقسيم زماني للأقصى جد خطير ، فهو تمهيد لتقسيمه مكانياً مثلما حصل في المسجد الإبراهيمي في الخليل، فهل نحن أمام مجزرة في الأقصى على غرار ما جرى في المسجد الإبراهيمي قبل تقسيمه ؟!.

الملفات