2025-06-17 02:30 م

موقف الكرملين ما بين سبتمبر 79 وبين سبتمر 2015

2015-09-13
بقلم: حاتم استانبولي
الموقف الروسي ما بين سبتمبر 1979 وسبتمير 2015. في نيسان 1983 سافرت الى كابول ضمن وفد ل( م.ت.ف) , حيث التقينا ببعض المسؤولين الأفغان في ذلك الوقت ومن ضمنهم وزير الخارجية , و خلال عرضه للتطورات والمساعدات السوفييتية للشعب الأفغاني, ذكر ان الأتحاد السوفييتي والمنظومة الأشتراكية قدمت للشعب الأفغاني 83 الف فرصة اكاديمية في كافة المجالات. من اجل اعادة بناء الدولة الأفغانية. وان الحكومة الأفغانية هي التي طلبت التدخل السوفييتي بناء على الأتفاقية الموقعة مل بين الحكومتين . وعلى الجهة الأخرى كانت المخابرات الأمربكبة قد اتخذت قرارا بدعم التمرد في شرق افغانستان , هذا ما ورد لاحقا في مذكرات روبرت غيتس مدير ال CIA في ذلك الوقت تحت عنوان (في الظلام ). وبدأت تعمل الوكالة لحشد التاييد والدعم المالي والبشري, لتنظيم ودعم المواجهة المسلحة للندخل السوفييتي. وحركت من اجل ذلك منظومتها الخليجية وماكنتها الأعلامية لتحريض الشباب المسلم. وبدات وبالتعاون مع المراكز الدينية الخليجية بتعبئة ثقافية قائمة على ان الجهاد في افغنستان هو فرض عين عليهم وبذلك تكون قد حرفت بوصلة الصراع في المنطقة وحولت وجهته من فلسطين الى افغانستان تحت عنوان ان محاربة (الكفر اولى من محاربة اهل الكتاب). وبالرغم من ذلك استمر الأتحاد السوفييتي والدول الأشتراكية بتقديم الدعم للشعوب العربية , وابرزها الفرص الدراسية المجانية (المنح) وبعشرات ألآلاف , وعلى ما اظن ان الكثيرين ممن يتبوئون مناصب وزارية, وبرلمانية في العديد من الدول العربية هم خرجي هذه الدول . والآن تثار ذات الزوبعة ولكن الآن سوريا , ان المشترك بين سوريا وافغانستان, ان الحكومتين الرسميتين على علاقة وطيدة مع الأتحاد السوفييتي سابقا, واستمرت العلاقة السورية الروسية لما بعد تفكك الأتحاد السوفييتي. وورثت روسيا كل ما للأتحاد السوفييتي وما عليه , وللتاكيد فقد قامت روسيا بتسديد ديون سابقة لدولة الكويت في الأسبوع الماضي, من خلال توريد صفقة دبابات كسداد للدين القديم . ان العلاقة الروسية السورية هي علاقة تاريخية ذات ابعاد سياسية وثقافية وعسكرية . وللتاكيد فان المبدأ الذي تقوم عليه السياسة الخارجية الروسية, والتي تستند للقانون الدولي, قد ارساها عميد الدبلوماسية الروسية (اندريه غروميكو) , وهي تقوم على احترام استقلالية الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحق الشعوب في تقرير مصيرها استنادا للقوانين الدولية . وهنا فان الموقف الروسي من اوكرانيا بدعمه للحكومة المنتخبة ومعارضته اسقاطها عبر تمرد مدعوم خارجيا , الى مساندته للموقف العربي بشان اليمن(بالرغم من ملاحظات العديدين عليه), الى مواقفه من الحكومة السورية, هو موقف ينسجم مع القوانين الدولية . واذا اجرينا مقارنة سريعة فاننا نرى ان الموقف الروسي كان دائما داعما لموقف الشعوب في خياراتها السلمية لتقرير مصيرها والحفاظ على سيادة واستقلالية الدول المستقلة . اما الموقف الغربي فقد كان دائما يستند الى مصالحه الخاصة ولا تعنيه مصالح الشعوب فرأيناه قد دعم القوى الأكثر يمينية وارهابية في افغانستان ضد الحكومة المركزية الشرعية , في مكان آخر شكل تحالف دولي لأعادة الشرعية في الكويت , وتدخل بشكل مباشر لأسقاط الحكومة المنتخبة في كييف , وتدخل عسكريا بشكل مباشر في العراق, لأسقاط الحكومة المركزية وتدمير اسس الدولة, وبدعم من ذات الدول الخليجية التي تريد اعادة الشرعية في اليمن. ودعم المجموعات الأرهابية المسلحة لأسقاط الدولة في سوريا وليبيا.ونراه يشن حملة اعلامية غير مسبوقة ضد بعض الحكومات تحت عنوان الديمقراطية. وبذات الوقت يقييم اوطد العلاقات مع انظمة ديكتاتورية مستبدة لا تحترم اسس القيم الأنسانية. اما في البعيد فهي من دعمت نظام بونيشيت الذي ارتكب افظع الجرائم بحق الشعب التشيلي وهي من حاصرت الشعب الكوبي لعشرات السنين وهي من دعمت الجرائم الصهيونية في فلسطين ولبنان ومصر وسوريا , وهي من دعمت النظام العنصري في جنوب افريقيا . في حين قدمت روسيا ومنذ ثورة اوكتوبر وحتى الآن وبغض النظر عن نظامها السياسي كل الدعم للشعوب والحكومات المستقلة, وكانت تدفع من قوت شعوبها. اما الدول الغربية فقد كانت وحتى الآن تاخذ الثمن قبل الموقف, وما زالت بعض الدول الخليجية تسدد فواتير حرب الخليج لأولى والثانية التي اسقطت الدولة العراقية.

الملفات